ألمانيا تظفر بـ”يورو 2024″ وتعد أوروبا باحتفال كبير

نالت ألمانيا شرف استضافة كأس أمم أوروبا 2024 لكرة القدم بعد أن تفوقت على تركيا منافستها الوحيدة في السباق، ووعدت القارة الأوروبية بأن تنظم “احتفالا كبيرا”.
واختيرت ألمانيا في أعقاب تصويت سري لأعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (الويفا)، والبالغ عددهم 19، وقد تفوقت بفارق كبير بلغ 12 صوتا مقابل 4 أصوات لمنافستها مع امتناع عضو واحد عن التصويت.
ولا يحق للعضوين الآخرين التصويت، وهما رئيس الاتحاد الألماني للعبة راينهارد غريندل، ونائب رئيس الاتحاد التركي ثروت يارديمجي.
وعلق غريندل عقب التصويت قائلا “أود أن أشكر اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي على ثقتها المذهلة وأشعر بالمسؤولية”.
وقال فيليب لام، قائد منتخب ألمانيا الفائز بكأس العالم 2014 في البرازيل، والذي يشغل حاليا منصب مدير اللجنة التنفيذية للبطولة، بعد التصويت “نريد تنظيم احتفال كبير مع أوروبا بأسرها ونثبت للعالم إلى أي درجة دولتنا مضيافة”.
أما رئيس رابطة الدوري الألماني راينهارد راوبول فقال “إن المشاعر وصور عام 2006 لا تزال عالقة في أذهاننا ونحن مغتبطون لكوننا سنستضيف حدثا كبيرا في بلادنا”.
وعلى الفور، رد وزير الرياضة التركي محرم كساب أوغلو، معتبرا “إنه لأمر مؤسف بالنسبة للاتحاد الأوروبي والبطولة التي لن تحصل بلدنا على استضافتها رغم كل قواها”.
وأضاف في تصريح للصحافة المحلية “لم نخسر أي شيء كبلد. كأس أمم أوروبا 2024 هي التي خسرت خبرتنا وضيافتنا”.
وهي المرة الرابعة التي تفشل فيها تركيا في الحصول على استضافة البطولة.
وعبر الاتحاد الأوروبي عن “قلقه” إزاء غياب “أي خطة عمل في مجال حقوق الإنسان” في مشروع الاتحاد التركي للعبة.
وقبل عملية التصويت، قام المسؤولون عن الملفين بتقديم أخير أمام أعضاء اللجنة التنفيذية، ثم قام الاتحاد الأوروبي بتلاوة تقرير أعدته لجنة التقويم التابعة له عن الملفين.
وكان الاتحاد الأوروبي نشر التقرير الأسبوع الماضي الذي منح ألمانيا أفضلية على تركيا لأنها قدمت رؤية مبنية على فكرة بأن “كرة القدم تستطيع توحيد المجتمع”، كما أن الملف كان من “نوعية عالية جدا”.
لكن على الرغم من ذلك، فإن التوتر كان باديا على أفراد الملف الألماني حتى النهاية.
وكان الاتحاد الألماني قد عاش في الأشهر الأخيرة أوقاتا صعبة بعد الطريقة التي اعتمدها في التعامل مع قضية التقاط لاعبي المنتخب أوزيل وإلكاي غوندوغان المولودين في ألمانيا لعائلتين من أصول تركية، صورة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ماي الماضي.
وقد أرخت هذه القضية بظلالها على مشاركة المنتخب في نهائيات كأس العالم الأخيرة في روسيا حيث كان مدعوا للدفاع عن لقبه، وخرج من الدور الأول بنتائج كارثية، وشكا أوزيل من عدم تلقيه الدعم الكافي من الاتحاد.
واتهم الدولي السابق الاتحاد الألماني بـ “العنصرية” ضده، وأعلن اعتزاله اللعب دوليا في يوليوز الماضي، الأمر الذي عكر سمعة ألمانيا التي تتمتع بمجتمع متناغم متعدد الثقافات.
وقد ألحق الخلاف والنقاش السياسي الذي تلاه، الضرر بسمعة ألمانيا لجهة وجود مجتمع متسامح.
وقال أوزيل متوجها في شكل مباشر إلى رئيس الاتحاد الألماني “في نظر غريندل وأنصاره، فأنا ألماني عندما نفوز، لكني مهاجر عندما نخسر”..
وتشهد نسخة 2024 مشاركة 24 منتخبا تخوض 51 مباراة على عشرة ملاعب بينها “أليانز أرينا” في ميونيخ والملعب الأولمبي في برلين.
وكانت آخر تظاهرة كروية استضافتها ألمانيا هي كأس العالم 2006، علما أن ألمانيا الغربية استضافت (اليورو) عام 1988 قبل توحيد الشطرين الغربي والشرقي.
في المقابل، خسرت تركيا السباق لاستضافة العرس القاري في المرة الماضية أمام فرنسا بفارق صوت واحد.
وتقام النسخة المقبلة لكأس أمم أوروبا عام 2020 في 12 دولة. واستضافت فرنسا النسخة الأخيرة عام 2016، وكان لقبها من نصيب البرتغال.
وتتمتع ألمانيا بخبرة واسعة في استضافة البطولات الكبرى، إذ استضافت ألمانيا الغربية كأس أمم أوروبا 1988 وكأس العالم 1974.
وبعد سقوط جدار برلين عام 1989، استضافت ألمانيا نهائيات كأس العالم 2006.

Related posts

Top