الجديدة : كراء البيوت والشقق المفروشة.. ظاهرة  تنتعش خلال الصيف

كثيرة هي الظواهر التي تطفو على السطح خلال الصيف بمدينة الجديدة، ومنها ظاهرة السماسرة الموسميين، حيث يتحول خلال هذا الفصل عدد من الشباب منهم عاطلون وتلاميذ وطلبة، بالإضافة إلى بعض النساء منهن ربات بيوت، إلى وسطاء لكراء البيوت وشقق مفروشة، للراغبين من زوار مدينة الجديدة.

ولا تتطلب هذه المهنة الموسمية من هؤلاء السماسرة سوى إشهار أنفسهم من خلال عرضهم لمفاتيح الشقق والبيوت المعدة للكراء على المارة في شوارع المدينة.

وينتشر هؤلاء السماسرة الموسميين في الأماكن الحساسة جدا، منها على الخصوص جنبات المحطة الطرقية القديمة بشارع محمد الخامس والشوارع الرئيسية المؤدية إلى وسط المدينة، حيث نجدهم مصطفين على قارعة الأرصفة، وهم يتسابقون فيما بينهم، ويحاول كل واحد أن يستقطب عددا من الزبائن إليه من خلال إقناعهم وحثهم على كراء الشقق التي يعرضونها، ذاكرين مميزات المنطقة     مع التركيز على الراحة والأمن.

والملاحظ أن العديد من الزوار يفضلون الكراء عبر وساطة هؤلاء السماسرة المؤقتين، لأن أتعابهم المادية تكون جد مناسبة، مقارنة مع السماسرة المهنيين المعترف بهم من طرف السلطات المحلية. غير أن هذه الظاهرة غيرالمنظمة تعرف ، من حين لآخر، بعض السلوك والممارسات غير المقبولة بل تشوه سمعة الحرفة المؤقتة، و تسيئ للمدينة برمتها، خصوصا عندما نجد هؤلاء السماسرة يتسابقون ويتزاحمون للظفر بالزبون، وغالبا ما ينتج عن هذا السلوك، شنآن و خصام قد يتطور إلى مشادات كلامية، لا سيما بين النساء، تتطور إلى سب وشتم تنتهي فصولها في مخافر الشرطة.

وتحاول السلطات الأمنية محاربة هذه الظاهر غير المنظمة، غير أنها تجد صعوبة كبيرة، وهي تطاردهم بشكل يومي، من شارع إلى أخر، ومن حي لآخر، لكن دون جدوى، مع العلم أن هؤلاء السماسرة الموسميين عندما يتوسطون في عملية الكراء، يؤكدون لصاحب المنزل أو الشقة، أنهم لا يتحملون أية مسؤولية هوية الزبون ، وهو ما يفرض على صاحب المنزل مطالبة الزبون بنسخة من بطاقة هوية وعقد الزواج..، وهي الشروط التي تنصح بها مصالح الأمن الوطنية، حماية لصاحب المنزل من أية مساءلة.

محمد الغوات

Top