وقد كتب الناقد المغربي محمد معتصم في تقديمه ل “خلوة الطير”: جاءت الشاعرة عائشة البصري إلى ميدان الشعر المغربي الحديث، وضخت في شرايينه دماء جديدة، وكانت بالفعل إضافة نوعية إلى المشهد الشعري النسائي. ويشهد لها مسارها الجاد والمنتظم في المشاركة بالمهرجانات الشعرية المحلية والعربية والدولية، والتزامها الذاتي والأدبي بتتابع إصداراتها لكن في تصاعد وتنامي الخط الفني والإحساس الشعري باللغة والأشياء وبالإنسان في أهم نقط حميمة لديه: ذاته.
من نصوص الديوان:
Le pont japonais
الحياةُ كلها كانتْ هُناكَ:
زهو العشب باخضراره المُشِعِّ،
لمعةُ احْتِكاكِ الشمسِ بسطح الماء،
عيون الَّليْلَكِ المُتَبَتِّلَةِ للسماء،
الجسرُ المُنْتَشي باحتضان خِصْر الجَدْوَلِ….
لكن الصورة ناقصةٌ،
….فراغٌ ما في الزاويةِ اليُسرى
من أسفلِ اللوحة،
فحقيبة يدي المهملة على العشبِ
تَدُلَُّ على أنَّني كُنْتُ هناكَ…
رُبَّما نَسِيَ الرسامُ أنْ يَرْسُمَني،
ربما التهم السواد كل بياضي،
رُبَّما تَذَكرتُ أنَّني كنتُ ظِلاًّ لِجَسَدٍ
عابِرٍ
وحينَ َرحَلَ رحلتُ.