أزيلال تحت وقع المشاريع التنموية

من بين الجماعات الترابية التي استطاعت مسايرة الركب التنموي وتفعيل الخطط والبرامج الاستراتيجية التي تتيح فرص الشغل والنهوض بالاقتصاد وتحسين عيش الساكنة، جماعة انزو وبني حسان بإقليم أزيلال. فالأولى نجحت في الخروج من بوتقة التهميش والإقصاء بتوطين أكبر عدد ممكن من المشاريع التنموية بالنفوذ الترابي لجماعة انزو، أما الثانية، قد استطاعت أن تساير الركب التنموي بفعل مخطط تنموي تشاركي قوامه الإنصات عن قرب لانتظارات الساكنة والاشتغال بمنطق الأولويات.

تقع جماعة بني حسان بالشمال الغربي لإقليم ازيلال، وتمتد على مساحة 180 كلمترا مربعا، يحدها شمالا جماعتي بزو وآرفالة، وجنوبا جماعتي تابية وفم الجمعة وشرقا جماعة تسقي، وغربا جماعة بزو. وقد أحدثت الجماعة سنة 1992 بعدما كانت تابعة للجماعة الأم فم الجمعة. وتتكون الجماعة من 4 مشيخات هي مشيخة بني حسان مشيخة إبراغن مشيخة لاربع ومشيخة ترست، ويبلغ عدد سكانها أزيد من 12 ألف نسمة، نسبة السكان النشيطين بها 56% يتراوح عمرهم مابين 15 و59 سنة، وتعتبر تربية المواشي والفلاحة وتربية النحل من بين الأنشطة الأساسية لدى السكان.

توطين المشاريع التنموية بالنفوذ الترابي لجماعة انزو

يكاد يجْمع المتتبعون للشأن المحلي بالشمال الغربي لأزيلال، على أن من بين الجماعات الترابية التي شقت طريقها بخطى وازنة، جماعة انزو وبني حسان. وإذا كانت الأولى قد أفلحت في الخروج من بوثقة التهميش والإقصاء بسبب حظها الأوفر في اغتنام الفرص المتاحة في إطار المخططات التنموية القطاعية الكبرى الرامية إلى توطين أكبر عدد ممكن من المشاريع التنموية بالنفوذ الترابي لجماعة انزو، فالثانية، قد استطاعت أن تساير الركب التنموي بفعل مخطط تنموي تشاركي قوامه الإنصات عن قرب لانتظارات الساكنة والاشتغال بمنطق الأولويات وتجنب الخلافات السياسية والعمل بتنسيق مع رؤساء المصالح المعنية وكافة الطاقات المنتخبة التي تضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار. وبحكم هذا التناغم الحاصل على مستوى المجلس الجماعي، تمكنت الجماعة وفي ظرف زمني قياسي من الاستجابة لتطلعات الساكنة وترسيخ سياسة اجتماعية تربو انجاز مشاريع تنموية ذات وقع اجتماعي على الفئات الهشة، وذلك تجاوبا مع سياسة الدولة في العالم القروي وتفاعلا مع حاجيات المنطقة والأولويات المستعجلة. وفي هذا الإطار، وضع المجلس المنتخب مخططا تنمويا محددا لدواوير ظلت إلى حدود  العشرية الأخيرة من التسعينيات تئن تحت وطأة التخلف والتهميش، وهكذا تم فك العزلة عن جميع دواوير الجماعة مع ربطها بمحيطها الخارجي، بما فيها البعض الذي يقبع تحت قدم الجبل بتضاريسه الوعرة،  كما تم تحقيق حوالي 98% من التغطية بشبكة الكهرباء، وتم ربط مختلف التجمعات السكانية بنظام السقايات المائية، والآن تجري الأشغال على قدم وساق من أجل استكمال حفر بعض الآبار وتجهيز أخرى وربط مختلف الدور السكنية التي تبعد بأقل من 40 مترا عن قنوات الشبكة بالربط الفردي بغية تجاوز بعض الاكراهات الخاصة بهذه المادة الحيوية ودورها في استقرار الساكنة.
*بناء الطرق وإصلاح المجاري وفتح المسالك بين الدواوير
استنادا على منهجية واقعية، وإيمانا منه على انه دون فك العزلة عن دواوير الجماعة لا يمكن الحديث عن تنمية حقيقية، ركز المجلس الجماعي في بداية مشواره رغم إمكاناته المادية المحدودة على إعطاء الأولوية لتعبيد وتهيئ الطرق وبناء المجاري بالخرسانة وإصلاح المقاطع المتضررة وفتح المسالك بين الدواوير وربط الجماعة بمحيطها، وقد أثقلت هذه الانجازات ميزانية الجماعة كثيرا، لكنها بالمقابل استطاعت أن تحل اكراهات متعددة ارتبطت بإرث ماضي. وموازاة مع هذه الانجازات، يقول حاسيبون محمد رئيس جماعة بني حسان، كان التفكير دوما في تأهيل العنصر البشري، وترشيد الخدمات وانجاز المرافق الاجتماعية حاضرا بقوة على أجندة المجلس الجماعي، حيث تم التوافق بين كافة الألوان السياسية على ضرورة التجاوب مع فلسفلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الرامية إلى تحسين وضعية الفئات الهشة وتنمية قدرات الشباب والمرأة والفتاة، وقد تم في هذا الإطار إنجاز دار الطالبة والطالب بدعم  مشترك بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمجلس الجماعي، كما تم إحداث مركز اجتماعي للقرب بدوار امشخن يعتبر الثالث من نوعه بتراب الجماعة بعد نظيرين له بدوار أزلاك وترست، وملعب للقرب بدوار آيت بوشعو بالإضافة إلى ملعب آخر بدوار إبراغن سيرى النور قريبا. ومجمل هذه المشاريع التي تصنف في خانة الاجتماعي، يقول رئيس الجماعة، أصبحت تؤثث البنية التحتية، وهي إضافات نوعية عضدت المسلسل التنموي للجماعة التي تصبو دوما لأن تصبح من ضمن المراكز الحضرية بالإقليم. وتعزيزا لهذا المسار، ويضيف المتحدث: “أصبحت الجماعة تتوفر على ثانوية إعدادية من المرتقب أن تستقطب أزيد ممن 500 تلميذ بموسم 2016/2017 من مختلف الروافد كما أنها تتوفر على ثلاثة مجموعات مدارس ابتدائية، وتم مؤخرا بناء حجرتين بفرعية كيمي وايمشيحن، وفي أفق الحد من الحد من الهدر المدرسي، تم تخصيص حافلتين للنقل المدرسي بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية”. ومن المشاريع المبرمجة خلال هذه الولاية مع توفر الإعتمادات، هناك تهيئة وتعبيد وتبليط دوار آيت بوشعو وترست وماسكون وإبراغن في إطار اتفاقية شراكة بين الجماعة ووزارة السكنى والمدينة، ومشروع دار للشباب بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومندوبية الشباب والرياضة التي ستتكفل بالتجهيز.

محاربة الهدر المدرسي والتشجيع على الرياضة

وفي الإطار ذاته، سيتم اقتناء حافلة لنقل المدرسي وتوسيع مقر الجماعة وفتح وتهيئة الطريق الرابطة بين ايمشيحن وإبراغن بالطريق الإقليمية 3102 بالقرب من دوار زالغن التابع إلى جماعة بزو، كما سيتم تسوير مراكز القرب الثلاثة من مالية الجماعة. وإلى ذلك، سيسهر المجلس الجماعي قريبا على تغطية جل الكوانين المعزولة بشبكة الكهرباء وقد توصل المجلس في إطار اتفاقية مع المكتب الوطني للكهرباء بدراسة شمولية تتيح إمكانية انجاز تغطية شاملة.
وبحكم طبيعة المنطقة وخصوصياتها الفلاحية، يسعى المجلس حاليا إلى التفكير في سبل واقعية للتثمين المنتجات المحلية خاصة الزيتون واللوز والعسل، وهي خطوة تهدف في الآن ذاته إلى تشغيل الشباب العاطل ودعمه ماديا في أفق خلق تعاونيات لهذا الغرض، خصوصا وان الجماعة تعتبر واحدة من اللواتي استفدن من تشجير حوالي 450 هكتارا بشجرة الزيتون في إطار برنامج المغرب الأخضر. وبتنسيق مع المصالح المعنية، يسهر المجلس الحالي على تحسين قطاع الصحة، وذلك من خلال توفير الأدوية المناسبة واللوجستيك والموارد الطبية والشبه الطبية، وهو ذات الهمّ الذي يراوده بخصوص الخريطة التعلمية حيث أبدى المجلس استعداده لترميم كل الحجرات الآيلة للسقوط بشراكة مع مديرية التعليم. وفي المجال الترفيهي والفني، يقول محمد حاسيبون، إن المجلس المنتخب بالجماعة، يسعى دائما إلى دعم الطاقات المحلية والحفاظ على الموروث الأمازيغي بإقليم ازيلال، وذلك من خلال تنظيم مهرجان سنوي يحتفي بالفرق الفنية المحلية وبفن التبوريدة،  دون أن  يعني ذلك عدم الانفتاح على موروث المجالات المجاورة، وهو إلى جانب ذلك يعد  بمثابة أبواب مفتوحة يسعى من خلالها المجلس الجماعي بتنسيق مع بعض  الفعاليات الجمعوية المحلية إبراز الصورة الحقيقية لهذه الجماعة القروية وتثمين ثرواتها وتنوع تراثها الثقافي وإبراز الانعكاسات الاقتصادية الإيجابية للمهرجان على المنطقة،  بما أنه أصبح يشكل آلية للتواصل والتفاعل بين مختلف التجمعات السكنية سواء بتراب الجماعة أو خارجها.

حميد رزقي

Related posts

Top