نصائح لمواجهة مشكلة الطعام

غالبا ما تتوقع الأم، أو ترغب، في أن يأكل طفلها أكثر من حاجته، حرصاً منها على نموه بشكل صحي يبعد عنه أي فرص للتعرض للوعكات الصحية أو الإصابة بالأمراض المختلفة .. لكنها قد تتفاجأ ويخيب أملها عندما لا يتناول ما توقعته من طعام، مما يضاعف قلقها، ويزيد المشكلة تعقيدا.

إن تعاملك مع رفض الطفل للطعام بإيجابية، ودون إظهار لعلامات القلق والتوتر كفيل بتجاوز المشكلة.. لكن تذكري أولا أنها مرحلة طبيعية من مراحل نمو طفلك، وستختفي بمرور الوقت، واعلمي أيضا أن طفلك سيحصل على السعرات الحرارية التي تسد احتياجات جسمه الضرورية من الغذاء. لذلك احترمي قراره متى ما قرر التوقف عن الأكل، أو شعر بالشبع، ولا تلجئي لإجباره على تناول المزيد، وركزي مسؤوليتك في اختيار الأطعمة الصحية له.
 
علامات شبع طفلك

قد لا يستطيع الطفل الإفصاح عن شعوره بالشبع، خصوصا إذا كان لا يزال في سن مبكرة ولم يتعلم الكلام بعد، لكنه بالتأكيد يرسل رسائل وعلامات خاصة تؤكد أنه قد تناول ما يكفيه في وجبته، ومن هذه العلامات :إشاحة وجهه بعيدا عن الطعام الموجود قبالته – إبقاء فمه مغلقا عند تقديم الطعام إليه- الاحتفاظ بالطعام في فمه، ورفض ابتلاعه – بصق الطعام بصورة متكررة، أو التقيؤ، أو محاولته التقيؤ- رفض الطعام عن طريق البكاء والصراخ، أو بالقول “لا أريد” (إن كان قادرا على الكلام) .
 
أفضل الطرق لمواجهة المشكلة

يمر الأطفال بفترة تقل فيها خياراتهم من أنواع الأطعمة، بحيث تكون قليلة ومحدودة، وهي فترة طبيعية تدخل ضمن مراحل تطور نموهم، يتعرضون فيها لحالة الخوف من تجريب الأطعمة الجديدة، ويسميها اختصاصيو النمو بـ”مرحلة النيوفوبيا” وخلال هذه الفترة يحتاج الطفل للوقت لإدراك أن هذه الأطعمة آمنة، ولا خوف من تناولها والاستمتاع بها، وسيعرف ذلك من مشاهدتك والآخرين أثناء تناولها.. لتحقيق هذا الهدف يمكنك اتباع هذه الطرق والنصائح:

• تأمين مكان ملائم لتناول الطفل طعامه: احرصي على توفير أجواء هادئة، بعيدا عن المؤثرات الخارجية كالتلفزيون أو الألعاب، حتى يركز طفلك على طعامه فقط، ولا تشغله عنه هذه المؤثرات .

• تناولي معه الطعام : يبدأ الأطفال في تناول الأطعمة غير المألوفة من خلال مشاهدة تناول آخرين لها، وتقليد آبائهم، لذا ينبغي عليك تناول طعامك مع طفلك، كلما سنحت لك الفرصة بذلك، وبإمكانك جعله يأكل مع أطفال آخرين، فربما يساعده هذا الأمر على الأكل بشكل أفضل، خاصة إذا كانوا في نفس مرحلته العمرية .

• تغيير المكان: قومي بين وقت وآخر بتغيير مكان تناول طفلك لوجباته.. جربي مثلا الذهاب في نزهة خارج المنزل، واجعليه يجرب الأكل في الهواء الطلق، مع سماحك له برؤية الآخرين وهم يستمتعون بتناول طعامهم.

• التزمي بوقت محدد لطعامه: من المهم القيام بتحديد موعد ثابت لطعام طفلك، مع مراعاة تقسيم وجباته إلى ثلاث وجبات رئيسية، ووجبتين خفيفتين تتخللان يومه وقيلولته.. حاولي التقيد بهذا الروتين، فالطفل يحب ذلك، ولا تتوقعي التهام طفلك لوجبة دسمة قبل نومه، بل قدِّمي له أثناء ذلك وجبة خفيفة. كما يجب أن تحرصي على تقديم نوعين من الأطعمة في الوجبة الواحدة، بحيث يكون أحدهما فاتحا للشهية، والآخر حلو الطعم، حتى يتسنى له الحصول على السعرات الحرارية اللازمة مع المغذيات الضرورية لبناء جسمه.

• ضعي كميات قليلة ومأكولة بالأصابع: عادة يستمتع الطفل أكثر عبر تناوله الطعام بيده، كون هذا يشعره بالاستقلالية، كما أن كميات الطعام الكبيرة تنمي إحساسه بالقلق، وتعزز شعوره بالشبع، لذا لابد من تقليل كمية الطعام المقدمة لطفلك، وبعد انتهائه ينبغي عليك أن تبادري بالإثناء عليه، وومده بالمزيد في حال كان بحاجة لكمية إضافية

• تقليل فترة تناول الطعام: خففي من وقت تناول طفلك لطعامه، بحيث يكون (20 – 30 ) دقيقة، فكل الدراسات تؤكد أن معظم الأطفال يأكلون ما يريدون خلال عشرين دقيقة، وبالتأكيد فإن تقبلك للفكرة سيدعم تغذية طفلك بإيجابية، وسيعوده على الانتظار حتى موعد الوجبة القادمة .
 
عادات .. تجنبيها

هناك عادات سلبية قد تقعين فيها بدافع الحب المفرط لطفلك، ولن تساعد في حل مشكلته مع الطعام، بل إنها قد تزيد من تبعات الإشكالية، ومن هذه العادات :
• استعجال إنهاء طفلك لوجبته .
• الإصرار عليه بأكل المزيد من الطعام .
• تقديم الحلوى كمكافأة على تناوله وجباته.
• استبدال وجبة رفضها الطفل بوجبة أخرى بديلة، والاعتقاد بأنه لن يقوم بأكل ما رفضه في السابق من الأطعمة .
• تقديم وجبات خفيفة قبيل الوجبات الرئيسية أو بعدها مباشرة .
• تقديم كميات كبيرة من العصائر المعلبة، أو الطبيعية، أو الحليب، قبل تناول وجبة الطعام بساعة أو أقل .

 

Related posts

Top