أعلن اسماعيل الجامعي، يوم السبت الماضي، استقالته، وكلف لجنة مؤقتة لتسيير شؤون فريق المغرب الرياضي الفاسي لكرة القدم، يرأسها عبد السلام الزاز.
خبر مقتضب، جاء في قصاصات الأخبار ليلة السبت، أعلن عنه خلال ندوة صحفية، وهو قرار على ما يبدو اتخذ على عجل، في انتظار عقد الجمع العام لانتخاب رئيس جديد.
قال الجامعي الابن، إن الاستقالة نهائية، ولا رجعة فيها، مع التعهد بعدم تخلى عائلة الجامعي عن الفريق، والاستمرار بتقدم الدعم في حدود الإمكانيات المتاحة.
برر إسماعيل قرار الاستقالة بكثرة الالتزامات، في حين يؤكد محيط الفريق أن الرئيس المستقيل، لم يتحمل كثرة الضغوطات التي تعرض لها من طرف جمهور النادي، وتبعات فشله في إرجاع الفريق الفاسي لسكة الألقاب.
يمكن أن يعود سبب المغادرة فعلا لكثرة الالتزامات، وأيضا عدم تحمل الضغوطات، التي تمارس مع سبق الإصرار والترصد، لأسباب ليست كلها رياضية، أو بدافع الغيرة على النادي وحبا فيه، لكن إسماعيل الجامعي الذي قاتل من أجل الانفراد بكل السلط، داخل النادي الأول بالعاصمة العلمية، يعرف أن هناك التزامات شخصية ومهنية تنتظره، وأن هناك أيضا ضغوطات تعتبر جزءا من المسؤولية، وبالتالي ما عليه سوى انتظار نهاية الموسم، وبعد ذلك اتخاذ قرار التنحي في وقت مناسب، وخلال جمع العام، وليس أثناء ندوة صحفية عابرة…
من الناحية المسطرية، كان من المفروض عقد جمع عام استثنائي، ومناقشة قرار الاستقالة من مختلف الجوانب، وترك صلاحية تعيين لجنة مؤقتة أو الخروج برئيس ومكتب جديدين، كصلاحيات تعود بالدرجة الأولى للجمع العام، الذي يعتبر أعلى سلطة تسييرية، أما اتخاذ قرار فردى بعد أربع دورات فقط من بداية الموسم، وتعيين بصفة انفرادية، اسم من يتحمل مسؤولية التسيير، فهذه خطوة تفسر بقمة العبث والاستهتار، وعدم احترام الشروط القانونية…
من الناحية الموضوعية، لابد من الاعتراف بما قدمته عائلة الجامعي من دعم مهم، جعل المغرب الفاسي يستعيد مكانته ضمن قسم الكبار، كما أن الكل راهن بكل ثقة على المشاريع التي سطرت لفائدة النادي، من أجل تقويته ومؤسسته، على أسس وهياكل صلبة، لكن بالمقابل ارتكبت أخطاء من حيث التدبير، وتم قرارات مجانبة للصواب…
يمكن أن تكون لإسماعيل الجامعي حسن نية، كإسم جديد بعالم التسيير الرياضي لكن افتقاده للتجربة، واعتماده على محيط فاقد للخبرة، أو لا دور له، جعل الفريق يسقط في أخطاء قاتلة أضعفت حظوظه، مع أن قيمة النادي والإمكانيات التي رصدت له، وقاعدته الجماهيرية العريضة، تؤهله للمنافسة على الألقاب، عوض السعي كل موسم لضمان البقاء…
حسب ما هو متداول بمحيط النادي، فإن إسماعيل سيحتفظ برئاسة الشركة التابعة للنادي، بحكم أنه يمتلك النسبة الأكبر من حيث الأسهم، وهذه قاعدة أصبحت متبعة من طرف رؤساء أندية أخرى، كما هو الحال بالنسبة لآيت منا بشباب المحمدية، ومحمد هوار بالمولودية الوجدية وغيرهما…
عموما، فإن تخلى عائلة الجامعي عن “الماص” قرار غير مقبول، صحيح أن اليد الواحدة لا تصفق، وأن أمر الدعم والمساندة، هي أيضا مسؤولية كل الفعاليات والعائلات الفاسية المعرفة بإمكانياتها، سواء بفاس أو باقي المدن، وبصفة خاصة الدار البيضاء، لكن لـ “الجوامعية” بالدرجة الأولى، تاريخ طويل من حيث رعاية هذا النادي العريق، ومساندته بصفة دائمة، ناد مرجعي كثيرا ما تغنى باسمه جمهوره الغيور…
“والماص والماص أمولانا…”
الروحلي محمد