ضمن المنتخب المغربي المحلي لكرة القدم تأهيله لربع نهاية كأس أمم إفريقيا للمحليين، المقامة حاليا بالكامرون، بعد انتصار عريض في ثالث مباراة له عن المجموعة الثالثة، وكان على حساب أوغندا، بحصة خمسة أهداف لاثنين.
انتصار مكن العناصر الوطنية من الحفاظ على المرتبة الأولى، وضمان البقاء بالعاصمة الاقتصادية دوالا، مع خوض الدور القادم بنفس الملعب، الذي لعب على أرضيته مباريات الدور الأول، كما مكنت هذه النتيجة من استعادة الثقة، بعد العرضين الباهتين، أمام كل من الطوغو ورواندا، مما أثار العديد من الانتقادات من طرف الجمهور الرياضي الوطني.
خلال مباراة أوغندا، لوحظ تخلي المدرب الحسين عموتة، عن المبالغة في التحفظ، والانفتاح أكثر على اللعب الهجومي، مع ممارسة الضغط العالي على الخصم، وعدم تمكينه من كسب الثقة، والعمل على عدم امتلاكه للجرأة، لتهديد مرمى الفريق المغربي.
خلال مباراتي الطوغو ورواندا، دافع عموتة بسبعة لاعبين أربعة في خط الدفاع، وثلاثة لاعبي الوسط، ليترك الخط الأمامي معزولا، وهو خيار جد سلبي، أثر كثيرا على فعالية المجموعة ككل.
ومما زاد من مظاهر القلق، هي الطريقة الغريبة التي تضيع بها الفرص السانحة للتسجيل، وبطلها كان هو أيوب الكعبي، الهداف الذي لازال يبحث عن نفسه، خلال هذه التظاهرة القارية، رغم أنه هداف وبطل النسخة الخامسة، وكل الأنظار مركزة عليه.
ضد أوغندا، قام عموتة مجبرا بمجموعة من التغييرات، سواء على التشكيلة أو طريقة اللعب، إذ اعتمد على النمساوي في الرواق الأيمن، وإدخال بامعمر في الارتكاز، مع ترك حرية أكثر لجبران بوسط الميدان، بينما أقحم كل من رضا الجعدي وآدم النفاتي في الوسط الهجومي، قصد تسهيل مهمة كل من الكعبي ورحيمي.
هذا التغيير كان له وقع إيجابي على الأداء في مجمله، حيث مورس ضغط ملحوظ، وخلقت فرص عديدة، كما تنوعت الهجمات من كل الجهات، إلا أنه وضد مجرى اللعب، سجل الأوغنديون هدفا من ضربة مركزة على بعد ثلاثين متر.. هدف خلق ارتباكا داخل المجموعة المغربية، ومن حسن الحظ أن الحكم أعلن عن ضربة جزاء سجل منها الكعبي هدف التعادل، خلال اللحظات الأخيرة من الجولة الأولى.
اعتقدنا أن توقيع الهداف الكعبي أول هدف له بهذه الدورة، ولو عن طريق ضربة جزاء، سيفك النحس الذي لازمه، إلا أن لاشىء من ذلك تحقق، إذ ظل يمارس هوايته في تضييع الفرص المواتية للتسجيل بطريقة تكاد لا تصدق، إلى درجة أنه ضيع أكثر من فرصة، حتى مع انفراده بالحارس أكثر من مرة.
لاعبو المنتخب وأمام حالة الاستعصاء الذي لازمت الكعبي، تناوبوا على تسجيل أربعة أهداف بواسطة المتألق رحيمي (هدفين)، والمدافع النشيط الموساوي، والمايسترو الحافيظي.
انتصار مستحق بالفعل، لكن هناك مجموعة من الحقائق ظهرت بوضوح خلال هذه المباراة، أولها أن الدفاع المغربي غير محصن تماما، والدليل على ذلك، الطريقة التي سجل بها الفريق الخصم هدفين، وهنا نحيلكم على الوقوف السيء لحائط الصد خلال الهدف الثاني، وهي الطريقة التي لا تليق بلاعبين يمارسون ببطولة احترافية.
ثاني الحقائق، أن هناك لاعبين متميزين، بإمكانهم الزيادة في نسبة الفعالية، بمختلف الخطوط، ويمثلون قطع غيار صالحة للتوظيف، وتبين مساء أول أمس الثلاثاء، أن المدرب أخطأ في حق الكثير منهم.
ثالث الحقائق، وهي أن عموتة بدأ متأخرا يتعرف على إمكانية كل لاعب من اللاعبين الذين اختارهم بنفسه، وبعد وصوله إلى الكامرون شرع في عملية التجريب، وكأنه يشرف عليهم لأول مرة، وهنا يمكن أن نطرح التساؤل حول جدوى المعسكرات التدريبية والمباريات الإعدادية التي برمجها هذا المدرب داخل المغرب وخارجه.
سؤال صعب ومستفز، نترك الإجابة عنه، إلى بعد انتهاء المشاركة بدورة الكامرون، والتي نتمنى صادقين أن تختتم بالحفاظ على اللقب…
>محمد الروحلي