حاويات الأزبال قنبلة موقوتة بالدار البيضاء

عبر عدد من سكان مدينة الدار البيضاء، عن غضبهم واستيائهم الكبير من انتشار حاويات أزبال بمنظرها البشع وبالكم الهائل من الميكروبات التي تحفها من كل جانب.

ويرى العديد من المواطنين الذين التقتهم بيان اليوم أن الشركتين الفائزتين بصفة تجميع أزبال مدينة الدار البيضاء تلبيان طلب البيضاويين بجمع النفايات إلا أن هذه العملية لا تتم باحترافية إذ تظل الأزبال منتشرة في جنبات الحاويات، ولا يتم تطهير هذه الأخيرة مما  يجعل الجردان والكلاب تتجمع حولها لتقتات من فضلات الأزبال، مضيفين أن الشاحنات المكلفة بتجميع النفايات لا تلتزم بالأوقات التي حددت في دفاتر التحملات خصوصصا في الأحياء الشعبية بالدار البيضاء.

إن الحرص على النظافة يعتبر من المبادئ الأساسية بالنسبة لأي بلد، فهو يظهر جليا وعي مواطنيه ومسؤوليه بأهمية الحفاظ على البيئة، وتأثير التلوث على المدى القريب والبعيد.

ويرى المسؤولون عن قطاع النظافة أن التوعية من بين الطرق الفعالة للحد من السلوكيات المساهمة في تلويث البيئة.

إلا أن الحد من هذه السلوكيات لا يحتاج إلى التوعية فقط بل يحتاج أيضا إلى توفير مختلف الآليات والوسائل اللازمة بغية توفير الشروط المطلوبة لتغيير سلوك المواطن.

ومن بين هذه الوسائل، نجد أن للحاويات دورا فعالا في تفادي الرمي العشوائي لأكياس النفايات، إلا أن أماكن وضعها تخلق نقاشات بين الرأي العام، الذي يرى فيها إشكالا وجب حله من طرف الجهات المسؤولة.

و يعرب أغلب المواطنين عن استيائهم و رفضهم التام  لوضع حاويات أزبال حيهم قرب رصيف منازلهم أو الرصيف المقابل لرصيف منازلهم. ويبرر المواطنون ذلك بحجة أن الرائحة الكريهة المنبعثة من الحاوية ومنظرها البشع إثر اِتساخها و عصارة الأزبال التي تخلفها شاحنات جمع الأزبال، تؤثر سلبا عليهم وعلى أسرهم صحيا ومعنويا، مما يثير مخاوفهم من خطر الإصابة بأحد الأمراض الخطيرة. ولا يقتصر هذا التأثير على الأمراض الخطيرة فحسب، بل يتعدى ذلك ليصل إلى خفض زيارات أقاربهم لهم، وتعليقهم على المنظر البشع و الرائحة الصادرة من الحاوية. كما أن خيار تغيير مسكنهم يظل مستبعدا في ظل تدني القيمة السوقية لمنازلهم إثر مجاورتها لحاويات أزبال الحي.

ويشدد المواطنون على ضرورة إيجاد حل لهذه المشكلة لما تخلفه من أضرار مادية ومعنوية.  

 وأجمع سكان معظم الأحياء الشعبية، على أن السبب وراء اتساخ الحاويات ومحيطها، هو عدم تنظيفها بشكل مستمر باستعمال الماء ومواد التنظيف، بغية إزالة كل من بقايا الأزبال و رائحتها الكريهة. واِعتبروا أن تفريغ الحاويات وحده لا يكفي، ويعتبر غشا من عمال النظافة و تقصيرا في آداء مهامهم وواجباتهم.ورأوا أن تخصيص مكان لرمي أكياس النفايات لا يكفي للحفاظ على بيئة الحي،لذا فقد وجب أيضا تنظيف المكان المخصص لرمي النفايات،سعيا إلى الإسهام في الحفاظ التام على بيئة الحي. 

 وأوضح عامل في قطاع النظافة لجريدة البيان، أنه هو وزملاءه يرشون حاويات الأزبال بالماء، بهدف إزالة ما فيها من بقايا للأزبال والأوساخ المحيطة بها.وفسر العامل أن غسل الحاويات يكون بشكل سريع وغير دقيق، لأنه هو وزملاءه مكلفين بتفريغ وتنظيف العديد من الحاويات، لذا فقد وجب عليهم الإسراع في تنفيذ مهمتهم بهدف إتمامها في وقتها المناسب.وأضاف العامل أنه وزملاءه،يجدون أحيانا أكياس النفايات مرمية بجانب الحاويات،علما أن الحاويات تكون غير ممتلئة عن آخرها.

واِشتكى العامل من كون المنقبين في الحاويات عن الأشياء القابلة لإعادة التدوير يخرجون الأزبال من الحاويات دون إعادتها، ما اعتبره العامل تصرفا غير مسؤول.

ورأى العامل أنه وجب إيقافهم وتعويضهم بشركات خاصة بإعادة التدوير، تؤدي عملها بالطريقة الصحيحة، متفادية ترك مخلفات تزيد من متاعب عمال النظافة.

   وأكدت شركة النظافة العاملة بالدار البيضاء كازاباي أنها نقلت سابقا توقيت عملية جمع النفايات بالمدينة من النهار إلى الليل، وذلك بالانطلاق في العملية اِبتداء من الساعة الثامنة مساءا إلى غاية الساعة الرابعة صباحا، بهدف التقليل من أضرار الضجيج و التلوث، وتفادي اِزدحام الطريق بسبب حجم الشاحنة، الذي يعرقل السير خلال وقوفها أثناء عملية التفريغ. ويهدف تغيير التوقيت أيضا إلى الرفع من جودة ونجاعة خدمات العمال التي من بينها غسل الحاويات و تنظيفها.               وصرح أحد سائقي سيارات الأجرة الكبيرة (طاكسي أبيض) لجريدة بيان اليوم، أن حاويات النفايات تزعجه أحيانا أثناء قيادته للسيارة، مشيرا إلى أن حجمها الكبير يجعل وضعها على الطريق بجانب الرصيف، يشكل أحد معرقلات السير.

واعتبر السائق أن مكان الحاويات يفترض أن يكون على الرصيف، لأن وضعها على الطريق يأخذ مساحة يفترض استغلالها من قبل السيارات، خاصة عند الازدحام.

و أفاد أحد موصلي الطلبات بالدراجة النارية في تصريحه لجريدة بيان اليوم،بأن حاويات الأزبال الموضوعة على الطريق،تعرقل بالدرجة الأولى سير الدراجات النارية،كون سائقيها يسيرون قرب الرصيف لتفادي إزعاج السيارات وخطر وقوع حوادث السير.

بين إيجابياتها وسلبياتها، تبقى حاويات الأزبال سلاحا ذو حدين،فهي وسيلة فعالة للحفاظ على البيئة،إن وظفت بالشكل الصحيح،سعيا للحصول على النتيجة المرغوبة.فتوظيفها بشكل خاطئ قد يعكس تأثيرها بجعلها وسيلة لتلويث البيئة لا لنظافتها.والسعي للحفاظ على البيئة،جعل آثار التلوث وإن خفيت،تظهر بارزة أمام أعين المواطنين المتأثرين بها.

زكرياء فكري (صحافي متدرب)

Top