افتتحت مساء الثلاثاء بالدار البيضاء الدورة الثامنة للمهرجان الدولي لفيلم الطالب الذي يعتبر موعدا للتعريف بإبداعات الشباب في قطاع السينما.
وتشكل هذه الدورة، فضاء لتقاسم الأفكار والتجارب في المجال السمعي البصري، وأفقا مفتوحا على التجديد والإبداع لدى الطلبة.
ويتوخى هذا المهرجان الذي تنظمه جمعية (فنون ومهن) بشراكة مع لجنة دعم المهرجانات والتظاهرات السينمائية، وبتعاون مع معهد سيرفانتيس والمعهد الفرنسي وسينما أ ب س، والمدرسة العليا للفنون الجميلة، الاستجابة لطموح الانفتاح على مختلف التجارب السينمائية على الصعيدين الوطني والدولي، خاصة في مجال الفيلم الوثائقي والخيال العلمي والتنشيط والفيديو كليب والأفلام التجريبية.
وشهدت حفل افتتاح الدورة التي تقام حتى ال 18 من الشهر الجاري، تكريم الممثل المغربي محمد خيي، الذي أثنى في كلمة له على هذه الالتفاتة المميزة، التي تشكل له دعما قويا، كما دعا بالمناسبة السينمائيين الشباب والطلبة إلى مزيد من التكوين والدرس، من اجل كسب رهانات المستقبل وخلق آفاق واسعة في عالم السينما بأعمالهم المتميزة والرائعة.
واستحضر محمد خيي، الذي قدم في حقهم عبد الحميد اجماهري شهادة قوية ومؤثرة، تجربة صديقه الراحل محمد بصطاوي، الذي تحمل الدورة اسمه، مؤكدا أن الراحل شكل أيقونية حقيقية للعمل السينمائي والتلفزيوني والمسرحي، وانه لم يمت بل ما يزال حاضرا بين جمهوره وأصدقائه وعائلته بأعماله التي لا تنسى.
كما تم أيضا خلال حفل الافتتاح تكريم المخرج والممثل المصري أحمد شكير، وتقديم رؤساء لجان تحكيم مسابقة أفلام التخييل والتجريب، التي يترأسها المخرج المغربي كمال كمال، ومسابقة الأفلام الوثائقية التي يقودها السينمائي محمد منخار، ومسابقة أفلام التحريك التي تترأسها السينمائية لمياء بقايد من تونس. اضافة الى عرض فيلم”مناديل بيضاء” للمخرج فريد ركراكي.
وتشارك في الدورة أفلام عدة تمثل بلدان فرنسا وألمانيا وبلجيكا، واسبانيا ومصر ولبنان، ثم المغرب، حيث تتنافس على جوائز قمية، كما ستعرف الدورة فقرات خصبة من ندوات ولقاءات منها ندوة حول السينما والموسيقى يؤطرها الفنان المغربي عبد الفتاح نكادي، وأخرى حول كتابة السيناريو في الفيلم القصير يؤطرها الناقد حسن نرايس، فضلا عن تكريم الفنانة المقتدرة عائشة ماه ماه، والفنان اللبناني والمسؤول عن المؤسسة السينمائية(البا) خليل سمايرة.
وفي هذ الصدد، أوضحت وفاء البورقادي رئيسة جمعية “فنون ومهن” ورئيسة المهرجان، أن هذه التظاهرة التي تنعقد تحت شعار “سينما الغد” تتيح إبراز القدرة الإبداعية لدى الطلبة، ودورهم في تنمية التبادل الفني والثقافي عبر الإنتاجات الفيلمية.
وأبرزت البورقادي أن المهرجان الذي يشكل فضاء “رفيعا للثقافة والفن والفرجة”، يساهم في إشعاع الشباب المبدع في مجال السينما ويشجع انفتاحهم على الثقافات الأخرى.
من جهته اعتبر حسن نرايس ناقد سينمائي و المدير الفني لهذه التظاهرة، أن المهرجان نجح ، بتميزه وخصوصيته وبعلاقته بالتكوين وبسينما المستقبل، في تأكيد عمقه الدولي فضلا عن تجميعه لطلبة مدارس و معاهد توحدهم لغة الإبداع السينمائي.
وأضاف نرايس أن هذا المهرجان الذي يتميز ببرنامج حافل بالإبداع والتنوع والاختلاف والتعددية، يمنح الطلبة المبدعين فرصة للتعبير عن كفاءتهم وطاقاتهم في مجال الفن والإبداع، فضلا عن تقديمه لأفلام برؤى مختلفة وأساليب ناضجة وبتعابير تعد بمستقبل فني واعد لأصحابها.
ويتضمن برنامج هذه الدورة التي تحمل اسم الفنان محمد بسطاوي، تكريم الفنان المصري أحمد شاكر والفنانين المغاربة محمد خيي وعائشة ماه ماه، بالإضافة إلى درس سينمائي “ماستر كلاس” حول تقنيات إنجاز فيلم التنشيط، وجلسات نقاش حول “السينما والموسيقى” و “كتابة السيناريو في الفيلم القصير” .
وتتنافس أفلام من المغرب وتونس ومصر ولبنان وبلجيكا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا على جوائز” أفلام الخيال” و”الأفلام التعبيرية “و “الأفلام الوثائقية والتعبيرية” و “أفلام التنشيط”.