سوء الاختيارات بالناديين الكبيرين…

يتقاسم فريقا الوداد والرجاء البيضاويان، فترة صعبة من مسارهما، كان لها تأثير بالغ على نتائجها، مما أفقدهما الإيقاع الضامن للاستمرارية المطلوبة…
فجرت هذه الوضعية المؤسفة، غضبا عارما وسط مكونات الفريقين معا، مما استدعى عقد اجتماعات على عجل، قصد الوقوف على الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع المكلف، تقنيا ونفسيا.
وتبين من خلال ما تسرب من اللقاءات المباشرة، المنعقدة على عجل بمقر الناديين، أن هناك قاسما مشتركا، يتجلى في سوء الاختيارات على المستوى التقني، سواء من حيث اللاعبين أو الأطقم التقنية.
بالنسبة للرجاء صاحب الازدواجية التاريخية، والمسار المثير، فإن غياب الاستقرار بالطاقم التقني، أثر كثيرا على تماسك المجموعة ككل، فقد جاء مدرب بوسني، بعد تخلي سلفه الألماني، لتعجل سلسلة النتائج السلبية، برحيل مدرب لم يحالفه التوفيق، ليتم تعويضه على عجل بمدرب برتغالي، إلا انه لم يكن أفضل من سابقيه، ليكون الحل هو الفراق.
جاء التعويض مرة أخرى، في شكل مدرب وطني مؤقت، قصد سد الفراغ إلى حين العثور على مدرب جاهز للاستعمال، كما حدث مع عبد الكريم الجيناني الذي مر من فترة الاختبار، وكانت تجربة جد موفقة، ثلاثة انتصارات من ثلاث مباريات، والآن تعاد الكرة مع احد أبناء الفريق حفيظ عبد الصادق، والنتائج كما ترون، ولعل آخرها انتصار ثمين على حساب ماميلودي صانداوز، أبقى على حظوظ الرجاء بدور المجموعات، الخاص بعصبة الأبطال الإفريقية.
والإخفاق لا يسجل فقط على مستوى المدربين ومساعديهم، بل أيضا فيما يخص اللاعبين، إذ يلاحظ سوء الاختيار لهذا العنصر أو ذاك، كما أن طريقة التخلي عن بعض الأسماء، تمت بطريقة غير صحيحة…
نفس الإخفاق تقريبا بالجهة الأخرى، إذ تم التعاقد مع الجنوب أفريقي رولاني موكوينا الفاقد للتجربة المطلوبة، وإلى حدود الدورة السادسة عشرة، لا زال يكتشف واقع بطولة وطنية، يبدو أنه لم يكن يعلم جيدا بواقعها المتشعب، اللهم من مواجهات سابقة متفرقة للوداد بالمنافسات القارية…
بعد تسلم هشام أيت منا كل السلط، خلفا لسعيد الناصري، سارع على عجل بالتعاقد مع كوكبة من اللاعبين في اعتقاد خاطئ أنه قام بعمل جيد، إلا أن التجربة أكدت العكس تماما، والنتائج خلال مجريات البطولة، أكدت بالملموس أن وداد العشر السنوات الأخيرة، يصعب تكراراها بجرة قلم…
خلال اللقاء مع المنخرطين وعد المالك الجديد للنادي الأحمر، بالتخلي عن عشرة لاعبين دفعة واحدة، والبحث عن عناصر جديدة في أفق المشاركة بمونديال الأندية بالولايات المتحدة الأمريكية.
الخلاصة أن هناك إخفاقا بالجانب التقني، وسوء الاختيارات، تتطلب احترام التخصص، في وقت يصر المسيرون على الانفراد بإبرام عقود تثير عدة التساؤلات، كما تطرح حولها الكثير من علامات استفهام.
المؤكد أن الوضع سيبقى على ما هو عليه، ما دام هناك تهافت على الانفراد بجانب يسيل لعاب الكثيرين…

>محمد الروحلي

Top