يلتقي اليوم المنتخب المحلي المغربي لكرة القدم بنظيره الجزائري، بملعب البليدة في ذهاب الدور المؤهل لنهائي كأس أمم أفريقيا الخاص للمحليين التي ستحتضنها الكاميرون السنة القادمة.
ويعد دخول هذا المنتخب غمار الاقصائيات القارية هو المتوج بلقب الدورة الأخيرة التي جرت بالمغرب سنة 2018، مناسبة للحديث من جديد عن أهمية تكوين منتخب محلي، يشارك قاريا، في وقت ترتفع فيه أصوات منتقدة انخراط الجامعة في مبادرة الاتحاد الإفريقي “الكاف”.
من حيث المبدأ، فان تكوين فريق وطني يشارك في تظاهرة قارية، مسألة لا يمكن أن يختلف حولها أحد، لكونها تمكن لاعبي الدوري المحلي من كسب التجربة الدولية والتنافس مع نظرائهم بالبطولات الإفريقية، كما تمكن هذه التظاهرة من الوقوف على قيمة الدوري المحلي، ومقارنته بباقي المستويات سواء جهويا أو قاريا.
كما أن المشاركة بمثل هذه التظاهرات، يمكن أيضا من الترويج لمنتوج البطولة الاحترافية على المستوى الخارجي، والاستفادة من المتابعة الإعلامية، والتعريف بإمكانيات اللاعبين التقنية، ومنحهم الفرصة كبيرة لتوقيع عقود احترافية جديدة.
انطلاقا من كل هذه المكاسب المتعددة، لا يمكن إلا أن نشجع تكوين منتخب محلي، مع ضرورة استحضار مجموعة من الملاحظات الجوهرية، كأولوية تحديد سن اللاعبين، أو اعتماد فئة الأولمبيين، نظرا لكون أن هذه الفئة تشارك مرة كل أربع سنوات، وبعد ذلك يكون الضياع مصير الأغلبية الساحقة من المواهب التي لا تجد لها مكانا داخل الأندية التي تنتمي لها، نظرا لتخوف الأغلبية الساحقة من المدربين من تحمل تبعات إشراك عناصر تفتقد للتجربة، كما أن رؤساء الفرق يبحثون بالدرجة عن النتائج الآنية بالفريق الأول، وهناك أيضا من يلهث وراء عقد صفقات موسمية لأسباب لم تعد تخفى على أحد.
على هذا الأساس، فان تكوين منتخب محلي مسألة مهمة وحيوية، أما رفض المبادرة كليا، فهذا موقف عدمي لا يراعي العديد من المكاسب، التي ذكرنا بعضها وغيرها كثير…
محمد الروحلي