تم مؤخرا، بالناظور، تنظيم جولة ميدانية ببحيرة مارتشيكا ذات الأهمية البيولوجية والإيكولوجية، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمناطق الرطبة الذي يتم تخليده هذه السنة تحت شعار “هناك حاجة ملحة لاستعادة المناطق الرطبة”.
وخلال هذه الجولة، التي نظمتها الوكالة الوطنية للمياه والغابات، ومجموعة البحث من أجل حماية الطيور بالمغرب (GREPOM/BirdLife Morocco)، ووكالة مارتشيكا، تم إبراز أهمية هذه البحيرة التي تعتبر من المناطق الرطبة المهمة بالمغرب، والمدرجة أيضا ضمن اتفاقية “رامسار” الدولية حول المناطق الرطبة، باعتبارها قبلة للعديد من أنواع الطيور المهاجرة.
وتميزت هذه التظاهرة، التي عرفت حضور، على الخصوص، مسؤولين جهويين وإقليميين وفاعلين جمعويين في مجال البيئة، بزيارة لعدد من المواقع الاستراتيجية المثيرة للاهتمام بالبحيرة، بما في ذلك منتزه الطيور الذي يروم إعادة تشكيل مناطق الاستقرار الطبيعي للطيور المهاجرة بالأحواض القديمة للمياه المستعملة بالناظور.
وشكلت هذه الخرجة البيئية مناسبة تم خلالها الوقوف عند عملية رصد وتتبع الطيور المهاجرة، وكذا مواكبة تركيب طواف عائم في أحد مواقع البحيرة لتحفيز الطيور على التعشيش.
ويندرج تركيب هذا الطواف العائم في إطار مشروع “المساهمة في الحفاظ على التنوع البيولوجي للطيور ودعم السكان المحليين لتنمية السياحة البيئية في بحيرة بوعارك (مارشيكا)”، الذي تنفذه مجموعة البحث من أجل حماية الطيور بالمغرب، بدعم من شركائها، وتمويل من برنامج المنح الصغيرة التابع لمرفق البيئة العالمية (SGP/GEF).
وفي تصريح للصحافة، بالمناسبة، أشار المدير العام لشركة مارتشيكا-ميد، سعيد زارو، إلى أن هذه التظاهرة تشكل مناسبة للتعرف على ما تقوم به الوكالة في هذا الموقع البيئي الذي كان قبل عشر سنوات محطة لمعالجة المياه المستعملة وأصبح اليوم يحتضن أكبر منتزه للطيور على ضفة البحر الأبيض المتوسط.
وأبرز زارو أهمية هذا الموقع كمنطقة رطبة والمجهودات المبذولة من أجل الحفاظ على نظافته، وكذا التعريف به على الصعيد العالمي، مشيرا إلى أن استغلال هذا المنتزه وفتحه مستقبلا أمام العموم من شأنه أن يستقطب أزيد من 150 ألف سائح سنويا لاسيما المهتمين بتتبع ورصد الطيور المهاجرة.
من جانبه، أشار المدير الجهوي للوكالة الوطنية للمياه والغابات لجهة الشرق، محمد مخلص، في تصريح ل(M24)، القناة الاخبارية المغربية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى الاستراتيجية الجديدة التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 13 فبراير 2020 وتروم تطوير المجالات الغابوية بصفة عامة، وكذا إيجاد حلول بديلة ومبتكرة للحفاظ على الموارد الطبيعية بإشراك الساكنة المحلية.
وأضاف مخلص أنه في إطار المناطق الرطبة هناك خطة عمل يتم تنفيذها حاليا على ثلاثة مستويات متمثلة في تقييد هذه المناطق الرطبة ضمن اتفاقية “رامسار” وخلق شبكتها، وكذا الرفع من درجة الوعي والتحسيس لدى مختلف الشركاء، بالإضافة إلى إنجاز برنامج عمل متكامل تشاركي وتشاوري بإشراك الساكنة المحلية بهدف الحفاظ على الموارد الطبيعية بالمناطق الرطبة وكذا خلق أنشطة تروم الرفع من المستوى السوسيو – اقتصادي لهذه الساكنة المجاورة لهذه المناطق.
بدورها، أكدت رئيسة مجموعة البحث من أجل حماية الطيور بالمغرب، رحيمو الحمومي، أن الاحتفال باليوم العالمي للمناطق الرطبة – المخلد لاتفاقية “رامسار” الموقعة سنة 1971- ببحيرة مارشيكا يجسد شعار هذه السنة المتمثل في الحاجة الملحة لاستعادة المناطق الرطبة، معتبرة أن هذه البحيرة تشكل أحسن مثال لاستعادة المناطق الرطبة بعد إعادة تأهيلها والخدمات البيئية التي تقدمها كخزان للتنوع البيولوجي.
وأشارت الحمومي، إلى اهتمام الجمعية برصد وتتبع الطيور في أعدادها وأنواعها التي تأتي من مناطق مختلفة في العالم، مبرزة أن هذه المنطقة غنية بأنواع كثيرة من الطيور المهاجرة مما يدفع الجمعية لمواصلة تتبعها في إطار مشروع من شأنه المساهمة في غنى هذه البحيرة بتعاون مع شركائها من خلال تأهيل الموائل لتشجيع الطيور على التعشيش.
إبراز الأهمية البيئية والإيكولوجية لبحيرة مارتشيكا بمناسبة اليوم العالمي للمناطق الرطبة
الوسوم