انطلقت أول أمس الثلاثاء، فعاليات الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية الذي ينظم بدعم من منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) والشركاء في الحكومات ومن المجتمع المدني.

واختارت منظمة الصحة العالمية التركيز في فعاليات هذا العام على موضوع الرضاعة الطبيعية والعمل، وهو ما يتيح فرصة استراتيجية للدفاع عن حقوق الأمومة الأساسية التي تدعم الرضاعة الطبيعية، والمتمثلة في إجازة أمومة لمدة لا تقل عن 18 أسبوعا، ويستحسن أن تزيد على 6 أشهر، مع توفير ترتيبات تيسيرية في مكان العمل بعد هذه الفترة.

ودعت المنظمة إلى تمكين النساء المرضعات من إجازة مدفوعة الأجر لأغراض الرضاعة الطبيعية أو استدرار لبن الأم عند العودة إلى العمل، وخيارات مرنة للعودة إلى العمل.

وقالت المنظمة إن هذه الأمور ملحة لضمان قدرة النساء على إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية طالما يرغبن في ذلك، مشيرة إلى أن أكثر من نصف مليار امرأة عاملة لا يستفدن من الأحكام الأساسية المتعلقة بالأمومة؛ ويجد الكثير من النساء الأخريات أنفسهن غير مدعومات عند عودتهن إلى العمل.

وتعتبر الرضاعة الطبيعية التدخل الأفضل من أجل بقاء الطفل ونمائه، وذلك منذ اللحظات المبكرة من حياة الطفل. فالرضاعة الطبيعية تحمي الأطفال من الأمراض المعدية الشائعة وتعزز أنظمة المناعة لديهم، وتوفر لهم المغذيات الأساسية التي يحتاجونها للنماء والتطور لتحقيق كامل إمكاناتهم. إضافة إلى ذلك، تزيد أرجحية الوفاة بين الأطفال الصغار الذين لا يحصلون على رضاعة طبيعية بـ 14 ضعفا قبل بلوغهم سن سنة واحدة عنها بين الأطفال الذين يتلقون رضاعة طبيعية خالصة.

دعم الرضاعة الطبيعية ممكن

وكشفت المنظمة أن انتشار الرضاعة الطبيعية الخالصة زيادة مذهلة في العقد الماضي بلغت 10 بالمائة، ليصل هذا المعدل إلى 48 بالمائة على صعيد العالم. وحققت بلدان متنوعة من قبيل كوت ديفوار، وجزر مارشال، والفلبين، والصومال، وفيت نام، زيادات كبيرة في معدلات تقديم الرضاعة الطبيعية، مما يبين أن تحقيق التقدم ممكن عند حماية الرضاعة الطبيعية وتشجيعها ودعمها.

مع ذلك، ومن أجل بلوغ الغاية العالمية بتحقيق انتشار يصل إلى 70 بالمائة بحلول عام 2030، يجب معالجة العوائق التي تواجهها النساء والأسر لتحقيق الأهداف المتعلقة بتقديم الرضاعة الطبيعية.

ومن بين الجوانب الأساسية لتحقيق ذلك هو توفير الدعم في مكان العمل، إذ تُظهر الأدلة أنه بينما تتراجع معدلات تقديم الرضاعة الطبيعية تراجعا كبيرا عند عودة النساء إلى العمل، إلا أنه يمكن تصويب هذا التأثير السلبي عندما تتيح أماكن العمل للنساء مواصلة تقديم الرضاعة الطبيعية لأطفالهن.

وتؤكد المنظمة أن السياسات الملائمة للأسرة في مكان العمل تخلق بيئة مفيدة للأمهات العاملات وأسرهن ومفيدة أيضا لأصحاب العمل. فهذه السياسات تخلق عوائد اقتصادية من خلال تقليص التغيب المرتبط بمسؤوليات الأمومة، وتزيد معدل الاحتفاظ بالنساء العاملات، وتقلّص كلفة تعيين موظفين جدد وتدريبهم.

إجراءات أساسية

وتغتنم المنظمة مناسبة الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية لمناصرة أفضل الممارسات في مجال دعم الرضاعة الطبيعية في مكان العمل في مختلف البلدان وضمن مختلف أنواع العقود والقطاعات، وتعزيز الإجراءات التي يمكن اتخاذها من أجل المساعدة على ضمان أن تكون الرضاعة الطبيعية أمرا ممكنا لجميع النساء العاملات، أينما كان مكان عملهن.

وتحث على زيادة الاستثمارات في جميع السياسات والبرامج الداعمة للرضاعة الطبيعية وفي جميع الأوضاع، بما في ذلك السياسات والبرامج الوطنية التي تنظم وتشجع الدعم المقدم من القطاعين العام والخاص للنساء المرضعات في مكان العمل.

وأوضحت المنظمة أن جعل الرضاعة الطبيعية في العمل أمرا ممكنا يجعل المجتمعات قادرة على أداء وظيفتها، مؤكدة على أن الرضاعة الطبيعية توفر للأطفال فوائد صحية وتغذية حيوية تكون لها آثار إيجابية طيلة العمر، مما يعزز صحة الفئات السكانية – والقوى العاملة – تحسبا للمستقبل.

وشددت على أنه لا ينبغي أن تضطر النساء إلى الاختيار بين إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية وعملهن، مشيرة إلى أن دعم الرضاعة الطبيعية يعد أمرا ممكنا بغض النظر عن مكان العمل أو القطاع أو نوع العقد.

وقالت أيضا إنه يمكن لراسمي السياسات أن يجعلوا الرضاعة الطبيعية والعمل أمرا ممكنا من خلال سن تشريعات تنص على إجازة أمومة مدفوعة الأجر لمدة لا تقل عن 18 أسبوعا، ويستحسن أن تزيد على 6 أشهر.

ودعت إلى ضمان أن يمنح أصحاب العمل للعاملات إجازة مدفوعة الأجر وأن يوفروا لهن مكانا مخصصا للرضاعة الطبيعية أو لاستدرار لبن الأم بعد هذه الفترة، مع ضمان حصول جميع النساء على استحقاقات الأمومة، بما فيهن النساء العاملات في القطاع غير النظامي أو بعقود محدودة.

كما حضت على التصدي للتمييز المتصل بالعمل ضد النساء، بما في ذلك أثناء الحمل والولادة وبعدهما.

ومن بين الإجراءات في هذا المجال أيضا اشارت المنظم إلى إمكانية وضع جداول عمل مرنة، واتخاذ إجراءات لرعاية الطفل في عين المكان، والتفكير في إمكانيات العمل عن بعد أو العمل بدوام جزئي، والسماح للأمهات بإحضار أطفالهن إلى العمل.

كما يمكن للزملاء أن يجعلوا الرضاعة الطبيعية والعمل أمرا أسهل من خلال احترام فترات الراحة المخصصة للرضاعة الطبيعية وإجازة الأمومة ودعم ترتيبات العمل المرنة عند عودة المرأة إلى العمل.