إطلاق صواريخ وقصف على غزة بعد وفاة قيادي فلسطيني مضرب عن الطعام في سجون إسرائيل

قصفت الطائرات الحربية الاسرائيلية ليل الثلاثاء عدة أهداف في قطاع غزة ردا على إطلاق صواريخ من القطاع بعد وفاة القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بالضفة الغربية خضر عدنان نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.
وقبيل منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء شنت المقاتلات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات جوية استهدفت سبعة مواقع أمنية تابعة لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، بحسب مصادر أمنية وشهود عيان.
ولم تسفر الغارات عن وقوع إصابات بحسب المصادر الطبية الفلسطينية، بينما ألحقت إحداها أضرارا مادية في عدة منازل قريبة من موقع أمني شمال مدينة غزة إذ استهدفته الطائرات الحربية الإسرائيلية بستة صواريخ على الأقل.
وأكد سلاح الجو الإسرائيلي في بيان صحفي بدء مقاتلاته الحربية بشن غارات على القطاع دون مزيد من التفاصيل.
من جانبها، قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، في بيان صحفي أن “الدفاعات الجوية تتصدي للطيران الحربي الصهيوني المغير على قطاع غزة بصواريخ أرض-جو”.
كما أكد شهود عيان إطلاق خمسة صواريخ من قطاع غزة على بلدات جنوب إسرائيل.
وتجدد القصف الإسرائيلي بعد إعلان الجيش في بيان سابق أنه رد باستخدام “نيران الدبابات” على إطلاق صواريخ من غزة صباحا لتتبع ذلك دفعة صاروخية ثانية من القطاع، بحسب ما أفاد الجيش الإسرائيلي ومراسلو وكالة فرانس برس.
بدوره، أكد حازم قاسم المتحدث باسم حركة حماس في غزة في بيان “العدوان الصهيوني على قطاع غزة سيفشل في تحقيق أهدافه بمنعنا من القيام بواجب الدفاع عن شعبنا ورموزه، وأنه سينكسر على صخرة صمود شعبنا وبسالة مقاومته البطلة”.
ورصد الجيش “إطلاق 22 صاروخا  من قطاع غزة”. وأعلنت خدمات الإسعاف الإسرائيلية إصابة 3 أشخاص بشظايا في منطقة سديروت قرب الحدود مع قطاع غزة.
جاء هذا بعد وفاة عدنان في الخامسة والأربعين من عمره نتيجة إضراب عن الطعام بدأه قبل 86 يوما احتجاج ا على اعتقاله في أوائل شباط/ فبراير في سجن الرملة.
في المساء، أطلقت ست قذائف هاون باتجاه إسرائيل، لكنها سقطت في غزة وفي محيط السياج الحدودي، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي.
وتعقيبا على الوفاة، نعت حركة الجهاد الإسلامي عدنان عبر قناتها “القدس”. وقال القيادي في الحركة ماهر الأخرس للإذاعة “الفصائل الفلسطينية لن تسكت عن هذه الجريمة، ويجب أن يدفع الاحتلال الثمن”.
وفي رام الله، وصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية وفاة عدنان بأنها “جريمة اغتيال متعمدة” ارتكبتها إسرائيل.
وأضاف أن  وفاته سببها رفض إسرائيل “طلب الإفراج عنه وإهماله طبيا وإبقاؤه في زنزانته رغم خطورة وضعه الصحي”.
بدوره، حمل أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ إسرائيل “المسؤولية الكاملة”.
بالمثل، حملت حركة حماس الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة “الاحتلال الصهيوني وحكومته الفاشية المسؤولية الكاملة عن اغتيال القائد خضر عدنان”، وقالت إنهم “سيدفعون الثمن”.
وأعلن عن إضراب عام في الضفة الغربية احتجاجا  على وفاة عدنان. كما نظمت مسيرات ووقعت مواجهات في مدن مختلفة في الضفة الغربية المحتلة.
حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، بعد لقائه قائد الجيش، من أن  “كل  من يحاول إيذاء مواطني إسرائيل سيندم”.
وكانت مصلحة السجون الإسرائيلية قالت في بيان “توفي صباح اليوم معتقل أمني متهم بارتكاب جرائم إرهابية ومضرب عن الطعام منذ 5 شباط/فبراير 2023”.
وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس لوكالة فرانس برس إن خضر عدنان هو “أول فلسطيني يستشهد نتيجة إضرابه عن الطعام وتجاهل مطالبه من قبل سلطات الاحتلال”.
وأكدت مؤسسات فلسطينية عديدة وفاة 237 فلسطينيا وهم رهن الاعتقال في السجون الإسرائيلية، بينهم 75 بسبب الإهمال الطبي.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير فضل عدم الكشف عن اسمه إن  عدنان اعتقل “13 مرة في الماضي بسبب نشاطه في الجهاد الإسلامي” آخرها في شباط/فبراير حين أخضع للتحقيق ووجهت إليه تهم “المشاركة في عشرات الأنشطة التنظيمية للجهاد الإسلامي وإلقاء خطابات تحريضية تدعم منظمة معادية وكان محتجزا على ذمة القضية”.
وأشار المسؤول إلى أن السلطات الإسرائيلية كانت قد “أخذت حالته الصحية في الاعتبار” وأنه “كان مضربا عن الطعام ويرفض الرعاية الطبية وخاطر بحياته”.
وأضاف “لكن  محكمة الاستئناف العسكرية قررت عدم إخلاء سبيله على أساس وضعه الصحي”.
وكان يفترض أن يمثل عدنان أمام محكمة في العاشر من الشهر الجاري.
من جانبه، قرر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إغلاق الزنازين ومنع تنقل الأسرى الفلسطينيين لمنع “التصعيد”.
ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية “الجريمة البشعة”، محملة الحكومة الإسرائيلية وأذرعها المختلفة المسؤولية “الكاملة والمباشرة”.
وقالت الوزارة في بيان إنها “سترفع ملف  هذه الجريمة (للمحكمة) الجنائية الدولية”.
هذا ودانت جامعة الدول العربية “جريمة وفاة الأسير خضر عدنان”، محملة إسرائيل “المسؤولية الكاملة”.
من جهته، تقدم حزب الله اللبناني “بالتعازي والتبريكات باستشهاد” خضر عدنان، معتبرا  أن بوفاته “كشف مجددا حجم المأساة الكبيرة التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون والعرب في سجون العدو الإسرائيلي وتعرضهم لأشد أنواع التنكيل والإرهاب”.
وأمام منزل العائلة في بلدة عرابة قرب جنين ( شمال) عقدت رندة موسى زوجة خضر عدنان مؤتمرا صحافيا أكدت فيه على عدم فتح بيت عزاء، وقالت “سنستقبل المهنئين لأن  هذه الشهادة عرس وفخر لنا وتاج على رؤوسنا”.
وتابعت “لا نريد من يضرب الصواريخ وتضرب غزة بعدها … لا نريد أن تراق قطرة دم”.
في وصية كتبها عدنان في الثاني من نيسان/أبريل الماضي أوصى الشعب الفلسطيني بعدم “الاستسلام لليأس مهما فعل المحتلون وتطاولوا في احتلالهم وظلمهم وغيهم، فنصر الله قريب”.
وطلب عدنان في وصيته من عائلته بأن لا تسمح “للمحتل بتشريحه”.
وقالت منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل إن أطباءها زاروا عدنان وأثاروا “حالته الصحية الخطرة المهددة لحياته والحاجة لنقله فورا إلى المستشفى”.
أما منظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية فوصفت إضراب عدنان عن الطعام بأنه “احتجاج السلمي على اعتقاله وعلى ظلم الاحتلال”.
وأكدت المنظمة في بيان أن “حقيقة بقاء شخص كانت حياته معرضة للخطر في السجن رغم الطلبات المتكررة لنقله إلى مستشفى يعكس استهتار إسرائيل المطلق بحياته”.
ودعت بعثة الصليب الأحمر الدولي في إسرائيل والأراضي المحتلة السلطات الإسرائيلية إلى “الإفراج عن جثمان عدنان حتى تتمكن أسرته من الحداد وترتيب مراسم دفن كريمة بحسب عاداتهم ومعتقداتهم”.
وفي بيان، أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين قدري أبو بكر تقديم الهيئة طلبا  عاجلا  لعدم تشريح جثمان عدنان، مشيرا إلى عدم وجود موعد لتسلي

Related posts

Top