قصيدتان للشاعرة الإيطالية ماريآنجيلا غوالتييري

كن ناعماً معي

 كن ناعماً معي. كن لطيفاً
وجيز هو الزمن المتبقي. ثم
سنصير شريطين متوهجين
وكم من الحنين سيعترينا
للإنسان. كما الحنين الآني
للانهائي
لكننا سنكون بلا يدين. لن نستطيع
مداعبة بعضنا باليدين
ولا خدود ستكون حتى نلاطفها
بخفة.

حنين للمنقوص
سينفخ لنا الفوتونات المضيئة
كن ناعما معي
عاملني بحذر
احذر كما لو كانت بلوّرة
معي وكذلك معك
ما نحن عليه
أغلى من عمل فني محكم الإقفال داخل قبو
عاطفي وهشّ. تحتاج الحياة
جسداً لتكون، وأنت كن ناعماً
مع كلّ جسد. المس برفق
رفقا ضع رجلك
وارعَ
كل ميكانيزم للطيران
كل اختلاج وتحليق
ونضج وجذر
وسيلان الماء ونقز
ونقب وانفتاح أو
تلاشي الأوراق
حتى ظاهرة
الازدهار،
حتى قطعة اللحم على الطاولة
جسد قابل للأكل
لحماستي حتى أكون هنا
فلنشكر. من حين لآخر
فلتكن كينونتنا هذي ساكنة
كينونتنا كأجساد مختارة
لإدغام رفاق
الحب.

***

تمرين الانتقال

 لم يكن الزمن هنا
إلا قطعة كرتون،
خضّة. أغلقَ البابُ
للمرّة الأخيرة
حُزمة القوى المنزلية
جِنّيُّ المكان
ألقي عليهما السّلام بالحمد

إلى كلّ ما يصمت بتمام
وكان دائم الصّمت هنا
إلى ما لا يظهر
في هذا المسكن الخالي
ويبقى كما لو كان في انتظار شاسع
إلى هذه النقطة من العالم، عند مرتفع المدينة العتيقة
إلى هذا الوِجار من النور والمواساة
الذي عشقنا فيه بكل ما لدينا
ونمنا جيدا في طمأنينته
وقمنا بكل الأشياء البشرية
للحيوات، إلى قلبي
دون الحزن الذي يُسلّم على الكلّ
مسرورْ، مثل تمرين
للفتورْ، مثل مدرسة
كبيرة للانتقال وللتَّرك

أتخلى عنكِ، أيتها الأشياءْ
فليكن اشتياقي إليكِ النّغمةَ
التي ترشدني الآن:

فليكن الظَّهرُ المُحرّر من الثِّقل
مستقيماً في انتظار
التشييد الأعظم
الاكتفاءُ بالقليل وباللاشيء المفيد
أما المتبقى، فليكن أعدم. فليكن وئاماً
مع كل ما لا وزن له.

ترجمة: أيوب المزين

Top