أكد الجيش الأوكراني الاثنين أن موسكو “بطأت وتيرة الهجوم” في اليوم الخامس من هجومها على أوكرانيا في حين ينتظر إجراء مفاوضات عند الحدود مع بيلاروس.
وقالت هيئة أركان الجيش الأوكراني في بيان “أبطأ المحتلون الروس من وتيرة الهجوم لكنهم لا يزالون يحاولون تحقيق مكاسب في بعض المناطق”.
ونجحت القوات الأوكرانية التي تتلقى أسلحة من دول غربية في إبطاء تقدم الجيش الروسي.
واتهم الجيش الأوكراني روسيا كذلك بشن هجوم صاروخي على أبنية سكنية في مدينتي زيتومير وشيرنيغيف في شمال غرب البلاد وشمالها.
وأكد الجيش “أن محاولات الجيش الروسي بتحقيق هدف العملية العسكرية فشلت، والعدو يعاني من الإحباط ويتكبد خسائر فادحة”.
واشترطت أمس الرئاسة الأوكرانية، قبل إجراء المفاوضات مع روسيا، “وقف فوري لإطلاق النار”، وسحب القوات الروسية.
وأوضحت الرئاسة “أن الوفد الأوكراني وصل إلى المنطقة الحدودية الأوكرانية البيلاروسية للمشاركة في المفاوضات”.
وأكدت أن “المسألة الأساسية هي وقف فوري لإطلاق النار وسحب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية”.
وقاد الوفد الأوكراني وزير الدفاع اليكسي رزنيكوف ورافقه خصوصا المستشار الرئاسي ميخائيلو بودولياك.
وقالت موسكو في اليوم الخامس من هجومها على أوكرانيا إنها تريد التوصل إلى “اتفاق” مع كييف.
وأوضح المفاوض الروسي ومستشار الكرملين فلاديمير مدينسكي للتلفزيون الروسي “كلما طال النزاع لساعة إضافية كلما قضى مواطنون وجنود أوكرانيون. اتفقنا على التوصل إلى اتفاق لكن يجب أن يصب في مصلحة الطرفين”.
وجرت المفاوضات في بيلاروس قرب الحدود مع أوكرانيا في منطقة غوميل بالقرب من محطة تشرنوبيل النووية الواقعة في أراضي أوكرانيا.
من جهة أخرى، أكد الجيش الروسي الاثنين أن بإمكان المدنيين مغادرة كييف عاصمة أوكرانيا “بحرية” متهما في الوقت ذاته السلطات الأوكرانية باستخدامهم كدروع بشرية.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في تصريح تلفزيوني “كل المدنيين في المدينة يمكنهم مغادرة العاصمة الأوكرانية بحرية عبر الطريق السريع كييف-فاسيلكيف” جنوب غرب العاصمة الأوكرانية.
واتهم سلطات كييف باستخدام المدنيين “دروعا بشرية” من خلال حثهم على ملازمة منازلهم.
وأكد أن المدينة في قبضة “عصابة نهب وقوميين” قامت السلطات بتسليحهم.
وقالت السلطات الأوكرانية في الأيام الأخيرة إنها قاتلت داخل العاصمة وحدات متقدمة من المخربين الروس وصدتهم.
ولم تؤكد موسكو رسميا حتى الآن شنها هجوما على كييف لكن القوات الأوكرانية تقاوم منذ أيام عدة هجوما يشنه الجيش الروسي في الشمال والشمال الشرقي انطلاقا من أراضي بيلاروس المجاورة.
وأكد الناطق كذلك “التفوق الجوي” الروسي في كل أنحاء أوكرانيا مع تدمير أنظمة “باك ام-1 و”أس-300” وخمس طائرات مقاتلة أوكرانية.
وأكد سيطرة الروس عل مدينة برديانسك في جنوب أوكرانيا مشيرا إلى أن موسكو “تسيطر كليا على المنطقة المحيطة بمحطة زابوروجييه النووية” في جنوب شرق البلاد.
وأوضح كوناشينكوف أن “طاقم المحطة النووية يواصل عمله في صيانة المنشآت والتحكم بها”.
وعلى صعيد الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا الذين يشنون هجوما كذلك مدعومين بالجيش الروسي، أكد كوناشينكوف إحراز تقدم إضافي بلغ 19 كيلومترا.
طائرات مقاتلة لأوكرانيا
من جانبه، أعلن مسؤول الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأحد أن دولا أعضاء في التكتل مستعدة لتزويد الجيش الأوكراني طائرات مقاتلة.
وصرح بوريل اثر اجتماع عبر الفيديو مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبية سبقتها محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الأوكراني، أن الأخير “قال إنه يحتاج إلى طائرات يمكن أن يقودها الأوكرانيون. تمتلك بعض الدول الأعضاء هذا النوع من الطائرات وسنوفرها لهم مع أسلحة أخرى لازمة للحرب”.
وفي سياق متصل، أوصت فرنسا رعاياها الموجودين في روسيا بـ”مغادرة البلاد بلا تأخير” بسبب “القيود المتزايدة على الحركة الجوية بين روسيا وأوروبا”، حسب ما جاء في بيان لوزارة الخارجية الأحد.
وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية في أحدث نصائحها للمسافرين إلى روسيا، أنه في أعقاب غزو أوكرانيا “أعلن الاتحاد الأوروبي للتو قراره إغلاق المجال الجوي الأوروبي دون تأخير أمام الطائرات والخطوط الجوية الروسية”.
وقالت في بيانها إن “معظم الشركات الأوروبية، بما في ذلك الخطوط الجوية الفرنسية (اير فرانس)، أوقفت مساء الأحد 27 فبراير تسيير رحلات والتحليق فوق روسيا”.
وأضافت “نظرا إلى القيود المتزايدة المفروضة على الحركة الجوية بين روسيا وأوروبا، يوصى بشدة بأن يتخذ الفرنسيون الموجودون في روسيا (سياح وزوار وطلاب ومهنيون) الترتيبات لمغادرة البلاد بدون تأخير من خلال الروابط الجوية الموجودة”، داعية إلى “تأجيل أي سفر إلى روسيا”.
وفي توجيهات أخرى إلى المسافرين قالت الخارجية الفرنسية إنه لا ينصح بالسفر الى بيلاروس “في سياق التوترات العسكرية بين أوكرانيا وبيلاروس وإغلاق المجال الجوي لبيلاروس”.
وأشارت إلى أن الفرنسيين الموجودين في بيلاروس “مدعوون إلى مغادرة البلاد بلا تأخير من طريق البر عبر نقاط العبور الحدودية مع ليتوانيا أو بولندا أو لاتفيا. وإذا لزم الأمر، يجب على الركاب الذين وصلوا (إلى البلاد) من طريق الجو، التقدم بطلب للحصول على تأشيرة خروج لدى وزارة الداخلية البيلاروسية”.
مواجهة العقوبات الاقصادية
وبدأت الحرب الروسية الأوكرانية ترخي بظلالها على الوضع الاقتصادي لروسيا، حيث سجل سعر صرف الروبل انهيارا في مقابل الدولار واليورو في بورصة موسكو حيث أوقف التدوال لأن الأسعار بلغت المستوى الأقصى المحدد سريعا جدا.
وبلغ سعر الصرف 90 روبلا في مقابل الدولار صباح الاثنين فيما كان السعر الرسمي الأخير الأربعاء 83,5 روبلا قبل الغزو الروسي لأوكرانيا. أما في مقابل اليورو فانتقل سعر الصرف من 93,5 إلى 101,19 روبلا.
إلى جانب ذلك، أعلن المصرف المركزي الروسي الاثنين رفع نسبة الفائدة الرئيسية 10,5% لتصل إلى 20% لمواجهة العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدول الغربية على موسكو جراء غزوها لأوكرانيا.
وقال المصرف الذي أوردت بيانه وكالات الأنباء الروسية “قرر مجلس إدارة بنك روسيا رفع نسبة الفائدة الرئيسية إلى 20% بمعدل سنوي”.
وأضاف “بنك روسيا سيتخذ إجراءات إضافية حول نسبة الفائدة الرئيسية استنادا إلى تقييم المخاطر المرتبطة بالظروف الخارجية والداخلية واستجابة الأسواق المالية لهذه المخاطر” في إطار محاولتها دعم العملة الوطنية.
وأعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى أنها ستستبعد بعض المصارف الروسية من نظام سويف للتسديدات المالية وستوقف أي تعامل مع المصرف المركزي الروسي.
وحذرت دول مجموعة السبع، أي كندا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة، من أنها ستتخذ “إجراءات أخرى” تضاف إلى عقوبات سابقة في حال لم توقف روسيا عملياتها العسكرية.
وقف التعامل مع المصرف المركزي الروسي
وأعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن وزراء الخارجية الأوروبيين توافقوا الأحد على وقف التعامل مع المصرف المركزي الروسي، وذلك بالتنسيق مع الدول الأعضاء في مجموعة السبع.
وأوضح بوريل أن “أكثر من نصف احتياطات المصرف المركزي ستتعطل لأنها موضوعة في مؤسسات بدول مجموعة السبع”، لافتا الى أن الاتفاق السياسي بين الوزراء يشكل تمهيدا لتبن رسمي للإجراء قبل أن تفتح الأسواق الاثنين.
وكان أعضاء مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي قد اتفقوا السبت على وقف عمليات البنك المركزي الروسي على أراضيهم، ما يحد إلى حد كبير قدرته على تحويل احتياطياته من العملات الأجنبية والسندات السيادية المقومة بالعملات الغربية.
الهدف من ذلك هو منع موسكو من استخدامها لتمويل حربها على أوكرانيا ومواجهة تأثير العقوبات الغربية على الاقتصاد الروسي.
وتبلغ احتياطيات البنك المركزي التي تشمل خصوصا أصولا بالدولار واليورو واليوان وكذلك من الذهب، حوالي 640 مليار دولار وفق وكالة “بلومبرغ” المتخصصة في الشؤون الاقتصادية.
وأضاف بوريل أنه بعد هذا الضوء الأخضر السياسي من الوزراء الأوروبيين، يجب “اعتماد الاقتراح رسميا من خلال إجراء مكتوب يتعين على الدول الأعضاء الرد عليه بحلول الساعة الرابعة فجرا، من أجل منع البنك المركزي عند إعادة فتحه الاثنين من الوصول إلى احتياطياته الموجودة في أسواق الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة”.
وتابع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي “لا يمكننا تجميد احتياطيات البنك المركزي الموجودة في موسكو أو في الصين. خلال العام الماضي، استعدت روسيا… للوضع الحالي من خلال خفض احتياطياتها بالدولار” لزيادة احتياطياتها باليوان والروبل والذهب.
مجموعة السبع تهدد روسيا
وأعلنت دول مجموعة السبع مساء الأحد استعدادها لفرض عقوبات جديدة على روسيا بعد تلك التي أعلنت خلال الأسبوع “في حال لم تضع حدا لحربها على أوكرانيا”.
وخلال اجتماع لوزراء خارجية الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا واليابان وكندا وإيطاليا والمملكة المتحدة، حضت مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى موسكو “على وضع حد فوري للهجمات على أوكرانيا وسكانها المدنيين وبناها التحتية المدنية وسحب قواتها من دون تأخير” من البلاد، وفق بيان نشرته الرئاسة الألمانية لمجموعة السبع.
ونبهت الدول الى أنها لن تعترف بأي تغيير في “وضع” أوكرانيا يفرض بالقوة، أي بكلام آخر أي منطقة قد يعلن ضمها، على ما جاء في بيان نشرته الرئاسة الألمانية لمجموعة السبع.
وسبق لموسكو أن ضمت شبه جزيرة القرم في 2014 واعترفت للتو باستقلال منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا.
وفي بيان لاحق، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن المجموعة لم تكن قط أكثر اتحادا “في الدفاع والحفاظ على حرية وسيادة أوكرانيا وجميع الدول”.
والسبت، عمدت الدول الغربية إلى تشديد عقوباتها المالية على موسكو مستبعدة الكثير من المصارف الروسية من منصة سويفت الدولية للتبادلات المالية، واتخذت أيضا إجراءات تهدف الى منع المصرف المركزي الروسي من دعم العملة الوطنية عبر تقييد وصوله إلى أسواق الرساميل الدولية.
وأورد بيان الدول السبع الصناعية الكبرى أن وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا شارك في الاجتماع.
وتشاورت الدول أيضا في المساعدة الإنسانية الواجب تقديمها الى أوكرانيا.
وقالت اليابان الأحد إنها ستشارك أيضا في إزالة بنوك روسية منتقاة من نظام سويفت وإنها ستقدم مساعدات إنسانية وتسعى لتحديد وتجميد أصول عائدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومسؤولين روس آخرين. واعتبر بلينكين أن خطوة طوكيو تظهر “وحدة وتصميم” مجموعة السبع وستساعد في “فرض تكاليف باهظة على روسيا”.