المفكر المغربي الراحل عبد الكبير الخطيبي علامة فارقة في الثقافة العربية المعاصرة

قال الكاتب التونسي عبد الحليم المسعودي إن المفكر والناقد المغربي وعالم الاجتماع الراحل، عبد الكبير الخطيبي (1938-2009)، يمثل «علامة فارقة في الثقافة العربية المعاصرة بشكل عام والثقافة المغاربية بشكل خاص،.» وأضاف المسعودي، في مقال تحليلي عن الانتاج الفكري والأدبي للراحل نشر بصحيفة «الشروق» التونسية تحت عنوان .. «عبد الكبير الخطيبي.. الإسم العربي الجريح… وأسئلة الهوية والاختلاف»، أن أهمية عبد الكبير الخطيبي تكمن في كونه المثقف العربي الذي «انتبه بحس أكاديمي ونقدي عال إلى إثارة العديد من القضايا المتعلقة بحرج الهوية العربية الإسلامية في مواجهتها للحداثة منطلقا من المادة الثقافية المغيبة التي عادة ما توضع في خانة الثقافة الشعبية .»
واعتبر في هذا السياق أن كتابه المبكر «الإسم العربي الجريح» يمثل أهم هذه المنجزات الفكرية والنقدية، باعتباره المؤلف الذي تناول فيه العديد من المسائل كشعرية الجسد في المخيال الثقافي وما يتعلق به من جنون وعنف وحكمة شبقية وضحك ومسرة ومحرم ومقدس واقتصاد في الدلالة والمعنى، إلى جانب انكبابه الأنتروبولوجي على دراسة الوشم وشعرية الخط العربي وتقنيات الحكاية في ألف ليلة وليلة ولعبة الكتابة عند التيفاشي والشيخ النفزاوي.
واستطرد الكاتب قائلا.. إن كتابه «النقد المزدوج» يعد أيضا مرجعا أساسيا في تناول نقد الثقافة العربية في ما بعد مرحلة الاستعمار وتقاطعاتها مع القضايا السياسية والاجتماعية في المنطقة المغاربية، وإن كان كتابه «في الكتابة والتجربة» يظل من أهم ما كتب عن الأدب المغاربي.
ويقول المسعودي إنه وعلى الرغم من إسهاماته البارزة التي بلغت 25 مؤلفا في الرواية والشعر والنقد والبحث السوسيولوجي والأنثروبولوجي, والاحترام النقدي والحفاوة الأكاديمية اللذين حظي بهما أوروبيا وعربيا، إلا أن الخطيبي ظل دوما ذلك «الغريب المحترف»، كما كان يحلو له أن يقول… بتلك النبرة المحببة من التواضع الشخصي والمعرفي التي لم تفارقه حتى اللحظة الأخيرة.
وخلص المسعودي إلى القول، إن المفكر المغربي الراحل «كان بالفعل مثقفا مستعصيا على أي تأطير وظل دوما مثل مهندس الطوبوغرافيا، مولعاً بقياس (وامتحان) المسافات بين مختلف الأصناف الإبداعية والفكرية، وشغوفا بمساءلة الأشياء والأحداث والمفاهيم».

*

*

Top