الطاهر لخلج.. “محراث” في البرتغال وإنجلترا (الجزء 1)

نجوم رياضية ساطعة

تزامنا مع حلول شهر رمضان المبارك، وككل سنة دأب القسم الرياضي لجريدة “بيان اليوم”، على نشر حلقات يومية تتحدث عن مواضيع مختلفة تهم الشأن الرياضي بالمملكة المغربية، كان آخرها الجواب عن سؤال ماذا سيستفيد المغرب من وراء تنظيم كأس الأمم الإفريقية 2025 على كافة الأصعدة الرياضية، والسياسية والاقتصادية والسياحية…
اقتراح هاته السنة، استقر حول نشر سلسلة من الحلقات اليومية تحت عنوان “نجوم رياضية ساطعة”، تركت بصمات واضحة في ميدان كرة القدم على المستويين الوطني والدولي، وسجلت حضورها بحروف من ذهب، مساهمة في كتابة تاريخ مشرف لكرة القدم المغربية.
في هذه السلسلة اليومية، سنغوص في تفاصيل حياة اللاعبين المغاربة، وبداياتهم، والتحديات التي واجهوها، وإنجازاتهم التي جعلت منهم رمزا للنجاح والإصرار، مع إعطاء معلومات كافية وجرد مستفيض لمسار امتد لسنوات وسط المستطيل الأخضر.
بداية من محمد البوساتي، ومرورا بمصطفى البياز، والطاهر لخلج، وعبد الجليل هدة “كاماتشو”، وأحمد فرس، وحسن أمشراط “اعسيلة”، والعربي أحرضان، وأحمد البهجة وآخرين.. سلسلة حلقات ستنشر بشكل يومي ضمن ملحق رمضان سنة 2025.

من الكوكب المراكشي إلى بنفيكا البرتغالي وصولا لساوثهامبتون الإنجليزي، مسار حافل للدولي المغربي السابق الطاهر لخلج، أيقونة كرة القدم المغربية الذي قدم نموذجا للاعب المثابر والطموح لكتابة اسمه بأحرف من ذهب، لشاب انطلق من دوريات الأحياء قبل أن يضع رجليه بأكبر الدوريات العالمية..
الطاهر لخلج ابن مدينة مراكش وبالتحديد حي القصبة، ولد في 16 يونيو من سنة 1968.. منذ نعومة أظافره عشق لعب كرة القدم مع أصدقائه في حي القصبة قبل أن يصبح له اسم كأحسن اللاعبين في الدوريات الرمضانية بالمدينة الحمراء..
ولج الطاهر لخلج مدرسة الكوكب الرياضي المراكشي وعمره 13 سنة، إذ تدرج ضمن الفئات السنية لفريق مدينة البهجة.. مع توالي السنوات، أصبح “المحراث” كما يلقبه أصدقاؤه في المنتخب المغربي يتدرب بمعية الفريق الأول إلى جانب لاعبين أعطوا الكثير لكرة القدم المراكشية من أمثال جنينة، وشليحة، وقيدي وبياض..
ومنذ أول الفرص بالبطولة الوطنية، انقض الطاهر لخلج على رسميته بالتشكيل الأساسي، ليبدأ كتابة تاريخ جديد بمعية فريقه الأم في الفترة الممتدة من 1987 إلى 1994.. 7 سنوات من التألق ومن تسجيل الأهداف الحاسمة، جعلته يتوج بلقب البطولة الوطنية في سنة 1992، وبكأس العرش في 3 مناسبات، سنوات 1987 و1991 و1993..
مع تواصل ارتفاع أسهم اللاعب على المستوى المحلي، رفض الطاهر لخلج
العروض التي كانت تطرق بابه كل سنة من قبل الجيش الملكي، والرجاء والوداد، ناهيك عن أموال الخليج العربي، مؤكدا أن كل التركيز كان يتجه صوب الاحتراف بالديار الأوروبية وبداية مسار جديد من ممارسة كرة القدم على أعلى المستويات..
سنة 1994، حملت البشرى للاعب الكوكب المراكشي بعدما تمكن من الانتقال بشكل رسمي إلى ليريا البرتغالي في أول تجربة احترافية.. بدأ خوض مبارياته بشكل عادي مقدما مستويات جيدة.. بعد موسمين خطف فيهما الأنظار توصل بعرض رسمي من نادي بنفيكا، ليجاور لاعبين كبار، كنجم برشلونة السابق ديكو، ونونو غوميز وجواو بنيتو، ويتدرب تحت مدربين عالميين كالألماني يوب هينكس والبرتغالي مانويل خوصي..
4 سنوات من التألق بقميص بنفيكا البرتغالي استطاع خلالها أن يفوز بلقب الدوري البرتغالي وأن يبلغ ربع نهائي كأس الكؤوس الأوربية، قبل أن يتوجها بحمل شارة العمادة في آخر مواسمه مع نسور العاصمة البرتغالية، جعلته يكون ضمن التشكيل الأساسي رفقة المنتخب المغربي بنهائيات كأس العالم سنتي 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية و1998 بفرنسا..
بعد 6 سنوات من التميز بالبطولة البرتغالية، التحق الطاهر لخلج بالبطولة الإنجليزية، بعدما أعجب فريق ساوثهامبتون بإمكانياته التقنية والبدنية، ليتم الاتفاق على الانتقال بشكل رسمي صيف سنة 2000.. تحد جديد ينضاف إلى تجربتي الدوري المغربي والبرتغالي، للاعب سلك سلم المجد من هاو بالأحياء إلى محترف بالدوري الإنجليزي الممتاز..

يتبع

 إعداد: عادل غرباوي

Top