أزمة كليات الطب تتعقد والأنظار تتجه إلى نتائج حوار الطلبة والوسيط

ما تزال أزمة كليات الطب تراوح مكانها، بعد مقاطعة الطلبة للامتحانات التي قررتها الوزارة بداية شتنبر الجاري، حيث تتجه الأنظار إلى ما سيترتب عن استمرار المقاطعة والإضراب لما يزيد عن 9 أشهر.

وتعيش كليات الطب احتقانا غير مسبوق في ظل استمرار إضراب الطلبة والاقتراب من سيناريو “السقوط الجماعي” أو “السنة البيضاء”، إذ علمت “بيان اليوم” من مصادر طلابية أن إدارات كليات الطب والصيدلة بدأت في التضييق على الطلبة ومنع تجمعاتهم مع الإقدام على إجراءات توحي باستمرار التوقيفات في صفوف الطلبة.

وكشفت مصادر “بيان اليوم” أن إدارة كلية الطب والصيدلة بالرباط بدأت في الامتناع عن تسليم شواهد التسجيل لطلبة الكلية الذين يرغبون في استخلاص هذه الشهادة لتقديم طلباتهم من أجل السكن الجامعي بالرباط.

وأوردت ذات المصادر أن هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها إدارة كلية الطب بمثل هذا التصرف، الذي يوحي بالتصعيد من جهة الإدارة في وجه الطلبة بسبب نضالاتهم وتشبثهم بالإضراب ومقاطعة الامتحانات، وفق المصادر، التي زادت في التأكيد على أن هناك توجها نحو توقيف مزيد من الطلبة بعدما تم توقيف العشرات في السنة الماضية.

كما كشفت المصادر أن كليات الطب تتجه إلى منع تجمعات الطلبة والوقفات الاحتجاجية كما هو الحال بالنسبة لكلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء التي منعت بشكل كلي وقفات احتجاجية للطلبة، وقامت بصد أبوابها أمام مسيرة احتجاجية للطلبة بعد مقاطعتهم للامتحانات التي بدأت الخميس الماضي.

بالمقابل، وأمام استمرار المقاطعة التي قال الطلبة إن نسبتها فاقت 95 بالمئة، فيما أشارت وزارة التعليم العالي أن المشاركة فيها تراوحت بين 18 و40 بالمئة، تتجه الأنظار إلى الاجتماعات التي أجراها وسيط المملكة مع ممثلين عن طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، إذ يرى عدد من المتابعين أن من شأنها أن يترتب عنها مبادرة جديدة، والتي قد تعد الأخيرة لإنهاء هذه الأزمة التي عمرت أزيد من 9 أشهر.

وحسب مصادر رسمية، فإن استمرار الوضع الحالي يعني الاتجاه نحو إعلان “سقوط جماعي” للطلبة وهو ما يعد أمرا مكلفا ويخلق مشكلا من حيث تدبير الموارد البشرية في قطاع الطب السنة المقبلة، بالإضافة إلى مشكل تدبير الدفعات وعدد الطلبة مع بداية الموسم الجامعي الجديد والتحاق الطلبة الجدد.

بالإضافة إلى ذلك، لفتت المصادر إلى أن هناك تخوفات على مستوى وزارة التعليم العالي وكليات الطب والصيدلة من استمرار الطلبة في إضرابهم ومقاطعتهم للدروس والتحاق الطلبة الجدد بهم، مما سيزيد من تعميق هذه الأزمة بشكل كبير.

هذا، ولم تعلق وزارة التعليم العالي بشكل رسمي على هذه المقاطعة المستمرة للامتحانات ومدى إمكانية حل الأزمة عبر الحوار مع الطلبة وممثليهم بشكل رسمي، فيما ينتظر الكثير من المتابعين مخرجات الاجتماع الحكومي ليوم غد الخميس وما إذا كانت الحكومة ستتفاعل مع هذا الموضوع الذي يحظى بالراهنية ويحتاج إلى التفاعل والتواصل بشأنه.

محمد توفيق أمزيان

Top