سجل البرلمان العربي موقفا تضامنيا واضحا مع المغرب، وذلك عقب جلسة طارئة عقدها بالقاهرة.
رئيس البرلمان العربي اعتبر، من جهته، القرار الصادر عن البرلمان الأوروبي بشأن المغرب، يتناقض، بشكل صارخ، مع مبدأ احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها، ويتعارض مع أسس ومتطلبات الشراكة العربية الأوروبية.
ولفت أيضا إلى أن البرلمان العربي»دأب على اتباع هذه الأداة الاستعلائية في التعامل مع القضايا العربية بشكل صارخ ومرفوض».
وأبرز قرار البرلمان العربي أن موقف نظيره الأوروبي يمثل ابتزازا وتسييسا مرفوضا لجهود المملكة في مواجهة مشكلة الهجرة غير المشروعة، كما طالب بضرورة فتح ملف سبتة ومليلية المغربيتين والجزر المحتلة…
هذا الاصطفاف الواضح للبرلمان العربي إلى جانب الموقف الوطني المغربي، هو، في الواقع، اصطفاف إلى المنطق والحق والشرعية، ويؤكد أن المغرب وقضاياه الوطنية يحضران في الانشغال العربي، وأن المملكة ليست معزولة في محيطها الإقليمي والقاري…
اللافت على هامش اجتماع البرلمان العربي وصدور قراره المؤيد للموقف الوطني المغربي ، هو هذا الشرود الجديد الذي عبر عنه النظام العسكري الجزائري وديبلوماسيته، وذلك بإعلان التحفظ عن القرار العربي، والدعوة إلى»النأي بمؤسسات العمل العربي المشترك عن ما يمكن حله في إطار ثنائي محض»( كذا…).
التحفظ الجزائري، وأيضا اللبناني والسوري، لم يحل دون صدور قرار البرلمان العربي بدعم أغلبية واسعة من الأعضاء، ومن ثم تعزز التأييد للموقف المغربي بهذا القرار التضامني العربي الواضح، والذي يضاف إلى مواقف مماثلة كانت عبرت عنها العديد من الدول والأوساط في إفريقيا وعلى الصعيدين الدولي والجهوي، والتي لم تخف رفضها للسلوك الإسباني ضد المغرب، وأيضا لموقف البرلمان الأوروبي عقب ذلك.
لا يمكن تفسير الموقف الجزائري، المتوقع على كل حال، سوى بتفشي العقدة تجاه المملكة، وكون العداء المرضي يمكن أن يقود حتى إلى تأييد الاستعمار الإسباني لأراضي مغربية، وكذلك الانتصار لحسابات المزاج والعقد بدل الوعي بالأبعاد الجيو استراتيجية للتحولات الإقليمية والدولية المستجدة، وأيضا عوض الإصرار على انسجام المواقف المبدئية، والتعبير عن رفض الاحتلال والاستعمار في كل مكان، وبشكل مبدئي.
المغرب، على كل حال، يدرك مختلف التحديات المتصلة بجواره المغاربي والمتوسطي، ويعرف ما يطرحه ذلك من مخاطر، وهو دائما يضع مقارباته وخططه الديبلوماسية والإستراتيجية ضمن هذا الوعي الأساسي، ويستحضر طبيعة جيرانه وحساباتهم، وترتيبا على ذلك يستمر في الدفاع عن مصالحه، وعن قضاياه الوطنية، ويواصل بناءاته التنموية والمؤسساتية، ويعتمد في كل ذلك على إمكانياته الوطنية الذاتية، وعلى جبهته الداخلية أولا…
ولهذا هو ينتصر….
وتبعا لما سلف، ديبلوماسيتنا المغربية، من جهتها، مدعوة اليوم لعدم إغفال تكثيف حضورها وعملها في الساحة العربية، واستعادة الكثير من العلاقات والمساحات السابقة، فضلا عن تقوية العلاقات مع الدول والمؤسسات الإفريقية، وفِي كل القارات، وفِي مختلف المحافل السياسية والحقوقية والإعلامية والاقتصادية، لتمتين الفهم العالمي للقضايا الوطنية المغربية، ومن أجل الترافع دفاعا عن الموقف الوطني المغربي وتعبئة التأييد والمساندة لصالحه.
<محتات الرقاص