ترك تألق المنتخب المغربي النسوي لكرة القدم، خلال مسابقات كأس الأمم الإفريقية، والوصول للمباراة النهائية والتأهل لمونديال، ارتياحا غير مسبوق، جعل أغلب الأوساط، تبارك منح المرأة المزيد من الاهتمام والتمييز الإيجابي.
كما خلق تألق صديقات العميدة غزلان الشباك، ثورة حقيقية غيرت الكثير من المفاهيم والأحكام المسبقة، وجعلت أصحاب النظريات المتحفظة، يعيدون النظر تدريجيا في مواقفهم، ومراجعة منطلقات النظرة السلبية التي تحكم مسبقا على ممارسة المرأة للرياضة، بالسلوك غير المقبول، أو غير المألوف.
هذا التطور الإيجابي جعل العائلات تشجع بناتهن على الانخراط التلقائي بالأندية الرياضية، من بينها كرة القدم، على خلفية النتائج الإيجابية التي تحققت خلال السنوات الأخيرة، بفضل درجة الاهتمام غير المسبوقة من لدن جامعة كرة القدم، عملت على تحسين ظروف الممارسة، مما مكن اللاعبات من كسب أجور ورواتب شهرية، تسهل عملية انخراطهم داخل الأندية المنخرطة بالبطولة الوطنية.
مجهود حقيقي تقوده بطبيعة الحال، جامعة كرة القدم، لكنه يبقى في حاجة إلى دعم ملموس من طرف مجموعة المؤسسات الوطنية، خاصة المنتمية للقطاعين الشبه عمومي والخاص، المفروض مساهمتهما في هذا المجهود الوطني الطامح لإشراك المرأة في كل مناحي الحياة، والرياضة تبقى في مقدمتها بحكم تأثيرها المباشر، وأبعادها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتنموية…
وعندما نقصد القطاع الخاص، فهناك في المقدمة الأبناك المتراكمة لأرباح تعد خيالية، دون أن تسجل بالمقابل، حضورا لافتا على مستوى المبادرات الاجتماعية، مع محدودية مساهمتها في مجهود التنمية البشرية.
فاحتضان ناد أو فرع من الفروع المهتمة بكرة القدم النسوية، سيعطي دفعة قوية، والأبناك مؤهلة أكثر من غيرها، للقيام بهذا الواجب، خاصة وأن انخراطها بالمجال الرياضي بصفة عامة ضعيف جدا، ولا يتعدى بعض الحالات المحدودة، وهو تهرب غير مبرر تماما.
والمؤمل هو أن يساهم الاهتمام الجماهيري غير المسبوق، في جعل المؤسسات، تنخرط بقوة في دعم الرياضة النسوية عموما، وكرة القدم على وجه الخصوص…
محمد الروحلي