‎من ينقذ الرجاء ؟…

تتواصل عملية التدمير الممنهج الذي يتعرض له فريق الرجاء البيضاوي من مختلف الأطراف المتداخلة التي لم تعد مؤمنة نهائيا بمصلحة الفريق، بقدر ما تحسب الأمور بالنسبة لها من زاوية المصلحة الخاصة.
سواء انتبه أغلب المنخرطين للأمر أم لم ينتبهوا، فان الصراعات والتطاحنات والتصريحات المتناقضة، وحرب البلاغات والبلاغات المضادة، تعتبر في الحقيقة عملية تدميرية للنادي الأخضر، وهي أيضا صورة قاتمة تخيم بظلالها على القلعة الخضراء، وتساهم في نسف أركانها من الداخل.
فعندما يصر المنخرطين على عقد اجمع عام استثنائي كيفما كانت الظروف المحيطة بالنادي، فإنهم -سواء عن قصد أو بدونه- يساهمون في السيناريو المحبوك من طرف جهات تقول –للأسف- إنها تحب الرجاء وتدعي أنها تهيم عشقا في لونها الأخضر، علما أن هي نفسها التي تشن حربا شعواء على هذا النادي، حرب استعملت فيها كل الوسائل حتى تلك القذرة منها، مع الكثير من الخبث والمكر وقلة العفة إلى درجة خطيرة.
فقد تطلب الأمر من المتآمرين إلى حد تجييش الجمهور والعطوفين، دون الأخذ بعين الاعتبار العواقب المتحملة لهذا الخيار الذي تم استعمل فيه الأطراف والقاصرين وحتى المشردين، كما حدث يوم وعت فيه الأسرة الرجاوية الأسطورة عبد المجيد الظلمي.
ففي إستراتيجية الحروب التقليدية بين الجيوش، هناك ما يسمى بـ “قواعد الاشتباك” المتعارف عليها، والتي لا يمكن تجازوها، مادام أن هناك قانونا دوليا يعاقب المخالفين، أما الحرب التي تشهدها حاليا الرجاء فأي سلوك مباح، بما في ذلك الاعتداء الجسدي، والتهديد بالقتل وغيرها من ممارسات الغاب.
أما اعتماد الكذب وترويج الأخبار المغلوطة عنوة، فتعتبر خارطة طريق لا غنى عنها بالنسبة للمتآمرين، وقد وصل الأمر إلى درجة ممارسة الضغط على اللاعبين خدمة لأجندة خاصة.
وفي الوقت الذي دخلت فيه أغلب الأندية الوطنية أولى المراحل الإعداد للموسم القادم، لا زالت الرجاء الفريق الذي كان بالأمس نموذجيا في تدبيره وتسييره وإدارته، ليتحول في عهد عقلية “مول الشكارة” إلى كيان منهوك ومشتت، يتخبط في مشاكل لا حصر لها بفعل فاعل، رغم الخطوات التي أقدم عليها الرئيس الحالي، بالتعاقد مع مدرب جديد وجلب لاعبين، وتحديد موعد للمعسكر الإعدادي، والذي تم تأجيله نظرا لقرار المقاطعة الذي اتخذه اللاعبون، والاستعداد للمشاركة في بطولة الموسم القادم.
والمؤكد أن السعي لعقد جمع استثنائي في ظل هذه الظروف، يعتبر في الحقيقة دعوة لتوسيع هوة الخلافات أكثر من العمل على إصلاح ذات البين، وتقريب وجهات النظر، مع أن المصلحة تقتضي بصفة مستعجلة محاربة كل من أساء ويسيء باستمرار لهذا الفريق عريق ولجمهور عريض.

محمد الروحلي

الوسوم , ,

Related posts

Top