أبطال ومعارك

هو سعد بن أبي وقاص بن مالك بن أهيب بن زهرة الحبشي (ولد سنة 23 للهجرة / وتوفي سنة 55 للهجرة) الذي شرح الله صدره للإسلام وهو لم يبلغ بعد السابعة عشر ربيعا مع كل من خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة بعد أن شهد موقف النجاشي حاكم الحبشة بعد رفضه تسليم المسلمين الذين هاجروا إليه واحتموا به، وممّا قيل وروي في ذلك: “….. قبل أن يعلن سعد بن أبي وقاص إسلامه كان له أحد المواقف مع النجاشي حاكم الحبشة الذي كان قد هاجر إليه عدد من المسلمين فراراً بدينهم من المُشركين واضطهادهم لما عرف عن هذا الحاكم من العدل، وحينها قام المشركون بإرسال كل من عمرو بن العاص (كان صديقا للنجاشي) وسعد بن أبي وقاص إلى ملك الحبشة مُحمّلين بالهدايا العظيمة والقيّمة بغية تسليمهم المُسلمين الفارين من قبضة المُشركين وهاجروا إليه ليحتموا به، فرفض النجاشي أن يسلمهم دون أن يستمع لهم وأخذ يقول حينها: يا سعد، كيف يعزب عنك أمر ابن عمك، فوالله إنه لرسول الله حقا، فقال له سعد أأنت تقول ذلك؟، فقال النجاشي أي والله فاطعني يا سعد، فخرج من الحبشة قاصداً المدينة وكان ذلك في شهر، فقابله في الطريق كلا من خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة وكانا في طريقهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم لإعلان إسلامهما، فساروا جميعاً واسلموا بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، ليعلن النجاشي إسلامه فيما بعد، وفي هذا يقول سعد بن أبي وقاص: …. عندما جعل الله الإسلام في قلبي، أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت أبسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه وقبض يديّ وقال مالك يا سعدو؟، فقلت أردت أن أشترط يا رسول الله، فقال اشرط ما شئت، فقلت أن يغفر لي الله، فقال أما علمت بأن الإسلام يَهدم ما قبله وأن الهجرة تَهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله..”.

حلم مظلم وإسلام مشرق

يروي لنا محمود شلبي في (سعد بن أبي وقاص: بطل القادسية) واصفا لنا الخطى الأولى لإسلام سعد بن أبي وقاص بالقول “…نشأ سعد بن أبي وقاص مُؤهلا للقتال ورمي السهام، يرتاع مع شباب قريش حياة الصيد والغزو، ويتعرّف على الدنيا من خلال قوافل الحجاج الوافدين إلى مكة المُكرمة أيام الحج ومواسمها الُمتباينة الأهداف والمُتنوعة الغايات، حتى بات له المثل في الصيد والرماية رغم كونه قصيراً غليظاً جعدا شعر الجسم، أفطس الأنف، وهي صفات لم تمنعه من إعلان إسلامه مُبكرا وهو لم يتجاوز السابعة عشر من عمره ويكون رابع من عزهم الله بالإسلام (بعد علي وأبو بكر وزيد بن حارثة) وأخذ يقول حينها متحدثا عن نفسه: ولقد أتى عليّ يوم، واني لثلث الإسلام..!!، ومما يُروى عن إسلامه أنه أسلم عبر حلم حين، فكان في يوٍم رأى رؤية وجد فيها أنه يمشى في مكان مظلم، وكلما مشى أكثر اشتد عليه الظلام، ثم وجد قمراً مُنيراً بشدة، فذهب هناك فإذا به يجد أن أبا بكر الصديق وعلى بن أبي طالب وزيد بن حارثة يقفون أسفله، فعلم أن القمر هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وعندها استيقظ وأعلن إسلامه…”.

ثورة أم سعد.. ومحبة الرسول

ويضيف الكاتب: “….ما أن سمعت أمه بنبأ إسلامه حتى ثارت ثائرتها وهاجت كالأمواج في وجهه، لكنه بقي بارا بها محبا لها حتى بعد رفضها لإسلامه ومحاولاتها المتكررة لرده عنه، وفي هذا يقول سعد (وما سمعت أمي بخبر إسلامي حتى ثارت ثائرتها، وكنت فتى باراً بها مُحباً لها، فأقبلت عليّ تقول: يا سعد، ما هذا الدين الذي اعتنقته فصرفك عن دين أمك وأبيك؟ والله لتدعن دينك الجديد أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فيتفطر فؤادك حزناً عليّ ويأكلك الندم على فعلتك التي فعلت وتعيرك الناس أبد الدهر، فقلت: لا تفعلي يا أماه فأنا لا أدع ديني لأي شيء)، إلا أن أمّه اجتنبت الطعام ومكثت أياماً على ذلك فهزل جسمها وخارت قواها، فلما رآها سعد قال لها (يا أُماه إني على شديد حبي لك لأشد حباً لله ولرسوله ووالله لو كان لك ألف نفس فخرجت منك نفساً بعد نفس ما تركت ديني هذا بشيء)، فلما رأت الجد أذعنت للأمر وأكلت وشربت على كره منها ونزل قوله تعالى (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)، ونال بذلك محبة كبيرة لدى النبي صلى الله عليه وسلم حتى قال فيه حينما سأله يا رسول الله من أنا: (سَعْدُ بنُ مَالِكِ بنِ وُهَيْبِ بنِ عَبْدِ مَنَافِ بنِ زُهْرَةَ، مَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَعَلَيْهِ لَعنَةُ اللهِ)، وقال عنه يوم أحد بعد أن عدّ أول من رمى بالسهم في الإسلام (إرم يا سعد، فداك أبي وأمي)، ويقول علي بن أبي طالب (ما سمعت رسول الله يفدي أحدا بأبويه إلا سعدا، فإني سمعته يوم أحد يقول: ارم يا سعد، فداك أبي وأمي)، حتى عدّ سعد من أشجع فرسان العرب والمسلمين، وكان له سلاحان رمحه ودعاؤه، ومجاهداً في معركتي بدر وأحد.

المُهمة الأولى في الإسلام

كانت أولى المهام التي أسندت إلى سعد بن أبي وقاص عقب إسلامه حينما أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم ليغرق جمعاً لقضاعة يريدون غزو المدينة، فسار عمرو على رأس مسيرة قوامها ثلاثمائة مقاتل وآزرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمائتين من المُهاجرين والأنصار كان من بينهم عمر وأبو بكر وأبو عبيده بن الجراح وكتب النصر لجيش الرسول، وباتوا ليلتهم في العَراء دون أن يُوقدوا النار للتدفئة، وعندما سأله الرسول صلى الله عليه وسلم عن سبب رفضه إشعال النار قال عمرو: كرهت أن يتبعوهم فيكون لهم مَدَد فيعطفوا عليهم، وكرهت أن يوقدوا ناراً فيرى عددهم وقلتهم، فحمد الرسول الكريم حسن تدبيره وسدادة رأيه وفطنته، وأخذ يلعب دوراً كبيراً في الفتوحات والمعارك الإسلامية التي كان أشهرها معركة القادسية، وفي هذا يستطرد محمود شلبي بالقول “.. سرعان ما توالت فتوحات وانتصارات ابن العاص في الشام ( كان قد شارك في معركة اجنادين ومعركة اليرموك)، فأخذ يوجه نظره إلى مصر فرغب في فتحها بعد إقناع الخليفة عمر بن الخطاب الذي أعدّ له العتاد والعدد من أجل التوجه لفتح مصر، فسار على رأس جيش مُكون من أربعة آلاف مُقاتل فقط وكتب عمر بن الخطاب رسالة إلى سعد قال فيها: ….إذا بلغتك رسالتي هذه قبل دخول مصر فارجع، وإلا فسر على بركة الله …!!، كانت تلك الرسالة قد وصلت إليه وهو في طريقه إلى مصر وقد علم بما تحتويه فرفض فتحها حتى وصل مشارف مصر وقال للصحابة أين نحن الآن في فلسطين أم في مصر؟، فأجابوه في مصر، فقال إذن نسير في سبيلنا كما يأمر أمير المؤمنين، وكان أول اشتباك له مع الروم بمدينة (الفرما) التي قهر جيشها وفتح (بلبيس) وقهر قائدها الروماني (ارطبون) الذي كان قائدا للقدس وفرّ منها مُسرعا من جيش عمرو بن العاص، فحاصر حصن (بابليون) حيث المقوقس حاكم مصر من قبل هرقل الذي اضطر إلى الاستسلام ودفع الجزية..”.

هو سعد بن أبي وقاص بن مالك بن أهيب بن زهرة الحبشي (ولد سنة 23 للهجرة / وتوفي سنة 55 للهجرة) الذي شرح الله صدره للإسلام وهو لم يبلغ بعد السابعة عشر ربيعا مع كل من خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة بعد أن شهد موقف النجاشي حاكم الحبشة بعد رفضه تسليم المسلمين الذين هاجروا إليه واحتموا به، وممّا قيل وروي في ذلك: “….. قبل أن يعلن سعد بن أبي وقاص إسلامه كان له أحد المواقف مع النجاشي حاكم الحبشة الذي كان قد هاجر إليه عدد من المسلمين فراراً بدينهم من المُشركين واضطهادهم لما عرف عن هذا الحاكم من العدل، وحينها قام المشركون بإرسال كل من عمرو بن العاص (كان صديقا للنجاشي) وسعد بن أبي وقاص إلى ملك الحبشة مُحمّلين بالهدايا العظيمة والقيّمة بغية تسليمهم المُسلمين الفارين من قبضة المُشركين وهاجروا إليه ليحتموا به، فرفض النجاشي أن يسلمهم دون أن يستمع لهم وأخذ يقول حينها: يا سعد، كيف يعزب عنك أمر ابن عمك، فوالله إنه لرسول الله حقا، فقال له سعد أأنت تقول ذلك؟، فقال النجاشي أي والله فاطعني يا سعد، فخرج من الحبشة قاصداً المدينة وكان ذلك في شهر، فقابله في الطريق كلا من خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة وكانا في طريقهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم لإعلان إسلامهما، فساروا جميعاً واسلموا بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، ليعلن النجاشي إسلامه فيما بعد، وفي هذا يقول سعد بن أبي وقاص: …. عندما جعل الله الإسلام في قلبي، أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت أبسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه وقبض يديّ وقال مالك يا سعدو؟، فقلت أردت أن أشترط يا رسول الله، فقال اشرط ما شئت، فقلت أن يغفر لي الله، فقال أما علمت بأن الإسلام يَهدم ما قبله وأن الهجرة تَهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله..”.

حلم مظلم وإسلام مشرق

يروي لنا محمود شلبي في (سعد بن أبي وقاص: بطل القادسية) واصفا لنا الخطى الأولى لإسلام سعد بن أبي وقاص بالقول “…نشأ سعد بن أبي وقاص مُؤهلا للقتال ورمي السهام، يرتاع مع شباب قريش حياة الصيد والغزو، ويتعرّف على الدنيا من خلال قوافل الحجاج الوافدين إلى مكة المُكرمة أيام الحج ومواسمها الُمتباينة الأهداف والمُتنوعة الغايات، حتى بات له المثل في الصيد والرماية رغم كونه قصيراً غليظاً جعدا شعر الجسم، أفطس الأنف، وهي صفات لم تمنعه من إعلان إسلامه مُبكرا وهو لم يتجاوز السابعة عشر من عمره ويكون رابع من عزهم الله بالإسلام (بعد علي وأبو بكر وزيد بن حارثة) وأخذ يقول حينها متحدثا عن نفسه: ولقد أتى عليّ يوم، واني لثلث الإسلام..!!، ومما يُروى عن إسلامه أنه أسلم عبر حلم حين، فكان في يوٍم رأى رؤية وجد فيها أنه يمشى في مكان مظلم، وكلما مشى أكثر اشتد عليه الظلام، ثم وجد قمراً مُنيراً بشدة، فذهب هناك فإذا به يجد أن أبا بكر الصديق وعلى بن أبي طالب وزيد بن حارثة يقفون أسفله، فعلم أن القمر هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وعندها استيقظ وأعلن إسلامه…”.

ثورة أم سعد.. ومحبة الرسول

ويضيف الكاتب: “….ما أن سمعت أمه بنبأ إسلامه حتى ثارت ثائرتها وهاجت كالأمواج في وجهه، لكنه بقي بارا بها محبا لها حتى بعد رفضها لإسلامه ومحاولاتها المتكررة لرده عنه، وفي هذا يقول سعد (وما سمعت أمي بخبر إسلامي حتى ثارت ثائرتها، وكنت فتى باراً بها مُحباً لها، فأقبلت عليّ تقول: يا سعد، ما هذا الدين الذي اعتنقته فصرفك عن دين أمك وأبيك؟ والله لتدعن دينك الجديد أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فيتفطر فؤادك حزناً عليّ ويأكلك الندم على فعلتك التي فعلت وتعيرك الناس أبد الدهر، فقلت: لا تفعلي يا أماه فأنا لا أدع ديني لأي شيء)، إلا أن أمّه اجتنبت الطعام ومكثت أياماً على ذلك فهزل جسمها وخارت قواها، فلما رآها سعد قال لها (يا أُماه إني على شديد حبي لك لأشد حباً لله ولرسوله ووالله لو كان لك ألف نفس فخرجت منك نفساً بعد نفس ما تركت ديني هذا بشيء)، فلما رأت الجد أذعنت للأمر وأكلت وشربت على كره منها ونزل قوله تعالى (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)، ونال بذلك محبة كبيرة لدى النبي صلى الله عليه وسلم حتى قال فيه حينما سأله يا رسول الله من أنا: (سَعْدُ بنُ مَالِكِ بنِ وُهَيْبِ بنِ عَبْدِ مَنَافِ بنِ زُهْرَةَ، مَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَعَلَيْهِ لَعنَةُ اللهِ)، وقال عنه يوم أحد بعد أن عدّ أول من رمى بالسهم في الإسلام (إرم يا سعد، فداك أبي وأمي)، ويقول علي بن أبي طالب (ما سمعت رسول الله يفدي أحدا بأبويه إلا سعدا، فإني سمعته يوم أحد يقول: ارم يا سعد، فداك أبي وأمي)، حتى عدّ سعد من أشجع فرسان العرب والمسلمين، وكان له سلاحان رمحه ودعاؤه، ومجاهداً في معركتي بدر وأحد.

المُهمة الأولى في الإسلام

كانت أولى المهام التي أسندت إلى سعد بن أبي وقاص عقب إسلامه حينما أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم ليغرق جمعاً لقضاعة يريدون غزو المدينة، فسار عمرو على رأس مسيرة قوامها ثلاثمائة مقاتل وآزرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمائتين من المُهاجرين والأنصار كان من بينهم عمر وأبو بكر وأبو عبيده بن الجراح وكتب النصر لجيش الرسول، وباتوا ليلتهم في العَراء دون أن يُوقدوا النار للتدفئة، وعندما سأله الرسول صلى الله عليه وسلم عن سبب رفضه إشعال النار قال عمرو: كرهت أن يتبعوهم فيكون لهم مَدَد فيعطفوا عليهم، وكرهت أن يوقدوا ناراً فيرى عددهم وقلتهم، فحمد الرسول الكريم حسن تدبيره وسدادة رأيه وفطنته، وأخذ يلعب دوراً كبيراً في الفتوحات والمعارك الإسلامية التي كان أشهرها معركة القادسية، وفي هذا يستطرد محمود شلبي بالقول “.. سرعان ما توالت فتوحات وانتصارات ابن العاص في الشام ( كان قد شارك في معركة اجنادين ومعركة اليرموك)، فأخذ يوجه نظره إلى مصر فرغب في فتحها بعد إقناع الخليفة عمر بن الخطاب الذي أعدّ له العتاد والعدد من أجل التوجه لفتح مصر، فسار على رأس جيش مُكون من أربعة آلاف مُقاتل فقط وكتب عمر بن الخطاب رسالة إلى سعد قال فيها: ….إذا بلغتك رسالتي هذه قبل دخول مصر فارجع، وإلا فسر على بركة الله …!!، كانت تلك الرسالة قد وصلت إليه وهو في طريقه إلى مصر وقد علم بما تحتويه فرفض فتحها حتى وصل مشارف مصر وقال للصحابة أين نحن الآن في فلسطين أم في مصر؟، فأجابوه في مصر، فقال إذن نسير في سبيلنا كما يأمر أمير المؤمنين، وكان أول اشتباك له مع الروم بمدينة (الفرما) التي قهر جيشها وفتح (بلبيس) وقهر قائدها الروماني (ارطبون) الذي كان قائدا للقدس وفرّ منها مُسرعا من جيش عمرو بن العاص، فحاصر حصن (بابليون) حيث المقوقس حاكم مصر من قبل هرقل الذي اضطر إلى الاستسلام ودفع الجزية..”.

الوسوم ,

Related posts

Top