مشاركة عربية بخسائر متعددة…

تتواصل بمدينتي أبها والطائي السعوديتين، مسابقة الكأس العربية في كرة القدم، وتحديدا بدور المجموعات؛ والذي سبقته مراحل تأهيلية، غادرها فريق الجيش الملكي بعد إقصاء مر أمام نادي الوحدة الإماراتي.

ويشارك فريقا الوداد والرجاء المغربيين، باختيار من الجهة المنظمة، ولأجل ذلك يقدم الناديان، تضحيات كبيرة من أجل ضمان المشاركة، بمنافسات كأس تحمل هوية عربية، وبرعاية من دولة خليجية غنية…

تضحيات ليس فقط من الناحية المالية، حيث تعد الخسارة بالملايين، لكن أيضا من حيث التوقيت غير المناسب للناديين البيضاويين، واللذين لم ينعما أبدا بقسط من الراحة، إذ سافرا مباشرة بعد انتهاء مسابقتي البطولة وكأس العرش؛ في وقت كان من المفروض أن يخضع لاعبوهما للراحة، والدخول في مرحلة الاستعداد للموسم القادم.

وأولى الملاحظات بخصوص هذه التظاهرة الجهوية؛ أن الدورة وضعت تحت مقاس الأندية السعودية، يراد لها أن تسوق على نطاق واسع، ويظهر ذلك من خلال اختيار التوقيت المناسب؛ وطريقة برمجة المباريات، وغيرها من الجوانب المؤثرة التي لا تخفى على أحد…

نحن هنا نناقش الأمور من زاوية مشاركة أحسن الأندية المغربية، فمن المفروض أن يتم مستقبلا، وضع شروط مقابل قبول المشاركة من عدمها، فلماذا تقدم تضحيات من أجل ضمان نجاح تظاهرة، يعتبر الضيوف مجرد ديكور لتكملة المشاهد؟…

فقيمة الناديين يجب أن تقاس بقيمة التعويض المالي المخصص، مقابل هذه المشاركة، بغض النظر عن الجوائز المخصصة للفائزين، وعلى هذا الأساس من المفروض، أن تتم مناقشة الشروط؛ قبل التوقيع الرسمي على المشاركة، وألا سيصبح قرار نادي الأهلي المصري هو الصائب، عندما أعلن منذ البداية عن عدم المشاركة، بدعوى عدم التوافق مع البرنامج العام للنادي…  

فأي فائدة ترجى من مشاركة، لا طائل منها، سواء من الناحية المادية أو التقنية، مسابقة يتعامل المنظمون مع الأندية المشاركة بكثير من التقشف، إلى درجة توصل كل فريق بمبلغ 20 ألف دولار فقط، خصصت لتغطية نفقات التنقل للديار السعودية، مع العلم أن كل وفد يضم 50 فردا، مع ما يتطلب ذلك من تكاليف إضافية، كمصروف الجيب، وغيرها من الحاجيات التي تتطلبها مشاركة من هذا النوع.

ومعلوم أن سفر الأندية المغربية يعد الأعلى تكلفة من باقي المشاركين، نظرا لبعد المسافة ما بين المغرب والسعودية…

ونعود لنطرح تساؤلات تبقى أساسية:

ما الفائدة من مشاركة غير مفيدة من الناحيتين المادية والتقنية؟ ولماذا تقبل إدارات الأندية المغربية، المشاركة بدون شروط مسبقة؟ وهل هناك قدرة على الاستفادة من عائداتها من حيث التسويق وكسب معلنين جدد؟…

فتاريخ وعراقة وجماهيرية قطبي كرة القدم الوطنية، تفرض على مسؤوليهما مناقشة الأمور من موقع قوة، وليس من باب كسب العطف ليس إلا…

محمد الروحلي

Related posts

Top