يوم التعاقد التاريخي الجديد

اليوم، يضع المغاربة توقيعهم على التعاقد التاريخي الجديد الذي سيعبر بالمملكة نحو مرحلة سياسية ومؤسساتية جديدة..
اليوم، يشارك ملايين المغربيات والمغاربة في الاستفتاء حول الدستور الجديد… اليوم، نشهد اختبارا أساسيا لـ «الموديل المغربي» الذي تبلور تفاعلا مع مطالب الحراك الشبابي، وإنصاتا لنبض شعبنا ولمطالب قواه الديمقراطية.
مسؤوليتنا كلنا اليوم أن نجعل بلادنا تكسب الرهان وينجح هذا «النموذج المغربي» في الامتحان.
مسؤوليتنا كمواطنات وكمواطنين أن نذهب إلى مراكز التصويت ونعبر عن رأينا بكثافة وبوعي وبحس وطني يتطلع إلى المستقبل.
مسؤوليتنا أن نجعل يوم الجمعة هذا يوما للاختيار الحر وللتصويت الواعي بقوة اللحظة وتاريخية الرهان المطروح على بلادنا.
وبنفس القوة، فإن مسؤولية السلطات الإدارية أن تجعل يوم التصويت نفسه مؤشرا على التغيير، وعلى… مغرب الدستور الجديد.
لا نريد أخطاء وتجاوزات اللحظات الأخيرة…
الكل إذن أمام الامتحان، وفي النهاية فإن المغرب هو الذي سيعز أو يهان، ونحن نريد لبلادنا أن تخرج من يوم الاستفتاء هذا شامخة ومنتصرة وناجحة ومعتزة بعبورها نحو عهد جديد…
اليوم، أغلبية الأحزاب والنقابات ومنظمات الشباب والنساء والجمعيات ستكون في الموعد، بمناضلاتها ومناضليها وأيضا بتاريخها، ستكون في مكاتب التصويت تفتح الباب أمام شعبنا لمرحلة ما بعد الاستفتاء، أي لمرحلة إعمال مقتضيات الدستور الجديد وربح تحديات التنفيذ.
بعد الاستفتاء، وأيضا أثناءه، تتوجه أنظار الكثيرين في الداخل والخارج إلى المغرب، وبذلك فنحن اليوم بصدد العبور نحو مرحلة كثيرة الحساسية والمتطلبات ضمن سياق مغاربي وعربي متميز، ولذلك فإن مسؤولية الجميع تكمن اليوم وغدا في حماية مصداقية ما نؤسس له، وتقوية شروط إنجاح مسلسلات الإصلاح وديمومتها، واعتماد اليقظة لمواجهة كل إرباك أو نكوص من طرف جيوب المقاومة.
الأسئلة اليوم لا توجه فقط إلى الناخبين أو إلى السلطات الإدارية أو إلى كل الهيئات التي أيدت مشروع الدستور الجديد، إنما تستهدف أيضا الذين نادوا بالمقاطعة وكذلك مختلف مكونات «20 فبراير»، وهي أسئلة ترتبط بالمستقبل، وبماذا تريد مختلف الأطراف لهذا البلد.
من غير المقبول اليوم أن نضيع هذه العودة الشبابية إلى الانشغال بالشأن السياسي، ومن غير المقبول أيضا أن نجعل السياسة ترابط ببلادة في الشارع وبشكل أبدي، ومن غير المقبول ثالثا أن نعتبر فاتح يوليوز نقطة نهاية، والحال أنه البداية لزمن إصلاحي جديد، يقتضي منا كلنا مواجهة أسئلته وإنجاز مهماته، وبالتالي إنجاح التغيير الديمقراطي .
اليوم، في مكاتب التصويت نصنع البداية، وعلينا أن ننجح في امتحانها.

[email protected]

Top