الاستفادة من أخطاء الماضي…

شرع المغرب في تحديث تجهيزاته الرياضية، وتأهيل بنياته لاحتضان أهم الأحداث خاصة المتعلقة بكرة القدم، في أفق استقبال مواعيد كبرى، ككأس إفريقيا للأمم 2025، وكأسي العالم للرجال والسيدات 2030 و2031، مرورا لكأس العالم للأندية 2029.
كلها أحداث وضعت المملكة، في مصاف الدول الرائدة في هذا المجال، مع ما يتطلب ذلك من شروط أساسية، تستجيب لدفاتر التحملات، وجعل التجهيزات في مستوى ما يقدم على الصعيد الدولي حاليا.
والمجهود الذي قدمه المغرب على مستوى البنيات خلال العقدين الأخيرين، استحق كل عبارات التقدير والإعجاب، سواء فيما يخص بها الملاعب المراكز والملاعب والقاعات، أو مختلف المرافق التي اجتهد المغرب في إنشائها، مقدما للعالم نموذجا ناجحا، يستحق الإنصاف من طرف الأجهزة الدولية.
ويأتي مركز محمد السادس في مقدمة هذه التجهيزات، التي تنال كل عبارات الثناء إلى حدود الإبهار، وفي مقدمة من أشاد بما يقدمه المغرب، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جياني إنفانتينو.
إلا أنه مقابل هذا التفوق في تقديم تجهيزات من الجيل الجديد، هناك ملاعب أخرى تنتمي لمدن مهمة، عرفت أخطاء كبيرة في طريقة التصميم والإنشاء والهندسة، ليتأكد أن الأطر التي اشتغلت على بعض الملاعب، أو التي انفردت بالصفقة، لم تكلف نفسها عناء أخذ الاستشارة، والاستفادة من التجارب والتكوين الذي يتمتع به خبراء في مجال تخصصهم.
الأكيد أن هناك استفادة كبيرة من بعض الأخطاء التي ارتكبت، أخطاء ظهرت مع التطور المتلاحق، والقيمة التي وصلت إليها التجهيزات الحديثة، وملاعب قطر كانت خير مثال…
فالملعب أو القاعة أو أية منشأة كيفما كانت، تتداخل فيها العديد من التخصصات والمهن والخبرات، وبالتالي فإن المجال الرياضي له خصوصيات، وشروط دقيقة لا يمكن تجاوزها أو القفز عليها.
بالفعل كانت هناك أخطاء من الممكن تجاوزها، لو تفضل أصحاب الصفقات، بالمبادرة بالاستعانة بخبرة وتكوين متخصصين في مجالات، لها علاقة بالمجال الرياضي، كالإخراج التلفزي، والحكام، والصحفيين والتقنيين والمدربين، وغيرها من التخصصات الأساسية.
وحين نعدد بعض الأخطاء والهفوات، عانت منها مجموعة من التجهيزات الرياضية بمدن معينة، فإن هذا لا يعني أنها غير صالحة، لكنها أصبحت في حاجة إلى الإصلاح لبعض المرافق، حتى تصل إلى مستوى احتضان أكبر التظاهرات، وهذا ما تنكب عليه الدولة حاليا، بإشراف أعلى سلطة بالمغرب.
والدليل على ذلك إحاطة المشاريع التي تنجز حاليا، بكثير من الحرص على نوع من التكامل والتفاصيل والجزئيات الدقيقة، مع مراعاة خصوصيات كل مجال، وقطع الطريق أمام اللاهثين وراء الاستفادة من صفقات، تنجز في الظلام، وبطرق ملتوية، تضع المصلحة الخاصة كأولوية قصوى…
فكفى من البحث عن طرق السمسرة والتلاعبات، وليكن الهم الوطني وتشريف المغرب، حاضرا في أي مشروع مستقبلي…

>محمد الروحلي

Top