منتخب بمكاسب متعددة

حقق المنتخب الأولمبي المغربي لكرة القدم، عدة مكاسب بكأس إفريقيا لفئة أقل من 23 سنة، والتي اختتمت فعالياتها مساء أول أمس السبت بالرباط.
تأهل لأولمبياد باريس صيف سنة 2024، مكسب مهم تحقق بعد غياب دام 11 سنة، أي أنه منذ دورة 2012 بلندن، لم تتمكن كل التشكيلات الأولمبية، من الوصول لأعراس الأولمبياد…
ثاني المكاسب، التتويج كبطل للقارة، كإنجاز يتحقق لأول مرة في تاريخ كرة القدم الوطنية، رغم أن المغرب سبق أن احتضن سنة 2011 نفس الدورة المؤهلة، ولم يتمكن منتخبه من كسب اللقب.
ثالث المكاسب، تتمثل في بروز جيل من اللاعبين الواعدين، قدموا أوراق اعتمادهم بسرعة فائقة، قصد ضمان الخلف بمنتخب الكبار، بل أغلب عناصره لهم القدرة ليصبحوا أسودا أطلسية تزأر بقوة بمونديال 2026.
رابع إنجازات هذا المنتخب المكون أساسا من أبناء مغاربة العالم، كسب قلوب الملايين، إلى درجة أصبح الكل يعرف أسماء اللاعبين ومراكزهم وقيمة عطاءاتهم الفردية، بل تحولوا منذ أول ظهور لهم، إلى نجوم حقيقيين…
في المباريات الخمسة التي خاضها أصدقاء العميد عبد الصمد الزلزولي، ثلاثة بدور المجموعات، ومباراتا النصف والنهاية، أكدوا على قيمة التكوين الذي خضعوا له داخل الأندية الأوروبية، واختاروا تمثيل القميص الوطني المغربي حبا وطواعية، والدليل كل هذا المجهود الخرافي الذي بذلوه؛ رغم ظروف الاستعداد والتحضير، والتي لم تمر على الوجه الأكمل، بسبب انشغالهم ببرامج أنديتهم.
حسم هذا المنتخب المتميز، الأمور لصالحه بفضل فردياته بمختلف الخطوط، وهى قيمة ثابتة شكلت قوة استثنائية، تفوقت على الحضور الجسماني لمنتخبات رائدة كغانا وغينيا وحتى مالي صاحب التكامل المذهل بمختلف المراكز، كما هزمت جماعية الأداء المصري والتوظيف الممتاز لمدربه البرازيلي، صاحب الخبرة والتجربة…
والأكيد أن تكوين هذا المنتخب، لم يأت من فراغ، أو عن طريق الصدف، بل هناك مجهود كبير بذل، على مستوى التنقيب والمتابعة والإعداد، والتنظيم واللوجستيك، والأكثر من ذلك إقناع العائلات بأهمية الارتباط بالوطن الأم، وعدم الانسياق وراء إغراءات بلدان الإقامة…
تحدث كل هذه المكاسب التي تبقى لها أهميتها وظرفيتها المهمة، كامتداد للانجازات المدوية، تحققت بمنتخبات الكبار والإناث وكرة القدم داخل القاعة، في انتظار الوصول إلى نفس قيمة التكوين محليا، كرهان مستقبلي لا غنى عنه…
تحية إعجاب وتقدير لكل لاعب لاعب، جعلونا نفتخر بهم أمام أقوى المدارس، تحية أيضا لأفراد الأطقم التقنية والطبية والتنظيمية، على المجهود الخرافي الذي بذل في زمن قياسي.
برافو لفريق العمل الذي يقوده بكفاءة وروح وطنية عالية الرئيس فوزي لقجع، الرجل الذي يتابع أدق التفاصيل بكل جوارحه وأحاسيسه وتفاعلاته، أعطى الدليل الواضح أن السر في النجاحات، يعود للصدق في العمل والمعرفة الميدانية والتخطيط السليم، واتخاذ القرارات في الزمان والمكان المناسبين…

محمد الروحلي

Related posts

Top