6 حالات انتحار في أقل من شهر بإقليم وزان

“في أقل من شهر سجلت بمدينة وزان وبعدد من الدواوير المجاورة ست حالات انتحار، فضلا عن المحاولات الفاشلة وغير المصرح بها”، بهذه العبارات يصف الأخصائي الاجتماعي والفاعل الجمعوي محمد فرحي حوادث الانتحار المسجلة بالإقليم والتي أصبحت مقلقة إذ تكاد تصبح ظاهرة لكونها تتمدد داخل تراب الإقليم، ومن المرجح إن استمر الوضع على ما هو عليه أن تجعل المنطقة تتبوأ المرتبة  الأولى وطنيا على مستوى تسجيل هذه الحالات المؤسفة.

وقال محمد فرحي، في اتصال هاتفي أجرته معه جريدة “بيان اليوم” إن ظاهرة الانتحارات التي بات يشهدها الإقليم سواء في صفوف الذكور أو الإناث، الشباب منهم أو الكهول، وأحيانا حتى الشيوخ، وأيضا ظاهرة الخلل النفسي التي يترجمها تواجد عدد من المصابين بأمراض عقلية ونفسية في الشارع العام، أصبحت مقلقة، حيث لا يمر شهر دون تسجيل عدد من حالات الانتحار أو اعتداء بعض المرضى النفسانيين والعقليين على المارة بالشارع.

وعبر الفاعل الجمعوي عن منسوب عال من التذمر حيال ما يحدث، حيث لا زال الوضع مسكوتا عنه كأنه من الطابوهات، بل لا يثير أي اهتمام ويكاد يصبح أمرا طبيعيا مع توالي تسجيل حالات الانتحار. وأعرب بعين الأخصائي الاجتماعي، عن خطورة الوضع وضرورة مباشرة بشكل استعجالي اتخاذ التدابير الكفيلة لوقف زحف هذه الظاهرة التي تشجع آخرين خاصة من المرضى النفسانيين ومدمني المواد المخدرة على الانتحار.

وحول أسباب الانتحار، أرجعها المتحدث، إلى العامل الاقتصادي وذلك نظرا للأزمة الاقتصادية التي يعرفها الإقليم بفعل انتشار البطالة داخل صفوف الشباب وانتشار زراعة القنب الهندي بمختلف الجماعات القروية وسهولة الحصول على هذه المادة لاستهلاكها سواء من طرف الشباب وحتى الأطفال على حد سواء، حيث سجلت مظاهر بيع المخدرات بأبواب المؤسسات التعليمية حتى بالعالم القروي وظهور المخدرات الصلبة على الخط كمنافس للمخدرات التقليدية المعروفة بالمنطقة.

وهذا الوضع أدى إلى انتشار كبير لظاهرة الأمراض النفسية والعقلية في غياب تام للطب النفسي، حيث أن الإقليم الذي يحتضن 350 ألف نسمة من السكان لا يتوفر على أي طبيب نفسي، وهو ما يزيد من تفاقم الوضع وصعوبة الولوج للعلاج في حالة الإصابة بمرض نفسي أو من أجل العلاج للإقلاع عن الإدمان.

وينضاف إلى ذلك، أسباب اجتماعية وثقافية ترتبط بالأعراف خاصة فيما يتعلق بانتحار الفتيات، حيث أغلبها يرتبط بظاهرة التزويج القسري، مشيرا أن العامل الاجتماعي هو العنصر المشترك بين حالات ومحاولات الانتحار المسجلة، إذ أن حالة الانتحار التي سجلت يوم الاثنين الماضي تخص فتاة قاصرا بدوار الظواهير جماعة ابريكشة، كان سيتم إجبارها على الزواج المبكر، فيما تبقى التركيبة النفسية هي عنصر الاختلاف بين الحالات المسجلة.

هذا وشدد الفاعل الجمعوي فرحي، على ضرورة جعل من أولويات الإقليم، في محاولة لتطويق هذا الوضع ومعالجته، الإقدام على اتخاذ قرارات بتعيين أطباء نفسانيين بوزان، وإحداث وحدة متنقلة للطب النفسي، وذلك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، داعيا الجمعيات أن تعمل من جانبها على مقاربة الموضوع والخروج من دائرة المتفرج، أو اعتبار الظاهرة من الطابوهات، والقيام عوض ذلك بمبادرات تتضافر فيها جهود جميع الأطراف والفاعلين، كالقيام بعمليات تحسيسية بخطورة الظاهرة، بحيث تشمل هذه الحملات المدرسة والأسرة، وكذا وسط المسؤولين، على مستوى الجماعات الترابية القروية والمدينة كذلك.

  • فنن العفاني
Top