زخم سباق تطوير شبكات الجيل الخامس يكسر احتكار هواوي

اشتد زخم المنافسة على تطوير شبكات الجيل الخامس مع فورة انضمام العديد من شركات الاتصالات من داخل وادي السيليكون ومن خارج أسوار الولايات المتحدة والصين، حيث دخلت إريكسون السويدية وأل.جي الكورية الجنوبية على نفس الخط لكسر احتكار أبل وهواوي ما من شأنه أن يغير قواعد السباق ويزيد الضغط على العملاق الصيني هواوي مع تتالي محاولات استهدافه.
وأعلنت إريكسون (المسجلة في ناسداك إريك) عن إطلاق برنامج إريكسون لتقنية الجيل الخامس المستقلة بالموجة الجديدة جي.أن.آر.5 تجاريا على مستوى النطاقات المتوسطة والمنخفضة، والتي توفر مجموعة هائلة من الفرص والمزايا لمزودي خدمات الاتصال للاستفادة من الإمكانات الكاملة التي توفرها التقنية.
وتم إطلاق البرنامج لجميع العملاء على الصعيد العالمي خلال شهر يونيو الماضي.
ونقلت مواقع تقنية أجنبية أن الاعتماد على الخدمات التي يوفرها هذا البرنامج، سيؤدي إلى تمكين مزودي خدمات الاتصال من تشغيل تقنية الجيل الخامس بالموجة الجديدة، دون الحاجة إلى دعم الإشارات باستخدام شبكة الجيل الرابع المطور أل.تي.إي الأساسية.
كما سيتمكن مزودو الخدمات بفضل هذه الميزة من توفير الخدمة بتقنية الجيل الخامس بالموجة الجديدة عبر المواقع المخصصة لنشر خدمات الاتصال من الجيل الرابع الحالية ذات البنية الأبسط، أو نشر تقنية الجيل الخامس بشكل مستقل في مناطق جديدة مثل المصانع لدعم تطبيقات وخدمات المؤسسات المختلفة.

إريكسون على الخط

تدعم معدات نظام إريكسون الراديوي التي تم نشرها عام 2015، القدرات الهائلة لتقنية الجيل الخامس المستقلة بالموجة الجديدة، وذلك عبر تحميل البرامج المخصصة لهذا الهدف.
وشهد قطاع الاتصال حتى الآن نشر شبكات الجيل الخامس غير المستقلة أن.سي.أي، مدعومة بشبكة الجيل الرابع الأساسية. وسيؤدي نشر تقنية الجيل الخامس المستقلة بالموجة الجديدة إلى تزايد الطلب لاعتماد شبكات الجيل الرابع.
كما توفر التقنية الجديدة أوقات اتصال أسرع بالشبكة، مع إدارة أبسط للاتصالات المتنقلة، والوصول الفوري إلى نطاقات الجيل الخامس العريضة للارتقاء بتجارب المستخدمين إلى المستوى التالي.
وقال بير نارفينغر، رئيس وحدة منتجات الشبكات في إريكسون “قمنا خلال العام الماضي بالتعامل عن كثب مع العديد من العملاء لنشر شبكات الجيل الخامس غير المستقلة بنجاح، ما أدى إلى تعزيز سرعة وصول البيانات”.
وتابع “ركزنا على تطوير حالات استخدام جديدة وها نحن اليوم نتخذ الخطوة التالية في مسيرة تطور تقنية الجيل الخامس، عبر توفير البرنامج لدعم شبكات الجيل الخامس المستقلة بالموجة الجديدة، والتي ستؤدي إلى إتاحة الفرصة لتوفير المزيد من حالات الاستخدام والتطبيقات”.
وتوفر تقنية الجيل الخامس المستقلة بالموجة الجديدة للمستخدمين تطبيقات تتطلب الكمون المنخفض مثل الواقع المعزز والافتراضي آر.في.آر والمصانع الذكية والمركبات المتصلة.
ويعزز وقت الاستجابة فائق السرعة، قدرة أجهزة التقنية الجديدة على توفير خدمات اتصال أسرع بست مرات من شبكات الجيل الخامس غير المستقلة، ما يوفر تجربة مستخدم فائقة.
وتعتبر شركتا تي – موبايل وتليسترا شريكين استراتيجيين لإريكسون منذ أمد طويل، حيث تعاونت الشركات الثلاث في ما بينها لإجراء تجارب ناجحة لبرامج الجيل الخامس المستقلة بالموجة الجديدة من إريكسون على الشبكات التجارية لمزودي خدمات الاتصال العملاقين.
وقال عبد السعد، الرئيس التنفيذي لقسم التكنولوجيا في تي – موبايل “تعتبر شبكة الجيل الخامس المستقلة خطوة استثنائية وضرورية للارتقاء بقطاع الاتصال اللا سلكي إلى المستوى التالي، مع إمكانية إطلاق مجموعة جديدة ومتكاملة من التطبيقات التحويلية المستقبلية”.
وأضاف “نحن فخورون بتعاوننا مع إريكسون ورواد الابتكار في عالم التكنولوجيا، ونتطلع إلى توفير تقنية الجيل الخامس المستقلة لعملائنا في وقت لاحق من هذا العام”.
وتقول شانا سينيفيراتني، المديرة التنفيذية لهندسة الشبكات والبنية التحتية في تيليسترا “تعد تقنية الجيل الخامس المستقلة إنجازا جديدا واستثنائيا في مسيرة تطور تقنية الجيل الخامس، ونحن سعداء بالتعاون مع إريكسون لتطوير قدرات التقنية الجديدة المستقلة. وبصفتنا المزود الأول في أستراليا في توفير تقنية الجيل الخامس المستقل، فإننا نقدر أهمية هذا الإنجاز الجديد، ونتطلع قدما لنشر التقنية الجديدة على أوسع نطاق، بصفتها عامل تمكين رئيسيا لخلق فرص جديدة وتعزيز تجربة المستخدمين وتوفير نماذج أعمال جديدة”.
واستطاعت إريكسون تحقيق التشغيل التفاعلي لتقنية الجيل الخامس المستقلة مع المزودين الرائدين في منظومة شركائها. ومن المتوقع أن تصبح أجهزة الجيل الخامس المستقلة متاحة في وقت لاحق في عام 2020.
وقالت دورغا ملادي، نائبة الرئيس الأول والمديرة العامة لوحدة تقنيات الجيل الرابع والخامس في كوالكوم تكنولوجيز، “تعتبر كوالكوم تكنولوجيز وإريكسون في طليعة الشركات التي ساهمت في تطوير مسيرة الجيل الخامس والإعداد للمرحلة التالية عبر نشر التقنية المبتكرة بالموجة الجديدة على نحو واسع. وتشهد تقنية الجيل الخامس انتشارا متزايدا على الصعيد العالمي، ويسعدنا التعاون مع إريكسون لتمكين مصنعي الأجهزة الرائدين والمشغلين العالميين من طرح الجيل الخامس تجاريا هذا العام على نحو أسرع باستخدام تقنية الجيل الخامس المستقلة”.
أما جي أس بان، المدير العام لنظام الاتصالات اللاسلكية والشراكة في ميدياتيك، فقال “نحن ملتزمون بتوفير السرعات الفائقة لتقنية الجيل الخامس على أوسع نطاق. ويعزز برنامج إريكسون الجديد تسريع عملية طرح تقنية الجيل الخامس المستقلة من الموجة الجديدة، والتي تعد بتعزيز الأداء العام لشبكة الجيل الخامس على نحو ملحوظ، ما يعزز جهودنا لتوفير تجربة اتصال متنقلة فائقة”.
ومع التوافر العام لبرنامج تقنية الجيل الخامس المستقلة من الموجة الجديدة على النطاقات المنخفضة والمتوسطة، أطلقت إريكسون حل الجيل الخامس المستقل المتكامل، والذي يدعم الشبكة الأساسية لتقنية الجيل الخامس من إريكسون والنظام الراديوي المتنوع للتقنية الجديدة.

غوغل وسامسونغ وأل.جي

أعلنت شركة غوغل المملوكة لألفابت عن أول هواتفها الذكية الداعمة لتكنولوجيا الجيل الخامس، نسخة من الهاتف بيكسل 4 أي والهاتف الجديد بيكسل 5، وقالت إن طرحهما سيكون في خريف هذا العام بسعر يبدأ من 499 دولارا. وخفضت الشركة أيضا سعر هاتفها 4 أي الذي لا يعمل بتكنولوجيا الجيل الخامس ليبدأ من 349 دولارا في مسعى لجذب المزيد من الزبائن ذوي الميزانيات المحدودة.
وطرحت شركة سامسونغ مؤخرا هواتفها الذكية الرائدة الجديدة ومن بينها الهاتف غالاكسي نوت وهاتف آخر قابل للطي بهدف الصمود في وجه المنافسة مع شركة هواوي الصينية التي اقتنصت مؤخرا لقب أكبر بائع للهواتف الذكية في الربع الثاني.
وسيكون سعر الهاتف 4 أي الذي لا يدعم تكنولوجيا الجيل الخامس أقل بـ50 دولارا من الهاتف بيكسل 3 أي وهو أرخص هواتف مجموعة بيكسل. وعرقلت الجائحة الموعد الأصلي لطرح الهاتف 4 أي الذي سيصبح متاحا للتوصيل اعتبارا من 20 أغسطس في الولايات المتحدة.
وقالت غوغل إن هواتفها الداعمة لتكنولوجيا الجيل الخامس ستتوفر في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وإيرلندا وفرنسا وألمانيا واليابان وتايوان وأستراليا.
وسربت مواقع مختصة بشؤون التقنية معلومات تفيد بأن شركة أل.جي تعمل على تطوير نسخ جديدة من هواتف فالفات قادرة على العمل مع شبكات 5 جي، وتبعا للتسريبات فإن النسخ الجديدة من هذه الهواتف ستأتي بهياكل مصنوعة من الزجاج والمعدن مقاومة للماء والغبار، وستزود بشاشات بمقاس 6.8 بوصة أو أصغر بقليل.
وستعمل هذه الأجهزة بمعالجات، فيها 8 أنوية من نوع كاريو 475 بتردد يصل إلى 2.4 ميغاهيرتز، كما يفترض إطلاق نسخ أخرى منها مزودة بمعالجات ثمانية النوى أيضا من نوع ميديا تيك ديمنستي 800 بتردد يصل إلى 2.6 ميغاهيرتز.
وستزود هذه الأجهزة بذواكر وصول عشوائي بحجم 6 أو 8 ميغابايت، وذواكر تخزين داخلية بحجم 128/256 ميغابايت، وبمعالجات رسوميات من نوع أدرنو 620، وأجهزة موديم أكس 525 جي التي تدعم الاتصال مع شبكات الجيل الخامس الخلوية.
ومن المفترض أن تزودها أل.جي ببطاريات بسعة 4000 أو 4300 ميلي أمبير، وبمنفذ 3.5 ملم للسماعات، وشرائح أن.أف.سي للدفع الإلكتروني، وأنظمة لتحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية، وماسح لبصمات الأصابع مدمج في الشاشة، أما الكاميرا الأساسية لها فستكون ثلاثية العدسة بدقة ( 48+8+5) ميغا بيكسل، والكاميرا الأمامية ستأتي بخاصية التعرف على الوجوه، وستطلق هذه الهواتف في الأسواق بسعر 500 دولار تقريبا.

ضربات معاكسة لهواوي

تلقت هيمنة هواوي ضربة معاكسة في السباق العالمي لمعدات شبكات الجيل الخامس، وذلك بعد أن دخلت سنغافورة في شراكة مع صانعين أوروبيين للبنية التحتية للإنترنت عالية السرعة.
وفي الشهر الماضي، قال مشغلا الاتصالات الرئيسيان في سنغافورة، سينغل1 واتحاد ستارهيب إنهما اختارا شركة إريكسون السويدية وشركة نوكيا الفنلندية على التوالي كشريكين لشبكات 5 جي، حيث تهدف إلى بدء الخدمات في شهر يناير المقبل.
وخسرت الشركة الصينية دورا رئيسيا في سنغافورة، مما يقلل من هيمنتها على شبكات الجيل الخامس، وذلك بالرغم من أن الحكومة شددت على أن هذا لا يعني رفض الشركة الصينية.
وبعد أن اختارت أغنى دولة في جنوب شرق آسيا وأكثرها تقدما من الناحية التكنولوجية الشركات الأوروبية، فإن التركيز التالي هو دول أخرى في المنطقة.
وتميل الشركات والأفراد إلى زيادة استخدام الإنترنت للعمل والتعليم عن بعد، والتجارة الإلكترونية، وبث الفيديو بسبب جائحة كورونا.
ويستعد مشغلو الاتصالات في جنوب شرق آسيا لإطلاق خدمات 5 جي لأن الوضع الحالي زاد من الطلب على البنية التحتية للإنترنت عالية السرعة من الناحية الصناعية والتجارية.
وكشفت شركة الاتصالات الكبرى في تايلاند أدفانس انفو سرفيس في شهر مايو أنها خصصت ما يصل إلى 1.2 مليار دولار للاستثمار في توسيع شبكة 5 جي، بهدف تغطية نحو 13 في المئة من إجمالي السكان التايلانديين بحلول نهاية هذا العام.
وأكملت شركات الاتصالات الثلاث الرئيسية في فيتنام، فيتال وموبيفون وفينافون، وجميعها مملوكة للدولة، تجارب 5 جي في المدن الرئيسية بحلول شهر أبريل.
وتتوسع هواوي، من خلال قدرة تنافسية سعرية أقل بنسبة 30 في المئة تقريبا من إريكسون ونوكيا، بنشاط في جنوب شرق آسيا.
وسبق وواجهت هواوي صعود طوكيو حيث المملكة المتحدة طلبت من اليابان المساعدة في إنشاء شبكة الجيل الخامس جي 5، بعد قرارها باستبعاد شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة هواوي.
وحظرت المملكة المتحدة الثلاثاء عملاق التكنولوجيا الصيني هواوي تكنولوجيز من توريد المعدات إلى الشبكات، بدءا من نهاية هذا العام، وكذلك إزالة جميع أجهزة الشركة منها بحلول 2027.
وتريد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يفرض الاتحاد الأوروبي قيودا أكثر صرامة على كبرى الشركات المصنعة لمعدات الاتصالات في العالم، في الوقت الذي توسع فيه هواوي تواجدها في جميع أنحاء أوروبا.
وأدت هذه المستجدات إلى إشعال لهيب منافسة محتدمة حيث تتسابق البلدان في جميع أنحاء العالم لطرح شبكات الجيل الخامس اللا سلكية، والتي يمكن أن توفر سرعات للبيانات أسرع 20 مرة على الأقل من الجيل الرابع ودعم التكنولوجيات الجديدة مثل السيارات ذاتية القيادة والواقع المعزز والروبوتات.
وأفاد تقرير جديد لصحيفة نيكاي آسيان ريفيو بأن شركة أبل تضغط على الموردين لتقليل تأخيرات إنتاج الجيل القادم من هواتف آيفون الداعمة لشبكات الجيل الخامس أيفون 5 جي، بعد الإغلاقات التي تسبب فيها انتشار كورونا في الصين والولايات المتحدة، مما جعل عملاقة التكنولوجيا تتأخر عن الجدول الزمني.
وتراهن الشركة الأميركية بشدة على هذه التشكيلة من الهواتف لمساعدتها ضد المنافسين، مثل سامسونغ وهواوي، الذين قدموا هواتف ذكية داعمة لشبكات الجيل الخامس في العام الماضي.

Related posts

Top