شرعت القوات المسلحة الملكية في إقامة مستشفيين ميدانيين طبيين-جراحيين إضافيين على مستوى الجماعة القروية مجاط بإقليم شيشاوة والجماعة القروية إيغرم بإقليم تارودانت. وسترفع هذه المبادرة التي تأتي تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، عدد المستشفيات الميدانية الطبية-الجراحية التي تمت إقامتها إلى أربعة، وستسهم في تعزيز الدعم والمساعدة الطبية لفائدة الساكنة المتضررة من زلزال الحوز، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء.
وذكر بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، أن المستشفيين الميدانيين الطبيين-الجراحيين، الأوليين، متعددي التخصصات، اللذين تمت إقامتهما في الساعات الأولى التي أعقبت الزلزال في منطقتي آسني بمراكش وتافنكولت بتارودانت، مكنت حتى الآن، من إجراء حوالي 121 عملية جراحية وتقديم أكثر من 25 ألف خدمة طبية متخصصة، منها حوالي مائة تم تقديمها عبر تقنية التطبيب عن بعد من قبل أطباء متخصصين بالمستشفيات العسكرية.
وفي غضون ذلك، تتواصل زيارة المسؤولين للمناطق المنكوبة من أجل الإطلاع على الأوضاع فيها ومساعدة المتضررين من هذه الكارثة.
وفي هذا الإطار، قام وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، أول أمس السبت، بزيارة لعدد من المؤسسات التعليمية المتضررة بجماعات بإقليم ورزازات، حيث وقف على ظروف الاشتغال والدراسة داخلها، والإجراءات المتخذة من أجل ضمان الاستمرارية البيداغوجية للتلميذات والتلاميذ إلى حين إعادة بناء أو ترميم مؤسساتهم التعليمية الأصلية التي تعرضت لأضرار مادية إثر هذه الكارثة الطبيعية . وشدد بنموسى، في تصريح للصحافة، على أن التعبئة متواصلة من أجل ضمان استمرار التلاميذ في الدراسة في ظروف مناسبة. وأكد أن “تلاميذ المؤسسات المتضررة من الزلزال استأنفوا دراستهم في الخيام/الأقسام أو قاعات غير متضررة”، مضيفا أن المجهودات متواصلة بهدف مساعدة التلاميذ للتغلب على تأثير الزلزال، لاسيما على مستوى تقديم الدعم النفسي للتلاميذ وتوفير مواكبة خاصة لهم وتكثيف الأنشطة الموازية. وأضاف أن هذه الزيارة مكنت من الاطلاع عن كثب على حجم الأضرار التي لحقت ببعض المؤسسات التعليمية، مؤكدا أن الهدف الحالي يكمن في إعادة بناء المؤسسات المتضررة من الزلزال. وأشار إلى أن عملية إعادة البناء ستتم وفقا لتصور يروم تحسين جودة المؤسسات التعليمية واحترام جميع معايير السلامة، بما في ذلك مقاومة الزلازل.
وعلى غرار ذلك، قام محمد صديقي وزير الفلاحة والصيد البحري في اليوم نفسه، بزيارة لإقليم ورزازات وقف خلالها على حجم الخسائر التي لحقت بالنشاط الفلاحي والمساكن والبنيات الهديرو فلاحية جراء الزلزال، حيث أعطى الانطلاقة لتنفيذ برنامج لدعم الفلاحين المتضررين وإعطاء دينامية جديدة للقطاع الفلاحي. وقادت هذه الزيارة الوزير إلى جماعتي أيت زينب وتلوات، حيث وقف بالخصوص على الأضرار التي لحقت بالمساكن وتجهيزات الري، لا سيما بدوار أساكا التابع لجماعة تلوات (وادي أونيلا)، وهي إحدى الجماعات الأكثر تضررا من الزلزال، الذي أثر على عملية سقي المزروعات الرئيسية. ومن أجل تجاوز هذا الوضع بشكل استعجالي وضع المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بورزازات رهن إشارة مستخدمي مياه الري مضختين كهربائيتين للحفاظ على الأشجار والزراعات الموسمية. وتفقد المسؤول الحكومي دوار تيكرت التابع لجماعة أيت زينب حيث همت الخسائر بشكل رئيسي المساكن. وقال الوزير في تصريح للصحافة، إن الحكومة قامت، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية ببلورة برنامج مندمج للتدخل يهدف في شقه المتعلق بالقطاع الفلاحي إلى ضمان تدخل سريع من أجل إعادة تأهيل البنيات التحتية المتضررة، وكذا تسريع تنفيذ المشاريع التنموية وخاصة ذات الصلة بالإنتاج الزراعي وتربية المواشي. وسجل الوزير، أن الأضرار التي خلفها الزلزال على مستوى إقليم ورزازات همت، على الخصوص، المساكن وبعض التجهيزات الفلاحية ومنها أجزاء من شبكات الري، مؤكدا أن الوزارة ستعبئ كل مواردها من أجل تنفيذ سريع لبرنامج التدخل الحكومي. وسبق للوزارة أن أوضحت، في بلاغ، أن برنامج العمل يشمل المجالين الفلاحي والغابوي، مشيرة إلى أن المحور الأول، الذي يهم البنية التحتية الفلاحية، يتعلق بضمان الولوج وفك العزلة على الضيعات والأراضي الفلاحية عبر استصلاح وإنشاء المسالك الفلاحية القروية، وحماية الأراضي الزراعية من الانجراف عبر بناء الحواجز الصخرية، وكذا استصلاح دوائر الري الصغير والمتوسط، فضلا عن استصلاح السواقي وإنشاء وتجهيز نقط الماء. أما المحور الثاني، الذي يهم البنية التحتية الاقتصادية الفلاحية، فيتعلق أساسا بإعادة تهيئة وبناء وتجهيز وحدات التثمين ومقرات التعاونيات، وإعادة تأهيل وبناء المجازر، وكذا إعادة تأهيل الأسواق الأسبوعية والمحلية، فضلا عن تجهيز وتأهيل الحظائر والإسطبلات، فيما يعنى المحور الثالث بإعادة بناء الرأسمال الفلاحي وإنعاش السلاسل الحيوانية من خلال إعادة تكوين الثروة الحيوانية، وتوزيع أعلاف الماشية وإنجاز مشاريع الفلاحة التضامنية، وغيرها من الأنشطة المدرة للدخل.
سعيد ايت اومزيد