الحوار بوضوح مع المغاربة

يجمع كثير من المراقبين على تميز الحملة التواصلية والسياسية التي يخوضها حزب التقدم والاشتراكية عبر مختلف جهات المملكة لتفسير موقفه من مشروع الدستور الجديد ومن أجل دعوة المواطنات والمواطنين للتصويت بـ «نعم» لفائدته.
لقاءات الحزب تصل إلى مناطق نائية، وتؤسس لحوار مباشر مع الناس، وتكرس تواصلا سياسيا جديا ورزينا مع السكان ومع النخب المحلية، كما أنها تشهد مساهمة قادة الحزب، من أمينه العام وأعضاء مكتبه السياسي ولجنته المركزية ومنتخبيه ومسؤولي منظماته الموازية، وكل هذا يعطي وهجا لا يخفى على أحد لهذه الدينامية التي لم ينتظر الحزب انطلاق حملة الاستفتاء ليشرع فيها، إنما بدأها منذ مدة.
وفضلا عن ذلك، فقد اختار الحزب تدشين حملته التعبوية بمناسبة الاستفتاء من أعالي الريف الشامخ، من الناظور، وهو يواصل اليوم التجمعات في مختلف مناطق الجهة الشرقية بقيادة الأمين العام، في حين يتوزع باقي مسؤولي الحزب على جهات أخرى في البلاد.
التقدم والاشتراكية لم يكن يوما غريبا في الريف أو على أبناء الناظور، ولقد خبر أهل الريف مناضلات ومناضلي الحزب منذ عقود طويلة، وخاضوا معا كثير معارك، كما أن مثقفي المنطقة وفنانيها ونشطاءها الجمعويين والحقوقيين يعرفون مواقف الحزب وصمود مناضليه، قبل أن تعيث عديد نواكر بالريف فسادا وتيها.
ولهذا، فإن التجمع الذي أقيم في الناظور وترأسه نبيل بنعبد الله، كان بمثابة التجديد الدائم لهذا العهد النضالي مع شرفاء المنطقة ومع أبناء شعبنا في الريف الأبي، وفقط بعض قصيري النظر لم يروا في حرارة النقاش، وفي شجاعة التعبيرعن الرأي في مواجهة الرأي الآخر، سوى أن ذلك طردا توهموه، أو احتجاجا فبركوا صوره ومعانيه.
لقد كان من الأولى، وبدل الإصرار على الوهم، أن يقال بأنه ليس من المنطق في شيء أن نطلب من حزب يقيم تجمعا ويعد له كل ما يلزم، بما في ذلك دعوة الناس للحضور، وعندما تمتلئ القاعة، يغادر الحزب المنصة والمكان، ويهب التجمع لموقف معارض كي ينفرد بالناس لنشر أفكاره، والحال أن المعنيين  بذلك كان بإمكانهم تنظيم تجمع خاص بهم ليقولوا فيه ما شاؤوا لمن شاء الإنصات لهم، وكان من أخلاقيات الصحافة أيضا مواصلة تغطية تجمع الناظور والقول بأن التجمع أقيم وانتهى، وأن النقاش حصل، وأن الحزب أصر على الحوار وعلى عدم الانصراف..
التقدم والاشتراكية يواصل جولاته التعبوية والسياسية، ويناقش مع الجميع بوضوح وبشجاعة وبجدية، ومن دون حجر على أحد، أو كذب أو اختباء.
هذا دوره، وهذه مدرسته، وهذه قناعاته.

Top