يقترن الحادي والعشرون من كل مارس بالاحتفال باليوم العالمي للشعر، ويفتخر بلدنا ممثلا في بيت الشعر بأن بادرة الاحتفال أتت منه، واستجابت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة لهذا النداء، وصار التاريخ المذكور موعدا قارا لتعزيز مكانة الشعر في حياة كافة الأمم.
في هذا اليوم يعاد الاعتبار لفن الشعر، حيث يجري تنظيم العديد من الملتقيات الشعرية: إلقاء قصائد، قراءات نقدية، ندوات، عروض فنية.. إلى غير ذلك من الاحتفالات التي يتم من خلالها التأكيد على ضرورة الحفاظ على مكانة الشعر في حياتنا اليومية، ومن الضروري كذلك أن ينعكس ذلك في سلوكنا وبيئتنا وعيشنا وعلاقاتنا فيما بيننا.
لقد باتت الحاجة ماسة إلى الوعي بالوظيفة الفنية والتربوية التي تضطلع بها الممارسة الشعرية، خاصة في هذا الزمن الذي لم يعد يمر فيه يوم دون أن تصل إلينا وتحيط بنا أصداء الفواجع والحروب والحقد والأنانية، وغير ذلك من المظاهر الخبيثة.
الشعر كان دائما دعوة إلى الحب وتقدير الجمال في الطبيعة وفي ذواتنا وفي محيطنا.
مناسبة الاحتفال باليوم العالمي للشعر هي كذلك فرصة لتقييم الواقع الحالي لهذه الممارسة الإبداعية التي صار يتجرأ على القيام بها كل من هب ودب، بمبرر حرية الإبداع، واختلط الحابل بالنابل، خصوصا في ظل السهولة التي بات يتم بها النشر؛ بالنظر لانتشار وسائط الاتصال الرقمية، إلى حد أنه بات من الصعب الإحاطة بالتجربة الشعرية المغربية، لكن الشعر الحقيقي لا يمكن أن يضيع بين ركام الرداءة التي تحيط به من كل جانب.
هناك إذن، بهذه المناسبة، عدة أنشطة تشهدها بلادنا كما بلدان العالم بأسره، أنشطة تصب في مجال الشعر، في مواجهة القبح والبشاعة التي تهدد كياننا ووجودنا.
ليعش الشعر في كل الأزمنة والأمكنة.
وفي هذا الإطار، وضمن دينامية الاحتفال باليوم العالمي للشعر، 21 مارس 2018؛ أطلق “بيت الشعر في المغرب” موقعه الإلكتروني الجديد؛ وذلك تحت عنوان: www.albayt.ma
وجاء في بلاع لبيت الشعر بهذه المناسبة أن هذا الموقع الجديد؛ الذي تمّ تصمِيمُه وفقا للمعايير التكنولوجية الحديثة؛ “يسعى إلى أن يكون مِنصة إليكترونية تفاعلية لترسيخ التواصل ومدّ جسُور الحوار بين بيت الشعر في المغرب وكافة الشعراء والنقاد والباحثين الراغبين في متابعة أخبار وبرامج البيت وتسهيل ولوجهم إليها”. كما يسعى الموقع الجديد، يضيف البلاغ، إلى تقديم المعلومات الأساسية عن بيت الشعر في المغرب، وإبراز مختلف الأنشطة والمبادرات الثقافية التي تميّز عمله داخل الحقل الثقافي والشعري، من مثل: السبت الشعري، أمسية الشاعر المغربي، أمسية الناقد المغربي؛ الدورة الأكاديمية، المهرجان العالمي للشعر، جائزة الأركانة العالمية للشعر؛ اليوم العالمي للشعر…علاوة على تقديم جديد منشوراته الشعرية والنقدية والترجمية؛ ومجلته “البيت” التي يمكن للمتصفح الاطلاع على بعض أعدادها.
ومما يميّز الموقع، حسب بلاغ بيت الشعر، أنّ متصفحه يمكنُه الولوج إليه بكُـل يسر كيفما كان نوع الجهاز المستخدم سواء أكان جهاز حاسوب مكتبي، محمول، أو أجهزة لوحية أو هواتف ذكية.
وجدير بالذكر أنّ بيت الشعر في المغرب؛ كان قد أطلق موقعه الإليكتروني للمرة الأولى سنة 2002، غير أن الدينامية المتسارعة التي شهِدها قطاع تكنولوجيات المعلومات والحاجة إلى مسايرتها فرض عليه مراجعة موقعه وتحيينه حسب متطلبات الجودة وضرورات السرعة والفعالية.
عبد العالي بركات