أسرى فلسطين في الرباط

تحتضن الرباط ابتداء من يومه الجمعة «المؤتمر الدولي لنصرة الأسير الفلسطيني»، وذلك بمشاركة متميزة لخبراء قانونيين وحقوقيين وشخصيات عربية ودولية، فضلا عن مساهمة  فعاليات فلسطينية من حساسيات سياسية وفكرية مختلفة، وهو ما سيمكن، بلا شك، من جعل هذا المحفل المدني مناسبة لفضح الإجرام الصهيوني، وأيضا لبلورة آليات عملية ناجعة لتكثيف التضامن مع الشعب الفلسطيني ومساندة الأسرى وعائلاتهم، وتعزيز التعبئة العالمية لصالح النضال الوطني التحرري للشعب الفلسطيني.
لقد ألف المغاربة، من خلال أحزابهم الوطنية والديمقراطية وجمعياتهم المدنية، إقامة مهرجانات خطابية ومسيرات مليونية للتضامن مع فلسطين، لكن مبادرة الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني وشركائها اليوم تسعى للانتقال بالتضامن إلى ما هو أنجع وأفيد من الخطابة، أي التأسيس لالتقاء قانونيين وخبراء لبلورة صيغ الترافع عبر العالم، وخطط التنفيذ وأشكال التحرك لفائدة الأسرى بالخصوص.
لقد اعتبر المغاربة دائما قضية الشعب الفلسطيني قضية وطنية خاصة بهم، ومن ثم لم يعمدوا أبدا لجعل التضامن تموقعا حزبيا أو طائفيا، أو عنوانا للتقسيم، ولذلك بقيت المملكة وشعبها دائما الحاضن الصادق للتطلع الفلسطيني.
إن مؤتمر الرباط اليوم حول الأسرى يقوم على ذات الخلفية، وعلى الثوابت نفسها، تماما كما الحضور المغربي الملموس على الأرض في القدس ووسط المقدسيين، وأيضا انخراطه إلى جانب المؤسسات الفلسطينية في إنجاز برامج ميدانية لفائدة السكان.
هذا هو التضامن المغربي، بعيدا عن «النيران» الخطابية لكثير من العرب عبر القنوات الفضائية…
مؤتمر الرباط أيضا ينظم من طرف الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، وهي البيت الوحدوي الوطني الذي شكل دائما عنوان تميز التضامن المغربي مع فلسطين، ولقد حولت الجمعية، عبر تاريخها، فلسطين إلى موحد للطيف الحزبي والنقابي المغربي.
وبالنسبة لمؤتمر الرباط اليوم، فإن جمعيات حقوقية ومنظمات مغربية وفلسطينية تنضم إلى الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، ما يكسب للمبادرة نفسها الوطني المغربي، ويمنح لأفقها فرص النجاح والإشعاع والفعالية.
فلسطين في الرباط اليوم، وهي دائما حاضرة في عقول وقلوب المغاربة كلهم، و»المؤتمر الدولي لنصرة الأسير الفلسطيني» واجهة أخرى تؤكد حضور المملكة في الملف الفلسطيني انطلاقا من التميز المشار إليه أعلاه، ومن ثم، فإن إنجاح هذا الحدث هو مسؤولية كل مكونات المشهد السياسي والنقابي والجمعوي والحقوقي والثقافي والإعلامي المغربي، وذلك لإبراز انصهار المغاربة في الهم الشعبي الفلسطيني، وللتأكيد على أن فلسطين قضية وطنية لدى المغاربة، وتوحد كل حساسياتهم السياسية والفكرية.
تحية للأسرى، ولنرفع شارات النصر لشموخهم.

Top