لم يعد خافيا على أحد، أن الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، يعيش تصدعا داخليا مقلقا، جعل منه عبارة عن مجموعة مفككة الصفوف، فاقدة للقدرة على تقديم عروض مقنعة.
صحيح أن المسار يعرف تحقيق مجموعة من الانتصارات، إلا أن هناك صعوبة بالغة في الوصول إلى التميز، رغم وجود عدة عوامل مساعدة، من بينها التوفر على كوكبة من اللاعبين الجاهزين، وجود تجهيزات في المستوى العالي، دون أن ننسى خوض أغلب المباريات بالمغرب.
يحدث هذا، على بعد أقل من خمسة أشهر من المشاركة بمونديال قطر 2022، وضعية غير صحية تماما، تفرض اتخاذ إجراءات استعالجية قصد إعادة الأمور إلى نصابها.
وبالرغم من محاولات إخفاء هذا التصدع، وعدم السماح بنشر الغسيل، إلا أن الأمور خرجت أخيرا عن السيطرة.
فبالإضافة إلى قضية اللاعبين المبعدين، وعدم الوصول إلى إقناع بعض الأسماء الرافضة بقبول العودة، كما هو الحال بالنسبة لحكيم زياش، الذي يشترط إبعاد المدرب وحيد خاليلوزيتش، للانضمام مرة أخرى للنخبة المغربية، ظهرت مؤشرات أخرى تلمح إلى أن هناك وضعية غير صحية.
مظاهر هذا التصدع، لم تقف عند حد حالات الرفض، بل امتد إلى خروج بعض العناصر الرسمية، بتصريحات منتقدة، رافضة لاستمرار وضعية غير سليمة تماما.
فبعد الحارس بونو الذي سبق أن عبر عن عدم رضاه للتكتيك المتبع خلال المباريات، وبعد أن ألمح أمين حارث إلى وجود وضعية غير مريحة، جاءت صرخة مدوية من المدافع غانم سايس.
لم يتردد العميد في التعبير عن عدم رضاه، تجاه المستوى الذي ظهر به الأسود في مواجهة جنوب أفريقيا، مؤكدا أن عملا كبيرا منتظرا خاصة على المستوى التكتيكي، بمنح الكثير من المساحات للخصوم، كما حدث خلال مقابلة جنوب إفريقيا، وعليه يجب إصلاح الكثير من الأمور الدفاعية والتكتيكية.
سايس الذي يعد أقدم عنصر في التشكيلة الحالية، حذر من كون المستوى غير مطمئن، ولا يمكن إلا أن يقود إلى حصد الهزائم خلال المونديال المقبل، خاصة وأن مواجهة منتخبات قوية مثل بلجيكا وكرواتيا، بهذا المستوى الضعيف سيجعل المنتخب يجر أذيال الخيبة والهزائم.
إنه غيض من فيض، ولم يعد مسموح استمرار وضعية غير سليمة، وعليه لابد من اتخاذ قرارات حاسمة، ولعل أبرزها الحسم في وضعية المدرب وحيد.
>محمد الروحلي