قال ناصر جبور مدير المعهد الوطني للجيوفزياء إن الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز مساء الجمعة الماضي يعد الأعنف في تاريخ المغرب، ولم يسبق أن تم تسجيل حدة هذه الدرجة في المراجع التاريخية الخاصة بالزلازل في المغرب.
وأضاف جبور في حوار قصير مع “بيان اليوم” أن المعهد الوطني للجيوفزياء يعمل 24 ساعة على 24 ساعة طول السنة، بالنظر لوقوع هزات أرضية في مناطق مختلفة ورصد الظواهر الطبيعية بهذا الخصوص.
كما تحدث جبور خلال هذا الحوار على أوقات الأزمات وكيف يمكن التعامل علميا مع ما يتم ترويجه من معطيات.. فيما يلي نص الحوار:
* بخصوص الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز، هل يمكن القول إنه الأعنف في تاريخ المغرب؟
صحيح، في المراجع التاريخية لم يتم إلى حدود الزلزال الأخير، تسجيل هزة أرضية بقوة 7 درجات، وهي قوة غير مسبوقة في المغرب ولافتة وكانت في الحقيقة مفاجأة، إذ لا مرجع تاريخي ولا سابقة سجلت بهذه المنطقة بخصوص النشاط الزلزال.
ويمكن القول إن زلزال الحوز هو زلزال بخصائص جديدة وغير مسبوقة، وسيكون بذلك مستقبلا زلزال ذو خلفية مرجعية يتم الاعتماد عليه علميا في دراسة النشاط الزلزالي.
* وبخصوص الهزات الارتدادية، كم هزة جرى تسجيلها بعد كارثة الجمعة؟
سجلنا إلى حدود اللحظة (منتصف أمس الأحد) مئات الهزات الارتدادية، لكن عشرة منها فقط شعر بها الناس، وآخرها الهزة التي ضربت صباح الأحد (حوالي التاسعة صباحا) والتي بلغت قوتها 4.5 على سلم ريشتر، والهزة الارتدادية التي ضربت صباح السبت.
الهزات الارتدادية عموما متواصلة لكنها في اتجاه تناقصي، أي أنها تنقص في الحدة وحتى في العدد المسجل، إذ من المرتقب والمتوقع أن تصل إلى معدل هزة أرضية أو أكثر في الشهر على المدى المتوسط، حيث نتوقع حدوث هزة ارتدادية كل شهر في حدود الأشهر القليلة المقبلة إلى أن تعود الوضعية إلى طبيعتها.
* ما مدى خطورة هذه الهزات الارتدادية؟
تبقى الهزات الارتدادية غير خطيرة كما يتم تصوره، لأنها في الحقيقة هي هزات غير محسوسة، كما سبق وأن قلت جرى تسجيل مئات الهزات الارتدادية على المدى اليومين الماضين، لم يتم الشعور بها من قبل الناس باستثناء الشعور بحوالي عشر هزات تجاوزت قوتها 4 درجات على سلم ريشتر، فيما أغلب الهزات تترواح درجتها بين 2 و3 درجات وتبقى غير محسوسة ولا يشعر بها الناس.
نحن نتابع كل التفاصيل ونعمل 24 ساعة على 24 ساعة من أجل تحديد التغيرات الموجودة ورصد هذه الظاهرة الطبيعية، كما نرصد بشكل مستمر الهزات الارتدادية ودرجته ومدى التطورات الموجودة على هذا المستوى.
* بالنسبة لعملكم في المعهد الوطني للجيوفزياء، هل تعملون بشكل مستمر دائما أم هناك تعبئة خاصة في حالة الكوارث؟
نحن في المعهد الوطني للجيوفزياء نشتغل 24 ساعة على 24 ساعة بشكل دائم، ونرصد جميع الظواهر الطبيعية ونراقب الأوضاع باستمرار على هذا المستوى، لكن طبعا خلال الكوارث وفي هذه المرحلة تكون مستوى اليقظة مرتفعة ويجرى تعبئة جميع الخبراء من أجل تتبع الوضع ومن أجل التواصل أيضا وتوفير المعلومات العلمية.
* في هذا الصدد، راجت وتروج معطيات على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص زلازل مرتقبة وفي أوقات معينة، كيف تتعاملون مع هذه المعطيات؟
مع الأسف، هناك من يريد أن يتتبع مثل هذه المعطيات، وهذا أمر خاطئ، وكما تعلمون الإشاعة أو الشائعات دائما ما كانت ترافق مثل هذه الكوارث، حيث يكثر نشر معطيات غير دقيقة أو مجرد كلام وتوقعات لا أساس لها.
أجدد التأكيد أن التوقعات الممكنة في أي مجال تبقى اختصاص البحث العلمي ولا يمكن أن يتم ذلك هكذا من قبل غير مختصين وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
كما أجدد التأكيد على أن توقع الزلازل علميا وإلى حدود المرحلة الحالية، يظل غير ممكن بشكل مطلق، باستثناء التوقعات البعيدة المدى كأن يتم القول علميا بأن منطقة ما من الممكن أن تتعرض لهزة أرضية بقوة تتجاوز 6 درجات مثلا خلال العشرين سنة المقبلة، وهذا توقع فقط قد يحدث أولا يحدث حسب التفسير العلمي المرفق له، لكن التوقع الدقيق في الزلازل لا يمكن علميا.
حاوره: محمد توفيق أمزيان