مانهاست 4

انتهت الجولة الرابعة من المفاوضات غير الرسمية حول الصحراء في مانهاست بضواحي نيويورك، بدعوة من كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي، والذي كان قد وعد بالنسبة لهذه الجولة باعتماد «مقاربة مجددة من أجل خلق مناخ أكثر ملاءمة لإحراز تقدم» في المفاوضات. ولئن كان الظاهر أن هذا الاجتماع بدوره لم يتمكن من إحداث اختراق حقيقي، وواصل روس التصريح بكون كل طرف لا زال يرفض مقترحات الطرف الآخر كقاعدة وحيدة للمفاوضات المقبلة، فإن أداء الوفد المغربي المفاوض مكن، بحسب العديد من المراقبين، من حشر الأطراف الأخرى في الزاوية، وواصل تعرية أوراقها.
لقد بادر المغرب إلى طرح موضوع الأحداث الأخيرة في العيون، وقدم الحجة والدليل على بطلان مغالطات الطرف الآخر، وبادر كذلك إلى الحديث عن موضوع الثروات الطبيعية الحقيقية في المنطقة، وهو الموضوع الذي تخرجه «البوليساريو» بين الفينة والأخرى، وتحوله إلى ما يشبه الأسطورة لإيهام الرأي العام الدولي أن المغرب يستغل تلك الثروات، كما دعا المغرب الأمم المتحدة إلى التفكير في الوسائل المتاحة، في نطاق المفاوضات، قصد الاستماع إلى من يمثل الساكنة الصحراوية، مؤكدا أن (البوليساريو) لا تمثل سكان الصحراء، إنما فقط «إخواننا المحتجزون في المخيمات فوق التراب الجزائري»، وعرض أهمية الاستماع أيضا إلى كل من باستطاعته المساعدة في المفاوضات في إطار التوصل إلى حل يضمن احترام السيادة المغربية، وهي الفكرة التي تفتح إمكانية عدم اكتفاء روس بجولات تفاوضية، وربما يلجأ إلى تحركات في المنطقة للاستماع لرأي كل من يمكن أن يساعد في هذه العملية.
ودعا المغرب، في السياق ذاته، إلى تفعيل مساهمة الجزائر وموريتانيا، لافتا إلى أن المملكة تبحث في أفق حل نهائي يقوم على خدمة مصالح المنطقة المغاربية ككل، ومشددا على أن الخطوط الحمراء لدى الرباط تتمثل في شرعية سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وفي وحدته الوطنية والترابية.
إن الأفكار التي تقدم بها الوفد المغربي تجسد فعلا تفاعلا إيجابيا ومتقدما مع مضمون قرارات الأمم المتحدة، وجعلت الأطراف الأخرى تبدو للكل جامدة وتتمسك بمواقف متجاوزة وديماغوجية، وهي الأفكار التي تعكس الإرادة القوية للمملكة للتوصل إلى حل نهائي لهذا النزاع المصطنع.
هل ينتقل المنتظم الدولي إلى دفع الأطراف الأخرى إلى التعاطي بذات المستوى من النضج والواقعية والذكاء، بغاية إعطاء دينامية جديدة لمسلسل المفاوضات في 2011، كما تمنى كريستوفر روس في ختام هذا الاجتماع الجديد في مانهاست؟؟

Top