خلصت أغلب الاستفتاءات السنوية التي تجرى عادة لرصد حصيلة العام المنصرم، وتقييم عطاءات المنتخبات والممارسين؛ إلى أن هناك ضعفا صارخا للقطاع ككل…
فباستثناء كرة القدم التي تتربع على عرش الاهتمامات، فإن الباقي يعيش زمنا غير زمن التطور والإصلاح، اللهم من فلتات قدرية تظهر وتختفي، وأحيانا ترحل دون رجعة.
كرة القدم وبحكم الاهتمام الاستثنائي الذي تحظى به، والإمكانيات المتوفرة، ووجود قيادة ضابطة للإيقاع، استطاعت تحقيق نتائج غير مسبوقة، بل اعتبرت نموذجا يحتذى بالنسبة للكثير من الدول، بجل القارات…
وجاء النجاح في احتضان التظاهرات الكبرى، ولعل أبرزها كأس العالم 2030، لتعطي هذه الرياضة زخما خاصا، يبوئها مكانة استثنائية، بل جعلها خيارا استراتيجيا للدولة ككل، وقوة ناعمة تروج صورة المغرب على الصعيد الدولي، بكثير من الروعة والإبهار.
والملاحظ أن هناك تطورا على مستوى النتائج الخاصة بالمنتخبات الوطنية، بجل الفئات ومن الجنسين، ووجود مشاريع كبرى وبنيات تحتية جد متطورة، لكن يقابله تعثر على مستوى الأندية والبطولات الوطنية، الشيء الذي يتطلب إعادة النظر في طرق التدبير والتسيير والتمويل، حتى تتمكن من تشكيل الوجه الثاني للعملة بنفس التفوق.
هذا بالنسبة لكرة القدم، أما الأنواع الأخرى، فلا زالت تعيش تخلفا مركبا، فباستثناء تألق البطل الأولمبي والعالمي سفيان البقالي، فإن البقية يطغى على نشاطها الشكلية ليس إلا.
فحتى عندما فجرت الحصيلة المخجلة بأولمبياد باريس 2024، ضجة كبرى على غرار باقي الدورات الأولمبية السابقة، ساد الاعتقاد أن تدخلا حاسما سيحدث، قصد خلخلة واقع مؤسف لا يسمح بأي تطور يستحق الذكر، إلا أن الوضع بقي على ما هو عليه، بنفس الأسماء ونفس التسيير، والأكيد أنها ستقود إلى نفس النتائج، ونفس الحصيلة المتواضعة، والتي لا يخجل منها أغلب المسيرين، والأكثر من ذلك، هناك رؤساء جددوا الثقة في أنفسهم، ليستمروا سالمين غانمين، بدون حسيب ولا رقيب.
وفي غياب قطاع حكومي فاعل وحازم، فإن الوضع سيبقى بالقطاع الرياضي على ما هو عليه، ما لم يحدث تدخل حاسم، يشعر الحكومة بأن باقي الأنواع لها هي الأخرى أهميتها القصوى، والتذكير بأنها كثيرا ما شرفت الرياضة الوطنية راية الوطن بالمحافل الدولية…
>محمد الروحلي