في لحظات التهبت بصوت الشعر والسرد، داخل الفضاء الثقافي الكونفدرالي بحي النخيل بالدار البيضاء، التأم (يوم الجمعة 26 فبراير 20156) حشد من المبدعات والمبدعين قدموا من مدن مغربية مختلفة للمشاركة في اللقاء الإبداعي الذي دعا له الفضاء الثقافي للـ “ك.د.ش” ونادي القلم المغربي من منطلق أن الإبداع وسيلة للتعبير والمقاومة، ومدخل لتجديد التعاقد بين الذات والمجتمع، بين الواقع وكيف نراه ونحلم به، في بادرة الاحتفاء بأصوات الإبداع العُمالي.
في البداية رحبّ شعيب حليفي بالحضور متحدثا عن اللحظة ودلالاتها في المشهد العام، وكيف يمكن للكلمة أن تقاوم زحف الضجيج وظلم الصمت في الزمن المغربي. وفي كلمته الترحيبية، وباسم الفضاء الثقافي، جدد محمد عطيف ضرورة الاحتفاء بكافة الأصوات التي اختارت الكلمة الملتزمة والتعبير الفني.
وهكذا قرأ محمد عطيف مجموعة من قصائده الأخيرة التي تخلق مسارات متلونة ومتعددة للقول الشعري في علاقاته المتشابكة مع الذات والمجتمع والتاريخ، تلته بعد ذلك الشاعرة التونسية لمياء عمر عيّاد بنصوص من ديوانها (أحبك جدا) وقصائد أخرى تعكس تجربة شاعرة تصون الحلم في وجدانها وتستطيع التعبير من خلاله عن رؤاها. كما كان لحضور الزجال المغربي عزيز غالي بهاءٌ آخر وهو ينشد كلماته الساحرة بلغة القلب، قبله مهّد المبدع حسن حمي بورقة حول تجربة غالي الزجلية.
ثم قرأت سهام لفقير بعضا من تجربتها الشعرية بما تحمله من ندى الفجر القادم، وكذلك فوزية فتحي التي تصوغ الكلمات من خلال تجربة مع الأفق والحلم. أما عبد السلام برماكي فقد أصرت كلماته الزجلية على الضرب بقوة على الراهن وما يخفيه من كوابيس، لذلك اختار مواجهته بالسخرية السوداء .
وفي مجال القصة قرأت سلمى براهمة نصا يُخفي التأويل المفرط لعالم القساوة حيث تُذبح الأحلام، كما اختارت أمينة الشرادي أبعاد الرمز لبناء قصة تبوح بعمق التجربة. أما محمود البوعبيدي فقد كانت خواطره الأدبية تستعيد لهب الجمر والمعاناة في سنوات الرصاص كما عاشها.
كما حضر اللقاء، دعما للأصوات العُمالية، مبدعون مغاربة اختاروا دائما الصف الشعبي والطبقات الكادحة للتعبير عن جروحها النازفة وهكذا قرأ القاص إبراهيم أبويه والقاص عبد الهادي لفحيلي من إبداعهما القصصي ما يعكس تجربتهما القصصية المشبعة بتخييل الاجتماعي في دورانه العنيف والعبثي، كما قرأ الشعراء محمد عرش وعمر العسري وعبد العزيز أمزيان قصائد للحلم والأفق والإبداع المتحرر من الرياء المتلون.
في ختام هذا اللقاء، عادت الشاعرة لمياء لتقرأ نصوصا أخرى في الوجد قبل أن يتم الاختتام بأغاني لعبد اللطيف نداي.. بعدها تم توزيع الشهادات التقديرية على كافة المشاركين في جو من الحماس والألفة.
أصوات الإبداع العمالي.. شعرا وسردا
الوسوم