المجلس الوطني لمنتدى المناصفة والمساواة يعقد دورته الخامسة

نظم منتدى المناصفة والمساواة، يوم السبت 6 يوليوز 2019، بمقره الوطني بالرباط، الدورة الخامسة للمجلس الوطني (الدورة الأخيرة) التي حملت اسم الفقيدة الرفيقة فاطمة بوعيون الشرقاوي، المحللة النفسية التي وهبت وقتها ومنزلها لجلسات استماع لنساء معنفات ولأطفال في وضعية صعبة، حيث كان أملها إحقاق مجتمع المناصفة والمساواة الفعلية في مجتمع مازال يتعامل مع هاته المفاهيم بكثير من الحساسية، وإطلاق اسمها على هذه الدورة يأتي استحضارا لخصالها، باعتبارها نموذجا للوفاء والنضال من أجل مغرب متقدم وضامن لكافة الحقوق الاجتماعية المشروعة المنصوص عليها في دستور البلاد، وكنوع من الاعتراف والإنصاف لمناضلة ساهمت في وضع لبنات منتدى المناصفة والمساواة.
وتميزت الجلسة الافتتاحية التي ترأستها الرفيقة غزلان المعموري بالكلمة التوجيهية الهامة للأمين العام للحزب، الرفيق محمد نبيل بنعبد الله، الذي استحضر، من خلالها، السياق التاريخي والسياسي الذي تأسس فيه المنتدى، والامتداد التاريخي للمحطات المشرقة من تاريخ الحزب في نضاله في سبيل القضية النسائية، بوصفها قضية مركزية، بالنظر إلى هويته ومرجعيته التقدمية والديمقراطية والحداثية، ومن حيث ما تشكله من إضافة نوعية وأداة عملية قوية، كفيلة بتعزيز حضور الحزب في أوساط ومعارك المرأة المغربية، وفي المجتمع بصورة أعم، ومن حيث ما تجسده من آلية لترصيد ودعم المكتسبات التي تحققت للنساء المغربيات، وبلورة الأهداف المستقبلية التي لا تزال مطروحة على جدول نضال حزب التقدم والاشتراكية في هذا الإطار، ترسيخا لمغرب المؤسسات والعدالة الاجتماعية، حاثا الرفيقات والرفاق على الفخر والاعتزاز لهدا الانخراط المنهجي والمبدئي لحزب التقدم والاشتراكية في النهوض بالقضية النسائية على مختلف الواجهات ومنذ عقود، والذي يعود له الفضل في وضع مبادئ وقيم المساواة بين الجنسين ومناهضة التمييز وحماية الحقوق الإنسانية للنساء والنهوض بها في صلب انشغالاته ونضالاته، وهو ما تكرسه أدبياته ومواقفه التي اتسمت على الدوام بالجرأة والاستباقية، إيمانا منه بأن تطور المجتمع ونموه مرتبطان جدليا بتحرير المرأة وضمان شروط تمتعها بكل الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية على قدم المساواة مع الرجل، مركزا على ضرورة الانخراط الجماعي في إنجاح محطة المؤتمر الوطني الثاني لما يمكن أن يلعبه المنتدى من مواصلة للمسيرة النضالية بنفس ديمقراطي جديد.
كما تقدمت الرفيقة فاطمة السباعي، المنسقة الوطنية للمنتدى أثناء هذه الجلسة الافتتاحية، بتقرير المكتب التنفيذي الذي أكد على أن الرهان الأساسي المطروح اليوم ضمن الظرفية الحالية، يستلزم من الجميع المساهمة كل من موقعه، من أجل إعادة المعنى للعمل السياسي، والمساهمة في تجديد الحوار العمومي والممارسات السياسية واقتراح بدائل قابلة للتفعيل، في أفق تطلع مكونات المجتمع المغربي وقواه الفاعلة نحو بلوغ أفق وطني حداثي ديمقراطي وعادل، يمتح من شرعية التاريخ ويتقيد بضرورة متطلبات التجديد، لاسيما في ظل النقاش الوطني حول المفهوم التنموي الجديد، حيث إن حكامة هذا الأخير، مرتبطة أشد ما يكون الارتباط، بقضايا المساواة بين النساء والرجال، مما يقتضي التفعيل الحاسم للمقتضيات الدستورية ذات الصلة، ارتكازا على المكتسبات والرصيد المحقق على هذا الصعيد، لاسيما من خلال مراجعة مدونة الأسرة في اتجاه ملاءمتها مع المقتضيات الدستورية، وتحفيز ولوج المرأة إلى سوق الشغل، والرفع من معدل نشاطها وانخراطها في الشغل بضعف ما هو مسجل الآن على الأقل، مع الإقرار العملي للمساواة في الرواتب والأجور بين الرجل والمرأة في القطاعين العمومي والخصوصي، و إعمال إلزامية المناصفة في الولوج إلى المناصب العليا ومراكز القرار العمومي، وتجريم الصور النمطية الحاطة من كرامة ومكانة النساء في كافة مناحي وفضاءات الحياة العامة؛ ثم إدماج مقاربة النوع، إجباريا، في كل السياسات والاستراتيجيات والمخططات العمومية، وفي البرامج والمناهج التعليمية وغيرها من الاقتراحات التي يمكن الاشتغال عليها والقابلة للتحقيق.
وفي هذا الإطار، يسعى منتدى المناصفة والمساواة المساهمة إلى أن يصبح الاهتمام بالفعل السياسي شيئا نافعا وجذابا، يعيد لمن يئن تحت وطأة صعوبات الحياة أسباب الأمل، ويقدم لكل من أصابه الشك محفزات تمكن من إعادة التعبئة الهادفة إلى التقدم والعدالة الاجتماعية والحداثة، والمساهمة في إذكاء حماس المناضلات والمناضلين، على قواعد وأسس عمل مرنة وناجعة في آن واحد، ضمانا للانصهار والانسجام بين جميع مكوناته بالعمل المشترك الموحد.
ومن مؤشرات نجاح هذا الطموح، اجتماع المجلس الوطني هذا من أجل المصادقة على مشاريع وثائق المؤتمر الوطني الثاني وإعطاء الانطلاقة للمؤتمرات الإقليمية التي من دون شك ستكون فرصة لتقوية الصفوف بالفاعلات والأطر النسائية. وتأسيسا على ما سبق، تميزت أشغال فعاليات المجلس الوطني بمناقشة مشاريع وثائق المؤتمر المقبل، حيث عرفت هذه الدورة مشاركة تمثيلية كافة جهات المملكة، وتوزعت اللجان على الشكل التالي:
– لجنة مناقشة الورقة التأطيرية برئاسة الرفيقة نادية تهامي
– لجنة مناقشة مشروع المقرر التنظيمي برئاسة الرفيقة منية الحكيم
– لجنة مناقشة القانون الأساسي برئاسة الرفيقة فاطمة الزهراء برصات
وبعد النقاش المستفيض والحيوي لمختلف الجوانب والقضايا المطروحة على الدورة الخامسة للمنتدى بعد عرض مقررات هذه اللجان عليها، صادق المجلس الوطني بالإجماع عليها بعد إدخال التعديلات المشار إليها في المناقشة، كما صادق المجلس الوطني على تاريخ المؤتمر الوطني الثاني الذي سيلتئم يومي 12 و13 أكتوبر 2019، تحت شعار: “المساواة رافعة للاختيار الديمقراطي “.
وإذ تسجل هذه الدورة ما تحقق من نجاح لها بفضل التوافقات التي تمت على مشاريع التحضير للمؤتمر المقبل، فإنها تحيي عاليا مجهودات كل مكونات المنتدى، وتوجه نداءا لكل التنظيمات الحزبية وطنيا وجهويا وإقليميا ومحليا، من أجل الانخراط في هذه الدينامية، والعمل على إنجاح كل المحطات التحضيرية، في أفق إنجاح المؤتمر الوطني الثاني كمحطة للتفاعل مع حركية المجتمع، وعلى تقديم مقترحاته إسهاما في المجهود الوطني للنهوض بأوضاع المرأة المغربية، بشكل ينسجم مع مقتضيات الدستور المغربي، ويتلاءم مع التزامات المغرب الدولية، ويضمن للنساء المكانة التي يستحقونها.

Related posts

Top