يبدو أن أزمة كليات الطب والصيدلة وصلت إلى النفق المسدود، بعد فشل جهود الوساطة التي قادها “وسيط المملكة” بين وزارة التعليم العالي وشعبة طلبة الطب، هذه الأخيرة التي أعلن طلبتها الاستمرار في الاحتجاج والمقاطعة رفضا لسياسة الحكومة الحالية ووزارة التعليم العالي إزاء ملفهم.
وندد طلبة الطب بمتابعة 28 منهم وعرضهم على المحكمة الابتدائية بالرباط في 23 أكتوبر الجاري، مشيرين إلى أن نضالهم مشروع من أجل تحقيق مطالبهم “العادلة” التي تصب في جودة التكوين الطبي بالمغرب.
من جهتها، تسير وزارة التعليم العالي إلى فرض برمجة جديدة، حيث وجهت بلاغا لشعبة الطب تعلن فيه عن إجراءات جديدة بعد إقرارها بفشل جهود الوساطة، حيث قالت إن هذه الإجراءات تهدف إلى استعادة الزمن البيداغوجي اللازم للسنة الجامعية 2024 – 2025.
وأعلنت وزارة التعليم العالي عن برمجة امتحانات الفصل الثاني، من الموسم السابق، في دورة استثنائية ابتداء من الجمعة المقبل 4 أكتوبر الجاري، مع تمكين الطلبة الذين اجتازوا امتحانات الفصل الأول في دورة 5 شتنبر الماضي من اجتيازها، مشيرة إلى أنها ستمكن الطلبة الذين لم يجتازوا هذه الدورة (5 شتنبر)، من اجتياز امتحانات الفصل الأول في دورة استثنائية أخرى سيتم الإعلان عنها لاحقا، وذلك شرط اجتياز امتحانات الفصل الثاني الاستثنائية التي ستنطلق الجمعة المقبل.
وأوضحت وزارة التعليم العالي أنها ستقوم بتعويض نقط الصفر التي تم وضعها في الموسم السابق بالنقط المحصل عليها في امتحانات الدورات الاستثنائية بالنسبة للطلبة الذين سيجتازون امتحانات 4 أكتوبر، بالإضافة إلى إخبارها بالتداول في نتائج الامتحانات من أجل التسجيل في السنوات الموالية، باعتبار النقط المحصل عليها في الدورات العادية والاستثنائية، دون الأخذ بعين الاعتبار شرط استيفاء التداريب الميدانية، مشيرة إلى أنه سيجري برمجة هذه التداريب لاحقا مع التقيد بغلافها الزمني وشروط اجتيازها واستيفاءها.
كما أعلنت وزارة التعليم العالي أن انطلاق الدراسة بشعبة الطب برسم الموسم الجامعي 2024 – 2025 تمت وفق الجدولة الزمنية التي حددتها في الاثنين 23 شتنبر 2024 بالنسبة للطلبة الجدد المسجلين بالنسبة الأولى، ويوم الاثنين 14 أكتوبر الجاري بالنسبة لطلبة المستويات الأخرى.
ومن أجل تعبئة الطلبة للمشاركة في الدورة الاستثنائية المرتقبة يوم الجمعة المقبل، تعهدت وزارة التعليم العالي بتقديم الشروحات الإضافية اللازمة للطلبة حول التنظيم البيداغوجي الجديد للتكوين الطبي، من خلال عقد اجتماعات موسعة للجان البيداغوجية المنبثقة من مجالس الكليات، وذلك بإشراك موسع للطلبة، وكذا الإجابة عن تساؤلاتهم والاستماع لمقترحاتهم فيما يخص التدابير الإجرائية وتطبيقها بما يضمن جودة التكوين ويسهل الإجراءات الإدارية ويراعي الاختصاصات البيداغوجية الموكلة للأساتذة الباحثين والهياكل التنظيمية للكليات والجامعات.
< محمد توفيق أمزيان