الوحدة والجهوية

أبرز جلالة الملك، في خطاب 20 غشت، أن تخليد ملحمة «ثورة الملك والشعب»، يتم ليس لكونها حدثا بطوليا مضى وانقضى، إنما باعتبارها ثورة متواصلة، مؤكدا أن الكفاح من أجل استرجاع استقلال المغرب، لم يكن قضية نخبة، بل كان معركة خاضها الشعب بأكمله، بقيادة العرش فداء لحرية الوطن ورمز سيادته.


واعتبر جلالة الملك أن اقتراح المغرب تخويل الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا،  مثل مقدمة المبادرات الجريئة في عهد جلالته، والتي شكلت تحولا حاسما في التاريخ المعاصر للبلاد.
مرة أخرى، جاء الخطاب الملكي حازما في موضوع الوحدة الترابية للمملكة، وحضر سياق المناسبة للتذكير بكون القضية تعني كافة المغاربة، وتندرج ضمن نضالهم الوطني المستمر من أجل استكمال السيادة والوحدة، لافتا، في السياق ذاته، إلى أنه كلما ازداد الدعم الدولي لهذه المبادرة الشجاعة (مقترح الحكم الذاتي)، المشهود لها أمميا بالجدية والمصداقية، تمادى خصومنا في مناوراتهم اليائسة، لعرقلته، ونسف ديناميتها الواعدة بالتسوية النهائية المنشودة، دوليا وجهويا، لهذا النزاع المفتعل.
ومقابل ذلك، شدد جلالة الملك على أنه مهما بلغ تعنت أعداء وحدتنا الترابية، فإنه لن يزيدنا إلا إصرارا على مواصلة التطور الديمقراطي والتنموي، بكامل الحزم والعزم، واليقظة والتعبئة، مؤكدا جلالته أن حقوق المواطنة لا يمكن تصورها أو ممارستها، إلا في ظل الالتزام بالحق الأسمى للوطن في الوحدة والسيادة.
خطاب جلالة الملك تطرق إذن إلى قضيتنا الوطنية بحزم واضح، وبإعادة التأكيد على مقترح الحكم الذاتي، ثم توقف كذلك عند موضوع (الجهوية المتقدمة)، وذلك في سياق الإصلاحات العميقة الرامية  لترسيخ صرح الدولة المغربية الحديثة، وتعزيز ممارسة اللامركزية، وتوطيد الحكامة الترابية الجيدة، والتنمية المندمجة.
إن اندراج موضوع الوحدة الترابية والجهوية المتقدمة معا ضمن الخطاب الملكي، جسد رسالة الخطاب، وهي رسالة موجهة للجميع، بشأن إصرار المغرب على وحدته الترابية وسيادته الوطنية على كامل أرضه، وفي نفس الوقت انكباب المملكة على الإعداد لما أسماه جلالة الملك «الخيار الاستراتيجي للمغرب الموحد للجهات».
هذه الجدلية إذن هي عمق  المسار المغربي اليوم، وهي المرجعية  بالنسبة لما تشهده المملكة من أوراش تنموية وبشرية ومستدامة، ومخططات قطاعية وطنية طموحة ذات بعد جهوي، وما يتم إنجازه من بنيات أساسية، كما أنها تمثل الطريق الأمثل لحل النزاع المفتعل في الصحراء…
أين العقلاء إذن كي يلتقطوا الإشارة من…هناك ؟؟؟

 

Top