افتقاد المهاجم الهداف…

على بعد خمس دورات، عن انتهاء البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، بقسمها الأول، يتواصل كالعادة، الصراع على ثلاث واجهات، هناك تنافس بالمقدمة، بالضبط لاحتلال المركزين الثاني والثالث، المؤديين للمشاركة بالمسابقة خارجية، بعدما حسم فريق نهضة بركان اللقب مبكرا.
وهناك صراع البقاء، المشتعل أسفل الترتيب، أولا لتفادي النزول المباشر، أو الابتعاد عن خوض مباراتي السد، مع العلم أن فريق شباب المحمدية، تأكد رسميا مغادرته للقسم الأول.
أما مجال التنافس الثالث، فيتعلق بلقب الهدافين، حيث الصراع حول الفوز بلقب هداف الموسم، بالرغم من المردود المالي غير المرتفع لهذه الجائزة، فإن رمزيته تعد مكسبا مهما، يغني السجل الفردي لأي لاعب.
وبإطلالة على قائمة بطولة هذا الموسم، وعلى بعد خمس دورات من نهايته، يصطدم المتتبع بضعف الحصيلة الرقمية، إذ أن هناك تقاربا بين مجموعة من الأسماء، وهناك أيضا هزالة تعكس غياب المهاجم/الهداف الذي أصبح عملة نادرة، سواء وسط اللاعبين المغاربة، أو الأجانب الذين يمارسون بالبطولة الوطنية.
ويحتل مقدمة ترتيب الهدافين، مهاجم الجيش الملكي يوسف فحلي، برصيد 10 أهداف في 25 دورة، متبوعا -وبفارق هدف واحد- بكل من أسامة المليوي (نهضة بركان) ومحمد رايحي (الوداد البيضاوي)، وبفارق هدف واحد أيضا، نجد كل من أيوب مولوع (الفتح الرباطي) وأنس المهراوي (النادي المكناسي) ومعاذ ضحاك (اتحاد تواركة).
والمثير والمضحك في الأمر، أن المهاجم السابق لأولمبيك أسفي، المالي شيخنا ساماكي، المنتقل نحو ليبيا منذ عدة دورات، ما يزال يحتل مركزا متقدما بثمانية أهداف، وإلى حدود المرتبة الرابعة عشرة من سبورة الهدافين، نجد سبعة أسماء، بحصيلة بسبعة أهداف فقط.
حصيلة رقمية جد ضعيفة، لبطولة تصنف الأقوى على الصعيد الإفريقي، في نسختها الاحترافية الرابعة عشرة، حصيلة وإن كانت لا تختلف في المجمل عن كل المواسم الأخيرة، إذ بالكاد تقارب الـ (18) هدفا، إلا أنها تعكس معطى سلبيا، يترجم ترجعا يؤثر بشكل كبير، على المنتخبات الوطنية، كما يؤثر على حضور الأندية بالمسابقات الخارجية.
ويعد موسم 2015-2016 الأضعف عبر التاريخ، إذ سجل المهدي النغمي 12 هدفا فقط، مكنته من فوز بلقب هداف موسم من 30 دورة، وغالبا ما يتم تسجيل أهداف عن طريق ضربات الجزاء.
هناك من يرجع الأسباب إلى طغيان الأساليب الدفاعية لأغلب الفرق المغربية، والمبالغة في تطبيق الصرامة التكتيكية، أضف إلى ذلك، ضعف المستوى التقني لأغلب المهاجمين المغاربة، وحتى عندما يتم اختيار لاعبين أجانب، فغالب ما يتم انتداب اللاعب الأقل تكلفة، أو ما تبقى بسوق الانتقالات.
والمؤكد أن غياب اللاعب الهداف، يرجع بالأساس إلى ضعف التكوين، وإخفاق المنقبين في العثور على المواهب الصغيرة، القابلة للتطور، وهذا ما على الأكاديميات والمراكز المتواجدة بأغلب المدن المغربية، الاهتمام به، وتوجيه البوصلة نحو العمل على إنجاب هدافين، من الطراز الرفيع على غرار، فرس والبوساتي وزير وناضر وبيضوضان ولغريسي والشاوش وحمد الله ومحسن ياجور وغيرهم من اللاعبين…
للإشارة، فان الدوري المغربي، افتقد منذ عدة سنوات المهاجم الأجنبي الهداف، القادر على تقديم الإضافة المطلوبة، وهذا يعود لقلة الموارد من جهة، وصعوبة الاختيار من جهة ثانية، خاصة أمام التنافس الذي أصبحت تشكله دوريات أخرى، تتوفر أنديتها على موارد مالية مهمة، تمكنها من كسب أبرز الأسماء…

>محمد الروحلي

Top