الرجاء في منعرج صعب وملف سابينتو يزيد في متاعبه

مني فريق الرجاء البيضاوي بالهزيمة الثانية في دوري أبطال إفريقيا بقيادة المدرب البرتغالي ريكاردو سابينتو.
توالي السلبيات يترجم سوء الانطلاقة مع المدرب الجديد والثالث الذي يشرف على تأطير النادي في الموسم الجديد ويبصم على أضعف حصيلة مع مدرب برتغالي بعد نجاح التجربة تاريخيا مع الراحل فيرناندو كابريتا الذي قاد الرجاء إلى إحراز أول لقب في البطولة في موسم 1987-1988 بعد 38 سنة في الوجود.
وبعده مواطنه كاسيو كاسيميرو الذي فاز معه النادي بلقب البطل رغم قصر مدة التعاقد، ثم خوصي روماو ثالث برتغالي يؤطر الرجاء وينجح معه في ربح لقب الدوري 2008-2009 ويتعذر عليه تكرار الإنجاز في موسمي 2009-2010 و2014-2015.
وقراءة في ما تعيشه الرجاء اليوم من ارتباك يتضح أن الفريق عبر منعرجا صعبا منذ 2012 عندما أسند برلمانه الرئاسة إلى محمد بودريقة -وهو أصغر رئيس سنا في تاريخ النادي- وقاد الرجاء إلى الفوز بكأس العرش و بلوغ نهائي مونديال الأندية في إنجاز غير مسبوق.
لكن وبعد فترة وجيزة ظهرت معالم الأزمة مما فرض التغيير باستقالة بودريقة وتعويضه بسعيد حسبان ثم امحمد اوزال في لجنة لتصريف الأعمال، وبعده جواد زيات الذي تخلى بدوره وعوضه رشيد الأندلسي ثم أنيس محفوظ وعزيز البدراوي وعودة محمد بودريقة.
ولم تنفع هذه التغييرات في منح الاستقرار إلى النادي رغم الفوز بالألقاب و لم يتخلص الرجاء من أزمته الخانقة التي قيمها سعيد حسبان عند تحمل مسؤولية الرئاسة بـ 23 مليار سنتيم في الدين و المديونية.
وطبيعي أن يؤثر الوضع الصعب على مسار الرجاء، فريق مرجعي يوجد بين تكاليف اليومي وتسوية الديون المتراكمة، إضافة إلى إكراهات أخرى.
وتابعنا كيف وجدت الرجاء بدون رئيس بسبب الغياب المستمر والاضطراري لمحمد بودريقة ثم تخلي المدرب جوزيف زينباور بعد قيادة الفريق للفوز بلقبي البطولة وكأس العرش، و تحويل الرئاسة إلى عادل هالا مؤقتا في 19 يوليوز ثم رئيسا في إطار رسمي في الجمع العام يوم 12 شتنبر.
لكن ثقل الديون زاد في متاعب المؤسسة، والتعاقد الخاطئ مع المدرب الصربي الذي حصد معه الفريق هزيمتين وغادر وعوضه مؤقتا المدربان عبد الكريم جيناني وهشام أبوشروان وقادا الفريق إلى الفوز في ثلاث مباريات.
وفي قرار مفاجئ لجأ المكتب المسير إلى التعاقد مع المدرب البرتغالي سابينتو واستعصى عليه تحقيق المطلوب وعاكسته النتائج وحصيلته متواضعة خلال مدة اشتغاله مع طاقم تقني اختار عناصره أجانب قبل الاستعانة بالإطار الوطني حفيظ عبد الصادق.
73 يوم لم يحقق غير فوز واحد ومني بـ 3 هزائم و6 تعادلات، والسلبيات ليست منتوج المدرب وحده بل التركيبة البشرية خاصة وأن الرجاء عودتنا على تحقيق الإيجابيات بما يتوفر لها من طاقات.
ونتذكر كيف شارك الفريق في مونديال الأندية بالبرازيل 2000 بدون مدربه الراحل أوسكار وسجل حضورا محترما مع المدرب فتحي جمال الذي عوضه، و نفس الحال كان في مونديال 2013 عند إقالة محمد فاخر وكان قد هيأ الفريق وتم تعويضه بعد أسبوع فقط بالتونسي فوزي البنزرتي وبلغ الرجاء نهائي المسابقة.
وحتى عند الانفصال عن المدرب جمال السلامي ظلما وتعويضه بالتونسي لسعد جردة أحرز الفريق لقبين إفريقي وعربي في فترة قصيرة، فكيف يمكن إنقاذ الرجاء والمسؤولية جسيمة على كاهل الرجاوي الشاب عادل هالا وقد وجد النادي أمام الفراغ في غياب محمد بودريقة والمدرب زينباور و حتى حكيم الحكماء محمد أوزال الذي يغيب مضطرا.
مؤسسة الرجاء في منعرج خطير من جديد ويبدو أن الانفصال عن المدرب سابينتو بسبب تواضع حصيلته صعب لما يمكن أن يكلف المؤسسة في زمن تواجه فيه إكراهات مادية من إرث ثقيل ….

< محمد أبوسهل

Top