السر في الإجماع حول اسم المغرب

انسجاما مع السياسة الخارجية والمؤسساتية، ينهجها المغرب، في علاقته الإفريقية، في العديد من المجالات، تكريسا لعمقه القاري، وعلاقته المتوازنة، وفق مبدإ رابح-رابح، تواصل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تبنيها لهذا الاختيار، والانخراط في ورش التعاون الدولي، عبر عقد شراكات مع عدد من الدول ومشاريع داخل القارة الأفريقية.

آخر مظاهر هذا التوجه الإعلان، استضافة سبع مباريات لمنتخبات إفريقية، تدخل ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026، تفعيلا لبنود اتفاقيات الشراكات التي تجمع الجامعة المغربية، مع مجموعة من الاتحادات الكروية.

وعلى هذا الأساس، تم فتح ملاعب بمدن الجديدة، بركان، مراكش، وجدة، وأكادير، وضعت رهن إشارة دول صديقة، ثم إعدادها حتى تكون رهن الإشارة، لاستضافة مباريات رسمية تدخل في إطار تصفيات المونديال القادم.

وليست هذه المرة الأولى التي تحتضن فيها المدن المغربية، منتخبات افريقية، إلى درجة يتخيل للمتتبع العادي، أن المغرب يستقبل على طول السنة تظاهرات وكؤوسا افريقية، خاصة بالمنتخبات كما الأندية، بعيدا عن كل الحسابات، أو تعامل دوني، بل بالعكس فهناك ترحاب وتفهم، وفق رؤية تكاملية، تسير في السياق المقاربة، تعتمدها المملكة المغربية، في بناء عمقها الإفريقي.

فقد جدد المغرب على الدوام التزامه بالعمل من أجل تنمية كرة القدم الإفريقية، وتعزيز هذا التوجه باستمرار إلى درجة، تحول إلى مخاطب ذي مصداقية، قادر على إسماع صوت إفريقيا عاليا، وهو ما لقي صدى إيجابيا، حتى على مستوى الإعلام الإفريقي والأوروبي، من خلال عدد من المقالات التي تتناول مضامين الشراكات التي تجمع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، مع نظيراتها من مختلف دول القارة، وهو ما يؤكد أن المغرب يلعب دورا أساسيًا ومحوريا، في تطوير الممارسة الكروية داخل القارة الإفريقية.

كل هذه المعطيات الملموسة والدلالات العميقة، جعلت المغرب محط إجماع غير مسبوق على المستوى الإفريقي، ولعل آخر محطة تأكدت فيها هذه القيمة الاستثنائية، الإجماع الذي حصل خلال ترشيحه لاحتضان كأس إفريقيا للأمم سنة 2025، إلى درجة تم سحب كل ملفات قدمت ترشيحها من قبل، واستمرار ملف مغربي واحد، وتم التصويت لصالحه بإجماع، وبكثير من الترحاب والحفاوة.

يومها خاطب فوزي لقجع أسرة كرة القدم الإفريقية، بجملة ولحظة معبرة لخصها بالقول: “إن المغرب يتابع تحديث البنيات التحتية لكرة القدم، ووضعها رهن إشارة كرة القدم الإفريقية، ومشاركة خبرته في تنظيم التظاهرات الكبرى مع بلدان القارة وإلهام الأجيال الشابة من أجل عالم متضامن عادل ومتسامح”.

ومع ذلك ترفع أصوات نشاز، تتساءل عن السر وراء كل هذا الإجماع حول اسم المغرب قاريا؟

ولعل الضربة الموجعة التي تلقتها الأوساط المعادية للمغرب، جاءت خلال مونديال 2030، وما لقي من إجماع آخر، هذه المرة ببعد دولي، ليواصل مساره بكثير من الثقة في النفس وبإصرار تحدي الكبار…

محمد الروحلي

Top