تعد استعادة الأراضي ركيزة أساسية لعقد الأمم المتحدة لاستعادة النظم البيئية (2021-2030)، وهو نداء عالمي لحماية وإحياء النظم البيئية في جميع أنحاء العالم، وهو أمر حاسم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
لهذا السبب ركز اليوم العالمي للبيئة 2024 على استعادة الأراضي، ووقف التصحر وبناء مقاومة الجفاف تحت شعار “أرضنا مستقبلنا. #معا_نستعيد_كوكبنا”.. في هذا الصدد، نظم مركز التنمية لجهة تانسيفت، النسخة الثالثة من الدورات التكوينية الحضورية، خلال شهر يوليوز 2024، وذلك في إطار تنفيذه مشروعه في موضوع *تأطير ومواكبة التعاونيات الفلاحية بجهة مراكش-آسفي (المغرب) من خلال تبني حلول تعتمد على الطبيعة وأساليب الإنتاج المستدامة والمحافظة على الموارد الطبيعية في ظل التغير المناخي والتصحر*، الممول من “صندوق المنح الخضراء العالمي” (Global Greengrants Fund) وبمساهمة مجموعة من الشركاء من داخل وخارج المغرب.
وحسب تصريح الدكتور يوسف الكمري، منسق المشروع، فإن هذا الأخير يعتبر الآلية التشاركية الجهوية الرامية إلى دعم وتعزيز قدرات التعاونيات النسائية الفاعلة في المنتجات المجالية والزراعية في مختلف مراحل بلورة وتنفيذ ومتابعة واستعراض “مشاريع التكيف مع التغير المناخي والمحافظة على الموارد الطبيعية وفق مقاربة النوع الاجتماعي”. وأكد الكمري على أن هذا المشروع يجسد دورا محوريا على الصعيدين الإقليمي والعالمي، بحيث سيوافق عام 2024 الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، وستعقد الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف (COP 16) لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD) في العاصمة السعودية، الرياض، في الفترة من 2 إلى 13 ديسمبر 2024. كما ستعقد الدورة التاسعة والعشرون (29COP) مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة للمناخ (UNFCCC ) في باكو بأذربيجان بين 11 و24 نوفمبر 2024.
وقد احتضنت قاعة الندوات بمركز التكوين والتأهيل في حرف الصناعة التقليدية بمراكش، خلال اليوم الأول (الجمعة 19 يوليوز 2024)، مجموعة من الورشات الموضوعاتية، استفادت منها ثلاثون (30) تعاونية ممثلة لخمس (5) أقاليم بالجهة، بحيث أطر الأستاذ عبد العزيز السيدي، ورشة عمل الأولى في موضوع: “دعم المهارات والقدرات لدى التعاونيات في التشريع التعاوني”، الذي هو الأساس لتوفير المساعدة القانونية للتعاونيات طوال سلسلة الإحداث.
كما أطر الدكتور يوسف الكمري، ورشة العمل الثانية في محور: “دعم قدرات التعاونيات في مجال بلورة مشاريع تنموية مراعية لمقاربة النوع الاجتماعي وداعمة لقضايا النساء والفتيات – الهدف 5 والهدف 10- من اجندة التنمية”.
وخلال الورشة الثالثة، التي أطر أشغالها كل من الدكتور محمد ميسولي والدكتور محمد يعقوبي خبيزة، حول موضوع :”دعم قدرات التعاونيات في مجال أهداف التنمية المستدامة الـ 17 وغاياتها الـ 16 لخطة التنمية المستدامة لعام 2030*، مع التركيز على الهدف 13 – العمل المناخي – والهدف 15 – التنوع البيولوجي والتصحر.
وتميزت أشغال اليوم الثاني من التكوين، السبت 20 يوليوز 2024، وخلال الورشة الرابعة، التي قدمت دعما عمليا للتعاونيات في مجال تطبيقات برنام (CRISTAL) وهي أداة لتخطيط وإدارة المشاريع تساعد المستخدمين على دمج الحد من المخاطر والتكيف مع تغير المناخ في عملهم على مستوى المشاريع التنموية، وقد أطر أشغالها كل من الدكتور محمد يعقوبي خبيزة والدكتور محمد ميسولي.
أما الورشة الخامسة، فقد أطرتها كل من الباحثة (Ornella AERTS) والباحثة زينب آيت تمرموشت، من خلال تقديم تجربة “*نساء في العمل المناخي” في دولة الكونغو الديموقراطية. أما الورشة السادسة، في موضوع : الحكامة الجيدة المتعلقة بتسيير التعاونيات : نحو إرساء تسيير مسؤول يضمن مصداقية وفعالية ونجاعة الأداء . الورشة أطرتها الدكتورة ابتسام شكري الحاج.
وعند نهاية اليوم التكويني، تم تنظيم ورشة العمل السابعة، “ماستر كلاس تعاونيات فلاحية نسائية رائدة”، وهي بحسب الجهة المنظمة، شكلت فرصة لتطوير وتبادل الخبرات، يعمل على تقديمها مجموعة من نساء التعاونيات الفلاحية الرائدات بجهة مراكش-آسفي، وقد تم اختيار كل من السيدة حفيظة فلاحي، رئيسة التعاونية الفلاحية الألفية الثالثة للإنتاج الكسكس – الرحامنة، في موضوع: قصة نجاح مشروع الزراعة البديلة في ظل مناخ متغير … ومليكة كوكات، رئيسة تعاونية آفاق التوامة لصنع الجبن وتربية النحل – الحوز، في موضوع: حكاية صانعة منتجات محلية من الحوز … وصلت حتى الصين، وخديجة بركات، رئيسة تعاونية خيرات وابداع بلادي – مراكش، في موضوع: على طريق “صفر نفايات”.. مخلفات عضوية تتحول إلى منتجات محلية.
أما اليوم الثالث، الأحد 21 يوليوز 2024، فقد تميز بتنظيم زيارة ميدانية للاطلاع على تجربة في الزراعة البيولوجية وتثمين المنتجات المجالية المحلية في ظل تداعيات ندرة الموارد الطبيعية وتغير المناخ والتصحر، على مستوى اقليم الرحامنة. بحيث استفادت المشاركات والمشاركين من تأطير ميداني خلال زيارة الوحدة الانتاجية التابعة لتعاونية نساء الرحامنة لتثمين وتسويق منتوج الدجاج البلدي بجماعة رأس العين– إقليم الرحامنة. وأيضاً اطلاعهن/هم على مشروع ناجح لتعاونية بيو-أرضنا حول الزراعة البديلة، وخاصة زراعة أصناف الكينوا عالية الإنتاجية ومقاومة للجفاف والملوحة، هذا المشروع حسب حفيظة فلاحي، رئيسة التعاونية، تم أنجازه من طرف التعاونية النسائية “الألفية الثالثة” لرائدة في صناعة وتسويق الكسكس بجل أنواعه.
وتهدف هذه الزيارة حسب الجهة المنظمة إلى تمكين المشاركات والمشاركين من التجربة المتعلقة بزراعة الكينوا في إقليم الرحامنة تحت شعار “الكينوا زراعة التحدي ومقاومة لتغيير المناخ”.
يشار إلى أن مركز التنمية لجهة تانسيفت (CDRT)، وهو جمعية ذات صفة المنفعة العامة منذ سنة 2006، ولها صفة مراقب عن المجتمع المدني في مفاوضات اتفاقية الأطراف في شأن المناخ (CCNUCC) خلال مؤتمرات المناخ للأمم المتحدة (COP) منذ سنة 2010، يسعى دائما إلى عقد شراكة قوية مع جمعيات المجتمع المدني والتعاونيات بجهة مراكش-آسفي (المغرب)، بحيث يتم إنجاز هذا المشروع انسجاما مع دعوة المنتظم الدولي والعربي إلى زيادة الاتساق والتآزر ضمن منظومة المجتمع المدني على الصعيدين الوطني والإقليمي.