مركز جمعية أمل.. فضاء لصقل الطاقات الإبداعية لدى الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية

الدار البيضاء

أضحى “مركز الأطفال التوحديين والإعاقات المتشابهة” المحدث بمنطقة سيدي مسعود بالدار البيضاء فضاء لصقل وتطوير القدرات واستكشاف الطاقات الفنية والإبداعية لدى هذه الفئة المستهدفة من ذوي الاحتياجيات الخاصة الذهنية. يأتي المركز ضمن خمسة مراكز تعنى من خلالها بالأفراد المصابين سواء بالإعاقة الذهنية أو التوحد أو الثلاثي الصبغي (تريزومي 21)، ممن تتراوح أعمارهم ما بين 5 وما فوق 26 سنة.

بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أضحى “مركز الأطفال التوحديين والإعاقات المتشابهة” المحدث بمنطقة سيدي مسعود بالدار البيضاء فضاء لصقل وتطوير القدرات واستكشاف الطاقات الفنية والإبداعية لدى هذه الفئة المستهدفة من ذوي الاحتياجيات الخاصة الذهنية.
وكان وراء إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود “جمعية أمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذهنية” التي أخذت على عاتقها، بمعية باقي الشركاء وأولياء الأطفال، العمل على إذكاء روح المبادرة الفردية في صفوف هؤلاء الأطفال، وذلك إسهاما في إدماجهم بشكل طبيعي وسلس ضمن باقي مكونات المجتمع، سواء عبر التمدرس أو التكوين في مجالات متنوعة كفيلة بالمساهمة في تفتق ملكاتهم وقدراتهم الدفينة.
هذا ما أكدته رئيسة الجمعية، ثرية مبروك، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، مبرزة أن هذا المركز يأتي ضمن خمسة مراكز تعنى من خلالها الجمعية أساسا بالأفراد المصابين سواء بالإعاقة الذهنية أو التوحد أو الثلاثي الصبغي (تريزومي 21)، ممن تتراوح أعمارهم ما بين 5 وما فوق 26 سنة.
وأشارت مبروك إلى أن عدد المستفيدين من خدمات الجمعية في مجمل المراكز الواقعة بكل من عمالات انفا والفداء – مرس السلطان وعين الشق، ارتفع من خمسة أفراد عند نشأتها سنة 2010 إلى 360 طفلا وطفلة في الوقت الراهن، وقالت بنبرة من سعادة والفخر إنه بفضل المواكبة التربوية والطبية وشبه الطبية تمكن أزيد من 50 مستفيدا من الإندماج في مجال التربية الدامجة، بل منهم من أكدوا تفوقهم بشكل كبير على أقرانهم من الأطفال الأسوياء بالمدرسة العمومية، لا على المستوى التعليمي ولا على مستوى الأنشطة الموازية.
ولتحقيق هذه الغاية المنشودة، تم تجهيز المراكز بأحدث التجهيزات والأدوات البيداغوجية المعمول بها على الصعيد العالمي، فضلا عن الدورات التكوينية المكثفة التي يخضع لها بشكل دوري كافة أطر الجمعية من مربيات وأطر طبية وشبه طبية لمواكبة آخر المستجدات العلمية والعملية إلى جانب عمليات التوعية والتحسيس لأولياء الأمور من أجل توحيد الرؤى والجهود وفق برنامج محدد يضع الطفل في مقدمة الأولويات المراهن عليها مستقبلا.
وأضافت أن هذه الجمعية، التي تنضوي تحت لواء منظمة عالمية ذات اهتمام بالتوحد، ذهبت إلى أبعد مدى في تصوراتها ومراميها عبر التفكير في خلق مشاريع مدرة للدخل لفائدة الفئات المستفيدة المنحدرة في معظمها من أسر معوزة.
وخلال جولة استطلاعية لمرافق “مركز الأطفال التوحديين والإعاقات المتشابهة” كشفت مديرته التربوية، لكبيرة عزي، أن هناك مسارا محددا يتمثل أساسا في إحالة الطفل أولا على أخصائيه نفسية بالمركز للتعرف أكثر عن وضعيته الصحية وتحديد طبيعة الإعاقة التي يشكو منها قبل العمل على إدماجه تدريجيا بين أقرانه في الفصل، حيث سيخضع لاحقا لمرحلة من التتبع والتقييم.
وعلى إثر ذلك – تضيف المسؤولة التربوية – يتم إخضاعه لبرنامج تربوي فردي منتظم تنخرط فيه كل الأطر الطبية وشبه الطبية بما في ذلك الأخصائيات في الطب النفسي وفي تقويم النطق وكذا في الترويض الحسي- الحركي بغية الوقوف على المؤهلات التي يجب استثمارها وكذا المعيقات المفترض الحد من آثارها الجانبية، وذلك بتنسيق مع أولياء الأمور من أجل الحصول على نتائج جيدة وفي أقرب وقت ممكن بشكل تتوافق مع قدراته الذهنية والحركية ومكتسباته.
وأظهرت شهادات حية أن النتائج على مستوى هذا المركز تبقى مشرفة جدا، حيث إنه من أصل 94 طفلا، تم هذه السنة، وفي ظرف وجيز، إدماج ستة أطفال بشكل مباشر في التعليم العادي بمؤسسة تعليمية عمومية، فضلا عن اثنين آخرين في طور الاستئناس، ومنهم طفل تصدر في السنة الفارطة قائمة التلاميذ المتفوقين محرزا على أعلى المعدلات في الفصل ( 16ر9 على 10) مما أهله للالتحاق في السنة الجارية بالمستوى الخامس ابتدائي.
وفي تصريح مماثل، ذكرت هند حنين، رئيسة قسم العمل الاجتماعي بعمالة مقاطعة عين الشق أن هذا المركز يندرج في إطار سلسلة من المشاريع ذات الصلة التي أقرتها اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية على مستوى تراب العمالة المذكورة، مراعاة في ذلك وضعية الأشخاص في حالات صعبة من مختلف الفئات نساء وشباب وأطفال.

ورصد لإنجاز المركز غلاف إجمالي بقيمة 12 مليون درهم، ساهمت فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بما قيمته 7 ملايين درهم، فضلا عن مليونين للتجهيز في إطار البرنامج المندمج لتأهيل الدار البيضاء، بينما تكفل المحسنون بالغلاف المالي المتبقي.
ويتسع هذا المركز لنحو 100 طفل يتلقون سلسلة من الأنشطة الموازية لتلبية مختلف الرغبات من أعمال يدوية وطبخ ورسم وبستنة ورياضة وموسيقى ومسرح ومعلوميات.
وبالنسبة للأشخاص الذين تجاوزوا سن التمدرس، أضافت أن البرنامج الذي تتطلع اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية إلى تنفيذه مستقبلا برسم سنة 2023، يتمثل في تمكين المستفيدين بالمراكز المذكورة من مشاريع للتمكين المهني من خلال ورشات مهنية تؤهلهم للاندماج في سوق الشغل ضمن باقي مكونات المجتمع.

نافذة

  • ويتسع هذا المركز لنحو 100 طفل يتلقون سلسلة من الأنشطة الموازية لتلبية مختلف الرغبات من أعمال يدوية وطبخ ورسم وبستنة ورياضة وموسيقى ومسرح ومعلوميات.
Top