شرود جديد في الجزائر

الجزائر تواصل تيهها ومغالطاتها في حق المغرب، وكذبها  بشأن جريمة اختطاف مصطفى سلمى ولد مولود، وبشأن مسؤوليتها القانونية عن ذلك. عندما يقول عبد العزيز بلخادم، أثناء استقباله لوفد لبناني، بأن «المغاربة أشقاؤنا وجيراننا، وينبغي أن يعلموا أنه لا طمع لنا في أي رقعة من أرض مغربية ولا في أي شبر من الصحراء»، لا يملك كل ذي عقل سوى أن يضحك من هذا الإصرار على استغباء  كل العالم، ولا يملك أيضا سوى الامتعاض من قيادة بات تعنتها وشرودها يمثلان خطرا حقيقيا على المنطقة.
وحيث أن الجنون بلغ عند جيراننا مستواه المرضي الواضح، فإن الحكومة هناك اختارت أن توجه هي الاتهام إلى المغرب، وذلك من خلال بيان صدر عن وكالة الأنباء الرسمية ، يتهم «المسؤولين المغاربة بمحاولة التنصل من مسؤولياتهم» بخصوص نزاع الصحراء (كذا)، وزاد متهما الحكومة المغربية بكونها «شنت حملة سياسية وإعلامية تستهدف الجزائر، متحججة باعتقال ولد سيدي مولود…»، ثم عاد لتكرار الخطاب المعروف حول تصفية الاستعمار وغير ذلك، قبل أن يعلن، باسم الحكومة الجزائرية، أن المغرب «اختار المسار المعاكس وسلك طريق التصعيد بدل اختيار التهدئة والمساعدة على استئناف مسار المفاوضات…».
هل هناك معنى آخر للجنون وللتغليط غير ما يتضمنه مثل هذا الكلام، والذي صدر باسم حكومة ؟؟؟
إذا كانت الجزائر لا طمع لها في صحراء المغرب، فما معنى كل هذا الذي يجري منذ أزيد من ثلاثة عقود؟ وما معنى حكاية الرسالة التي توصل بها عنان من بوتفليقة سنة 2003؟؟؟ وما معنى، وما معنى ؟؟؟؟؟
وبالنسبة لقضية ولد مولود، فإن العالم كله أدان ما حصل واستنكر الجريمة، وهو، للعلم فقط، قد  اختطف ويخضع الآن  للاعتقال والتعذيب، وكل هذا لمجرد تعبيره سلميا عن رأي سياسي، هل يمكن لبلخادم وحكومته أن ينفيا هذا؟
الجزائر تأوي البوليساريو، وتيندوق تقع  فوق ترابها، وهناك يوجد مسرح الجر يمة، وبالتالي فهي  مسؤولة، بموجب كل قوانين الدنيا، هل تنفي هذا؟
هذه هي القضية الآن، والتي يريد بلخادم وحكومته التهرب منها، والتي جعلت جيراننا في عمق الورطة أمام العالم كله، ومسؤولين عن الجريمة.
الخروج من الورطة لا يتم عبر الهروب إلى الأمام، ومواصلة التعنت البليد، إنما من خلال التحلي بالشجاعة، والإفراج الفوري عن ولد مولود.
هل تستطيعون؟

Top