هدوء ملغز. ابتسامة ساحرة تعلو الشفتين. بخطى هادئة، تلج فضاء كأنها ترقص على إيقاع الكينونة. بحركات أرستقراطية، توقع ما سال من القلب بيراع جذلان. تقف بإجلال لمن يدخل محرابها تواقا إلى توقيع من هذه السيدة الاستثنائية جدا.
باليراع والفرشاة، تحاور لا اكتمال الشرط الإنساني… تأخذك في رحلة شيقة عبر العصور والحقب صحبة القامات الخالدة من شعراء، وكتاب، وفلاسفة، وفنانين. من بين الصفحات، تنبثق لوحاتها محتفية بألوان ممزوجة بشكل يقطع الأنفاس.
هي لا تتكلم كما البشر؛ هي تهمس ويفجعك السؤال: أي غيوم ماطرة حملت لوبابا؟ من أي غاب تسللت؟ وجهها الحامل لطفولتها الأولى يعاكس الزمن، وترسم على جسدها قبل أن تدخل المرسم. نعم، تصر أن يكون لون لباسها مزهوا وتصفيفة شعر من عصر الساموراي.
ذبذبات جذلى تسري في جسدك وأنت تتأمل هذه المرأة – اللوحة، وأنت تقرأ تفاصيل هذه المرأة – القصيدة… ما تكتبه، تذكير للإنسان أنه نسي أنه ينسى الكينونة… عاليا تصرخ: سعادة البشر في الخيال، في الانزياح عن القوالب الجاهزة، عن الأحكام القاتله، عن التعصب وإقصاء الآخر، أو ما يطلق عليه المبدع عبد الكبير الخطيبي الاختلاف المتوحش… نعم، عاليا تصرخ: الخلاص في الحب، في السلام مع الذات أولا، مع الآخر والعالم.
كل رسل الحب والجمال ينامون تحت مخذتها: ابن عربي، والحلاج، وعمر الخيام، وسبينوزا، وروني شار، وهلم رفعا. صحبة الكبار، تسمع صهيلا تحت الشاهدة ما يزال.
شكرا سيدتي، شكرا على كل هذا البهاء؛ بهاء الألوان، وبهاء النصوص المترعة بسؤال تلو السؤال، بالحب، واحترام الطبيعة والعالم.
بقلم: محمد عمران
كاتب ومترجم