دعت الروائية المغربية الفرنسية ليلى سليماني يوم السبت الماضي جمهورها للدورة 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط الى الغوص والاستمتاع في أعماق عالمها الأدبي، لافتة انتباه جمهورها بجملة حاولت أن تجذب بها القراء وتقربهم من طابع أدبها البسيط والجذاب، وهي “الرواية كذبة لكنها كذبة تحكي الحقيقة”.
فالروائية المغربية تحدثت عن طريقة كتابة الرواية، مبرزة أن هذه الأخيرة تدور أحداثها دائما حول الخيال ونسج حقائق بعيدة عن الواقع لكنها في طياتها تحمل رسائل حقيقية للقارئ يجب أن يغوص بين أسطرها ليبحر في فهم معناها وأهدافها .
فأمام قاعة مكتظة، مليئة بمحبي الرواية والهروب لعالم الخيال، أكدت الروائية سليماني أن “الواقع يبدو مملا في بعض الأحيان، فالكتابة هي وسيلة للهروب وخلق عالمك المتخيل”.
وأضافت “هوايتي هي في الأساس أن أكون روائية، لأنني أحب الأعمال المتخيلة”، داعية إلى خلق جو لمحبي الروايات وعدم منعهم من رواية قصة بعيدة عن الواقع بحجة أنها ليست حقيقية “.
ووصفت ليلى سليماني الرواية بـ “المخيفة” و”المحيرة” في الآن نفسه، موضحة أن هذا النوع الأدبي يبدو صعبا ومعقدا، لكنه متكامل “فأنت في نفس الوقت مصور، مخرج، ممثل، مصمم أزياء…”.
واعتبرت الكاتبة ان الرواية هي “الفن المطلق وتحتل مكانة كبيرة في الحياة والعقل والجسد، خاصة أنها تتطلب مثل هذا الالتزام لدرجة أن جميع المهام اليومية الأخرى تبدو أسهل بكثير”.
وتسعى ليلى سليماني، التي تسمي نفسها “كاتبة بدوافع خفية”، إلى إخبار العالم من خلال عيون شخصياتها، ونسج خيوط الخيال في رواياتها مع رفض الاستسلام لـ “الخطابات المتجانسة” وتفضل هندسة الكلمات وكتابة المشاعر.
وقالت «قبل أن أكون روائية أنا قارئة. أمضيت طفولتي ومراهقتي وشبابي في قراءة الكتب…لقد قضيت وقتا في القراءة أكثر من أن اعيش أشياء أخرى “.
ومن ناحية أخرى، شددت سليماني على الحاجة إلى “أن القدرة على العيش المشترك هو في الاساس قاعدة مشتركة تتيح لنا حياة سلمية من دون تملك نفس الرؤى بالضرورة”.
وقالت في هذا السياق “ما جعل المغرب بلدا غنيا، هو تعدد لهجاته وثقافاته والتعايش السلمي بين الأشخاص الذين لا يحملون نفس الرؤى ويفكرون بطرق مختلفة”.
وولدت ليلى سليماني في الرباط، وتخرجت من معهد العلوم السياسية في باريس والمدرسة العليا للتجارة بباريس.
بعد تجاربها في السينما والمسرح، أصبحت صحفية في مجلة ” Jeune Afrique” الأسبوعية في عام 2008. وعلى مدى أربع سنوات، سمح لها عملها كمراسلة بإشباع شغفها بالسفر ومقابلة الناس واكتشاف العالم.
في عام 2014، نشرت روايتها الأولى “في حديقة الغول” عن دار غاليمار، والتي فازت بجائزة المأمونية.
وفازت روايتها الثانية “أغنية هادئة ” بجائزة غونكور لعام 2016.