الاسم أيضا يحيل على مناضل واكب مسار حزبه وبلده لسنوات، وتولى العديد من المسؤوليات، قبل أن يختاره رفاقه قائدا لحزبهم ضمن دينامية تنظيمية تتجاوز الأسماء والذاتيات، لتنخرط في أفق أشمل يقوم على بناء حزب قوي مؤثر في الساحة، وجاذب للنخب وللأجيال الجديدة من المغاربة.
من جهة أخرى، أسس مؤتمر التقدم والاشتراكية لحظة حزبية قوية بالتمايز والاختلاف عن الذي ساد في المسلك الحزبي، وذلك باللجوء إلى الاقتراع لاختيار أمين عام من ضمن ثلاثة مرشحين.
لأول مرة شهد الحزب هذا الأسلوب، ولم تعرف نتيجة الاقتراع إلا بعد عمليات التصويت والفرز الطويلة، وساد الهدوء الرفاقي بين المرشحين وتسيدت لغة الاحترام ،وعندما أعلنت النتيجة ،وقف السعدي ليعلن من منصة المؤتمر أنه متشبث حتى النخاع بحزبه ووحدته وتعانق مع بنعبدالله، تماما كما فعل ولعلو،وهنأ إسماعيل العلوي خلفه بالعناق وبالكلمات وبالدموع، وتوج المشهد بأن الحزب كله وقف منتصب القامة، مرفوع الهامة،شامخ الرأس، وغادر الكل بوزنيقة بثقة في النفس وفي المستقبل…
الاسم وأسلوب الاختيار مثلا إذن عنوانا كبيرا لنجاح المؤتمر، وعندما يكون ذلك شكلا تنظيميا يعتمد لأول مرة في تاريخ الحزب، فانه لن يتم طبعا من دون توترات أو تجليات قلق أو اختلاف، وكل هذا يبقى عاديا، ودليل حياة، لكن المهم الإصرار الجماعي على المضي في اختيار الديمقراطية والتحديث أسلوبا لبناء الحزب ولتفعيل العلائق الداخلية.
مؤتمر التقدم والاشتراكية تميز أيضا بكون 49 في المائة من تركيبته ،تمثل أعضاء لا يزيد عمر وجودهم في الحزب عن عشر سنوات، وهذا رقم هو الآخر لا يخلو من دلالة من حيث تمكين الأعضاء الجدد من المساهمة في صنع القرار الحزبي،كما أن بلوغ نسبة حضور النساء في المؤتمر 10 فاصلة 4، يمثل خطوة مهمة، وكون المؤتمرين الذين لا يزيد سنهم عن 25 سنة بلغ عددهم 4 فاصلة تسعة أيضا مؤشر لا يخلو من دلالة،خصوصا أن 27 فاصلة 2 أعمارهم تتراوح بين 35 و45 سنة، وهذه الأرقام وغيرها تحيل على تركيبة سوسيولوجية للحزب، تنسجم مع نتيجة التصويت النهائي، وتفتح آفاق عمل جديدة للحزب تحت قيادة أمينه العام الجديد من أجل (جيل جديد من الإصلاحات…).
الاسم والأسلوب
نبيل بنعبد الله وأسلوب انتخابه أمينا عاما جديدا لحزب التقدم والاشتراكية : اسم ورمزية يختصران المؤتمر الوطني الثامن على المستوى التنظيمي. يمثل انتخاب نبيل بنعبدالله، اختيارا لجيل جديد من الأطر الحزبية، ومن ثم إعلان عن حراك في الساحة الحزبية المغربية، ولو أنه بطيء، لكن من دون شك سيكون للمرحلة امتدادها ودلالاتها لاحقا.